يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم القتال في ليبيا، إذا ما صدق في إعلانه وتصريحاته التي أطلقها قبل يومين، بوقود سوري. فقد كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة التركية تسعى لتجنيد 8 آلاف مقاتلٍ سوري بهدف القتال في ليبيا في صفوف الميليشيات التي يقودها فايز السرّاج رئيس حكومة "الوفاق" الليبية. وقالت لـ "العربية.نت" السبت إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهّد لحكومة السرّاج بإرسال 8 آلاف مقاتلٍ سوري على أقل تقدير إلى الأراضي الليبية، وقد وصل منهم إلى الآن نحو 120 مقاتلٍ فقط".تركمان سوريون وبحسب المصادر فإن أغلب من وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الساعة، هم تركمان سوريون، غادروا الأراضي السورية باتجاه مدينة غازي عينتاب التركية ومن ثم غادروا من هناك إلى أنقرة، ومنها بالطائرة إلى تونس، فالحدود البريّة مع ليبيا. إلى ذلك، أوضحت تلك المصادر أن الاستخبارات التركية أوكلت مهمة تجنيد السوريين الّذين سيحاربون في ليبيا إلى فصيل "السلطان مراد"، وهو من الفصائل السورية الموالية لأنقرة ويقوده مقاتلون تركمان سوريون. يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان أكد الخميس، أن بلاده تلقت طلباً من حكومة الوفاق الليبية لإرسال قوات إلى ليبيا، مضيفاً : "سنفعل ذلك". كما أشار المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة بأن مسلّحين سوريين موالين لأنقرة بدأوا بتسجيل أسمائهم في مكاتب مخصصة لتجنيدهم في ليبيامكاتب تجنيد جديدة وبعد أيامٍ من افتتاح 4 مكاتب في مدينة عفرين السورية، الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له، تسعى تلك الفصائل، على ما يبدو لافتتاح مكاتبٍ جديدة في بلدتي الراعي واخترين شمال حلب، واللتين تسيطر عليهما جماعات تركمانية سورية تتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً من تركيا. وبحسب مصادر مقرّبة من المجالس المحلّية التي شكلتها أنقرة في المناطق السورية التي استولت عليها بعد ثلاث عملياتٍ عسكرية شنّها الجيش التركي، فإن هذه المكاتب تهدف لتجنيد التركمان دون غيرهم، سيما وأن بلدتي الراعي واخترين تقطنهما عائلات تركمانية. ولم يتسنّ لـ "العربية.نت" معرفة قيمة الرواتب الشهرية التي ستمنحها أنقرة لهؤلاء المسلّحين، بشكلٍ دقيق، لكن مصادر محلية أشارت إلى أن "قادة المجموعات سوف يحصلون على نحو 3 آلاف دولارٍ أميركي في الشهر الواحد، بينما المجندون العاديون، فستتراوح رواتبهم الشهرية بين 1500 إلى 2000 دولار". وأضافت المصادر أن "الحكومة التركية ستمنح عائلات هؤلاء المقاتلين تعويضاً مادياً في ما لو فقدوا حياتهم خلال النزاع الّذي تشهده ليبيا". إلى ذلك، أشارت إلى أن "أنقرة منحت بالفعل في وقتٍ سابق، جنسيتها لعائلات سوريين قُتِلوا خلال مشاركتهم في معارك الجيش التركي في سوريا، كما منحتهم تعويضاتٍ مالية، وسيتكرر هذا الأمر لاحقاً مع عائلات السوريين الّذين سيقاتلون ويقتلون في ليبيا". وبالرغم من نفي ما تسمى "الحكومة السورية المؤقتة" والمعارضة لحكومة النظام السوري، مشاركة سوريين بالقتال إلى جانب الميليشيات التي تقودها السراج، لكن تقارير اشارت إلى مقتل عدّة سوريين ينحدرون من ريف دمشق خلال مشاركتهم في القتال ضمن ميليشيات السرّاج ضد الجيش الوطني الليبي. وبحسب مصادر أمنية فإن 200 مستشارٍ تركي متواجدون هناك منذ أشهر في طرابلسمخاوف من تجنيد قسري إلى ذلك، تواصلت "العربية.نت" مع شبانٍ سوريين في بعض المناطق السورية الخاضعة لسيطرة أنقرة والميليشيات الموالية لها، وأبدى بعضهم ن "مخاوف من تجنيدهم قسراً". وقال أحدهم إن "الميليشيات الموالية لأنقرة تركّز في الدرجة الأولى على كسبّ المال مهما كانت الطرق، وإن لم يكن هذا الأمر صحيحاً، فلماذا لا يواجهون قوات الأسد في إدلب وريفها. هم يسعون للحصول على الأموال، لذلك سيتوجهون إلى ليبيا". وأضاف الشاب الثلاثيني المقيم في مدينة الباب أن "بعض قادة الفصائل الموالية لأنقرة رفضوا أوامر الحكومة التركية بالقتال في ليبيا، لكن هناك ضغوط تُمارس عليهم للموافقة على ذلك". وأشار الشاب الّذي تربطه علاقة عائلية مع أحد قادة هذه الفصائل إلى أن "قرارات تلكالفصائل تتخذها أنقرة بشكلٍ عام، ولكن بين الفصائل المسلحة نفسها، فالكلمة الأولى والأخيرة هي للقادة التركمان فقط وهم الّذين يتواصلون مع الحكومة التركية".وبحسب الشاب، فإن القادة التركمان قد يلجؤون للتجنيد الإجباري في لو ما فشلوا في الحصول على موافقة بقية الفصائل للمشاركة في القتال بليبيا بناءً على رغبةِ أنقرة.
مشاركة :