باريس أ ف ب لم يكن يشغل بال الراهب الدومينيكاني نجيب ميكائيل سوى إنقاذ مخطوطاته قبل «وصول داعش» إليها في الموصل وقره قوش، وهو يروي لوكالة «فرانس برس» كيف استطاع تهريب 800 مخطوطة إلى إقليم كردستان. تزامناً مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر الأثرية في سوريا، ما أثار الخشية على مستقبل إرثها التاريخي، روى الراهب العراقي من كنيسة الآباء الدومينيكان في باريس كيف أنقذ المخطوطات التي تعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر. ويقول «كان يجب إنقاذ تلك المخطوطات المحفوظة في مكتبة الدومينيكان بالموصل ثم في قره قوش، من التدمير المنظم الذي يلحق بالإرث الثقافي غير الإسلامي». وتتضمن المخطوطات نصوصاً تاريخية وفلسفية وأخرى مسيحية وإسلامية وعن الأدب والموسيقى، وهي مكتوبة بالأرمينية والسريانية والعربية والآرامية. والمخطوطات ذات الخطوط الفنية الجميلة والحواشي المزينة شاهد على التاريخ القديم في منطقة ما بين النهرين، دجلة والفرات. ويروي العراقي واثق قصاب، الذي يعمل لصالح مكتبة الدومينيكان في الموصل وقره قوش، «كان الرصاص فوق رؤوسنا، حتى إني ظننت أننا سنموت». ويضيف قصاب «حملت ستة صناديق، كانت ثقيلة، ولم أستطع الركض. وقلت لنجيب وقتها: ستقتلنا بأرشيفك هذا»، مشيراً إلى أنه «لحسن الحظ، كانت سيارة تنتظرنا على الجانب الكردي من الحدود».
مشاركة :