يتزايد اهتمام الأطفال في ليبيا ببرامج راديو المستقبل الذي يعد الأول من نوعه في طرابلس لمعالجة القضايا التي تهم الأطفال، وذلك رغم أنه في مراحله الأولى ويعتمد على الجهود الذاتية للقائمين عليه، نظرا لما يقدمه من برامج تعليمية وترفيهية تشجع الصغار على الإبداع والتفكير خارج أجواء الصراع. ويتيح راديو المستقبل للأطفال فرصة للحديث مع الآخرين بهدف تجاوز الأوضاع الأمنية الصعبة في بلادهم وانعكاساتها عليهم، حيث يستمع إلى آرائهم من خلال تلقي مكالماتهم الهاتفية، في محاولة لتوسيع دائرة الاهتمام بمتطلباتهم. وتقول المذيعة جنات البحري إن الإذاعة تحاول إبعاد الطفل عن مشاكل السياسة، لأن الوضع الأمني في البلاد لا يسمح له باللعب في الشارع، فضلا عن غياب الأندية الثقافية التي تنمي مواهبه. وتقدم الإذاعة برامج تعليمية وغذائية وترفيهية للأطفال، إضافة إلى تقديم برامج لتعلم اللغة الإنجليزية، ويقول المذيع عبد المطلب البوعيشي إنه قرر تقديم برنامج لتعليم اللغة كي تصبح الإذاعة بمثابة مدرس خصوصي في كل بيت. ويقول القائمون على الإذاعة إنهم يسعون إلى بناء الثقة في مفاهيم المدنية والسلام والتعايش باعتبارها أساسا لبناء المستقبل، وإنهم يحاولون عبر برامجهم إبعاد الصغار عن تبعات الصراع وآثارها على تنشئتهم النفسية.
مشاركة :