أعرب عدد من رجال الأعمال المتخصصين والخبراء في القطاع السياحي بالبحرين عن سعادتهم بتتويج المنامة بلقب عاصمة السياحة العربية 2020، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذا الاختيار يضع البحرين أمام تحديات كبيرة لتأكيد هذا الانجاز. وأكد خبراء السياحة -الذين استطلعت «الأيام» آراءهم- أن القطاع الخاص مطالب بأخذ زمام المبادرة في القطاع السياحي وضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، والتركيز بشكل أكبر على المشاريع الترفيهية التي تناسب جميع أفراد العائلة، وتسهم في تشجيع السائح على تكرار زيارته للبحرين.وأشاد جهاد أمين، رئيس جمعية السفر والسياحة وعضو مجلس ادارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض، باختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية لعام 2020 خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته الـ22 الذي استضافته محافظة الأحساء.وأكد أمين أن هذا الاختيار يؤكد المكانة التاريخية والثقافية والسياحية للعاصمة، معربًا عن اعتزازه بهذا الاختيار الذي يترجم حرص واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى بتعزيز وزيادة وتنمية العوائد السياحية.وأضاف قائلاً: «استقبلت مملكة البحرين ما مجموعه 12 مليون سائح في عام 2018، أي بزيادة ملحوظة قدرها 5.9% مقارنة بالعام الماضي، ما يؤكد استمرار نمو القطاع السياحي بمملكة البحرين. واليوم، تأتي ثمار الجهود التي بذلتها هيئة البحرين للسياحة والمعارض لتطوير القطاع عبر الترويج للهوية البحرينية الجاذبة من خلال المواقع السياحية والوجهات الترفيهية المختلفة، والفعاليات الممتعة، والمعارض المحلية والدولية التي تتفرد بها المملكة، وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى تقديم خدمات استثنائية المستوى، وتطوير مرافق سياحية بمعايير عالمية، وجذب الاستثمارات التي تغذي مسيرة التنمية في البحرين». وأكد أمين دعم جمعية السفر والسياحة للجهود التي تبذلها هيئة البحرين للسياحة والمعارض لتطوير قطاع السياحة ولدعم الاقتصاد الوطني، من خلال تبني الهيئة استراتيجيتها طويلة المدى التي تركز على الأعمدة الرئيسة الأربعة، وهي «الوعي، والجذب، والوصول، والإقامة»؛ بهدف تطوير إمكانية الوصول إلى مملكة البحرين، واستقطاب المزيد من المعارض والمؤتمرات والارتقاء بالجودة المقدمة في قطاعي السياحة والضيافة، وتقوية مكانة المملكة بوصفها وجهة السياحة المثالية للسياح من مختلف دول العالم مع التركيز بشكل خاص على العائلات.من جانبه، قال رجل الأعمال محمود النامليتي صاحب عدد من المحلات التجارية بسوق المنامة القديم، وأحد أعضاء اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة، إن هذا الاختيار يضع البحرين الجهات المسؤولة عن القطاع السياحي فيها أمام مسؤوليات مضاعفة من أجل تأكيد صحة ذلك الاختيار، مضيفًا أن المسؤولة عن القطاع السياحي بذلت جهودًا كبيرة من أجل تطوير هذا القطاع في المملكة بشكل عام، والمنامة بشكل خاص، كما قامت ومازالت تقوم بالترويج السياحي لمملكة البحرين، إذ أسهم ذلك في نمو أعداد الزائرين للبحرين من عام لآخر، والآن تقع عليها مسؤولية مضاعفة كون الأنظار ستكون مركزة على المنامة من قبل السائحين، ويجب أن نكون جاهزين لاستقبالهم من خلال توفير المشاريع والفعاليات السياحية التي تترك انطباعًا رائعًا لدى السائح الذي سيأتي إلى المنامة وهو يضع في اعتباره الحصول على جولة سياحية مميزة.وتابع النامليتي «السائح الآن أصبح إعلاميًا بوجود مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة التي يستطيع من خلالها نقل تجربته إلى جميع معارفه ومتابعيه، وقد يصل من خلال كاميرته إلى أشخاص لم تتمكن الحملات الترويجية من الوصول إليهم، لذلك يجب أن نكون مستعدين فعليًا لهذا التحدي، وأن نستثمر هذا الاختيار وتحويله إلى أداة ترويجية مهمة لرفع معدل الزائرين للبحرين».وبيّن النامليتي أن اختيار المنامة لتكون عاصمة السياحة العربية لم يأتِ من فراغ، مشيرًا إلى أن المنامة تملك جميع المقومات التي تضعها في مقدمة المدن السياحية في الوطن العربي، إذ إنها تشهد تعايش جميع أطياف المجتمع المكون من جنسيات وديانات مختلفة، بالإضافة إلى وجود الحرية في ممارسة الديانات والطابع الأثري العام للمنامة يجعلها مميزة عن باقي المدن.وأشاد النامليتي بجميع الجهود التي بذلتها هيئة البحرين للسياحة وهيئة البحرين للثقافة التي أسهمت في نيل المنامة ثقة المجلس الوزاري العربي واختيارها عاصمة للسياحة العربية.أما رجل الأعمال والخبير السياحي أكرم مكناس فقد أشار إلى أن اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية يضاف إلى الإنجازات العديدة التي حققتها البحرين خلال العام الجاري في مختلف القطاعات، مضيفًا أن اختيار المنامة من بين العديد المدن السياحية في المنطقة يفرض تحديًا كبيرًا على البحرين من أجل تأكيد ذلك الاختيار. وأكد مكناس وجود أولويات يجب أخذها في الاعتبار للاستفادة من حصول المنامة على لقب عاصمة السياحة العربية، ومن أهم الأولويات التركيز على المشاريع الترفيهية العائلية من سواحل ومتنزهات ومدن ترفيهية، وعدم الاكتفاء بالمطاعم والمجمعات التجارية.وتابع أن البحرين تمتلك ثقافة عريقة وأصبحت متعددة الثقافات بحكم وجود جاليات متنوعة مكونة لمجتمعها، وهذه أمور مشجعة للسياحة، ويجب أن يكون اللقب الذي حصلت عليه المنامة حافزًا للمزيد من المشاريع السياحية.إلى ذلك، شدد رئيس جمعية المعارض كاظم السعيد على أهمية استلام القطاع الخاص زمام المبادرة وضخّ المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي، لافتًا إلى أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع وليس الحكومة وحدها.وأضاف «يجب على غرفة التجارة تشجيع وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع السياحي، والاستفادة من الفرص الكثيرة الموجودة في هذا القطاع، وأخذ المبادرة من القطاع الحكومي في تأسيس المشاريع السياحية، واستقطاب الفعاليات الترفيهية العالمية والمعارض الكبرى التي تسهم في زيادة الترويج السياحي للمملكة».واستشهد السعيد بتجربة المملكة العربية السعودية في موسم الرياض الذي حقق نجاحًا لافتًا، وهي تجربة حديثة استطاعت تقديم المملكة وجهة سياحية مميزة.أما الرئيس التنفيذي لفندق جولدن توليب عبدالرحيم السيد فأشار إلى امتلاك البحرين جميع مقومات النجاح السياحي، مشيرًا إلى أن الشعب البحرين بأخلاقه وحبه للآخرين وكرم الضيافة التي يتمتع بها هي أبرز المقومات التي تقود السياحة البحرينية نحو التميز. وأشاد السيد بالجهود التي تبذل من الأطراف المعنية بالقطاع السياحي في المملكة، لكنه بيّن أهمية عدم الاكتفاء بما هو موجود والبحث عن الجديد والابتكار في هذا المجال، سواء من جانب الحكومة أو القطاع الخاص، من أجل الاستمرار في منافسة الآخرين وتأكيد أحقية البحرين بحصول عاصمتها على هذا اللقب العربي الكبير الذي يحمل معه العديد من التحديات للقطاع السياحي في المملكة.
مشاركة :