بدأت قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا عملية تبادل أسرى شاملة، وبعدها يجب على جميع أسرى الصراع الباقين لمدة خمس سنوات العودة إلى ديارهم، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية، اليوم الأحد.أبرم الزعيم الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاق باريس في ديسمبر الماضي.وكانت الوسيطة عن حكومة دونيتسك المعلنة من طرف واحد داريا موروزوفا أعلنت في وقت سابق أن منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين ستتسلمان 87 شخصا فيما سيتمّ تسليم 55 آخرين إلى كييف. وذكرت وسائل إعلام روسية أن التبادل سيتم عند مركز حدودي على الخط الفاصل. ولم تعطِ المسؤولة الانفصالية وكذلك السلطات الأوكرانية، أي معلومة حول هويات الأسرى.وبحسب معلومات أوردتها وسائل إعلام أوكرانية ولم تؤكدها السلطات، فقد يقوم الانفصاليون بشكل أساسي بإطلاق سراح أسرى حرب أوكرانيين، بالإضافة إلى ناشطين وصحافيين مؤيدين لكييف، كما أوردت شبكة "يورونيوز".ومن الجانب الأوكراني، قد تُفرج كييف عن ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالسجن مدى الحياة بتهمة تنفيذ اعتداء في فبراير-شباط 2015، وكذلك عن عناصر سابقين في شرطة مكافحة الشغب محتجزين في أوكرانيا بسبب ضلوعهم في حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين في ساحة ميدان عام 2014، والتي أطاحت آنذاك بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.وأثار هذا الاحتمال سخط جمعية لعائلات الضحايا دعت الرئيس الأوكراني الجديد إلى العدول عن ذلك، تحت طائلة إثارة "حركة احتجاج وانفجار اجتماعي".وعلى الرغم من هذه المخاوف في أوكرانيا، إلا أن زيلينسكي هو من بادر إلى المطالبة بعملية التبادل في التاسع من ديسمبر-كانون الأول في باريس، حيث كانت تُعقد أول قمة للسلام في أوكرانيا منذ العام 2016. وشكلت القمة التي جمعت الرئيس الأوكراني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة بإشراف فرنسي ألماني، تقدما وإن لم يفض الاجتماع سوى إلى عدد قليل من القرارات الملموسة.ومنذ انتخاب زيلينسكي في أبريل-نيسان، سُجّل انفراج طفيف في العلاقات مع روسيا. ففي سبتمبر-أيلول، قامت كييف وموسكو بتبادل 70 محتجزًا، ولاسيما المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف الذي كان مسجونا في روسيا.وبعد ذلك تراجعت قوات طرفي القتال من ثلاثة قطاعات على خط الجبهة، فيما قررت قمة باريس أن تتم انسحابات أخرى من هذا النوع بحلول أواخر مارس-آذار. كما أعادت موسكو لكييف سفنا حربية استولت عليها، بينما عبّر العديد من المسؤولين الروس وعلى رأسهم بوتين عن تقديرهم لزيلينسكي.وأسفر النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا، وهو آخر نزاع مسلّح قائم في أوروبا، عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ اندلاعه عام 2014، بعد بضعة أسابيع من ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.ويتهم الغرب وأوكرانيا موسكو بتمويل وتسليح المتمردين، وهو ما تنفيه روسيا مؤكدة أنها تؤدي دورا سياسيا إنسانيا لحماية السكان المحليين في هذه المناطق الناطقة باللغة الروسية. وأتاحت اتفاقات مينسك للسلام في 2015 تراجعا كبيرا للعنف، إلا أن وقف إطلاق النار المقرر لم يتم تطبيقه، واستمرت الاشتباكات بشكل شبه يومي، فيما بقيت التسوية السياسية للنزاع متعثرة.
مشاركة :