الدوحة- قنا: حقق الهلال الأحمر القطري خلال عام 2019 الكثير من الإنجازات وحافظ على ريادته في مجالات العمل الإنساني والاجتماعي المختلفة على مستوى دولة قطر والعالم ، فقطع خطوات واسعة على طريق التطوير الإداري والمؤسسي، وبذل جهوداً جبارة لمساعدة المجتمعات المنكوبة بالكوارث والنزاعات، وعقد شراكات فاعلة مع مختلف المنظمات الإنسانية الدولية، وجاء في مقدمة مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم بكل تفانٍ وإخلاص في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 . وكان المحرك الأساسي ومصدر القوة والإلهام في كل هذه الإنجازات التي حققها الهلال الأحمر القطري هو المجتمع القطري الأصيل في قيمه وثقافته، العريق في تقاليده الراسخة على مر الزمن، النبيل في مواقفه المشرفة بمساندة الضعفاء وضحايا الأزمات الإنسانية، ليأتي في ضوء كل ذلك أداء الهلال لرسالته ومهمته انعكاساً لكل هذه القيم والتقاليد والمواقف، فكان بحق خير ممثل ومساند للدولة في جهودها الإنسانية والاجتماعية داخل قطر وخارجها. وقد شهدت أنشطة الهلال الأحمر القطري التنموية داخل دولة قطر تقدماً ملحوظاً خلال عام 2019، حيث تجاوز عدد المستفيدين من هذه الأنشطة 53,465 شخصا من مختلف فئات المجتمع الأولى بالرعاية، مثل الأرامل والأيتام والمرضى وطلاب المدارس وغيرها، بالإضافة إلى متطوعي الهلال من الجنسين. وبهذا الصدد ، استمر قسم الرعاية الاجتماعية في تقديم مختلف أنواع المساعدات الاجتماعية للفئات المحتاجة للدعم، من خلال صندوق الخدمات الإنسانية، الذي قدم مساعدات اقتصادية متنوعة لفائدة 5,459 حالة من الأسر المتعففة التي لا تستطيع سد احتياجاتها الأساسية، أو الفاقدة للمعيل، أو التي تعرضت لظروف طارئة كحريق أو حادث مثلاً. وأصدر قطاع التطوع والتنمية المحلية بالهلال الأحمر القطري دليلاً إرشادياً لصندوق الخدمات الإنسانية، يحدد المعايير والسياسات والإجراءات التي تنظم العلاقة بين القائمين على البرنامج والمستفيدين منه. ويشكل الدليل إطاراً عاماً للحوكمة الإدارية للبرنامج، ضمن استراتيجية الهلال لضمان أعلى قدر من الكفاءة والشفافية في العمليات التشغيلية والإدارية، إذ يعد الهلال الأحمر القطري المؤسسة الإنسانية الوحيدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط التي تتبنى دليلاً للحوكمة في أنشطة مجلس الإدارة وإداراته وأقسامه المختلفة. وفيما يتعلق بصندوق إعانة المرضى، وهو الصندوق الآخر بقسم الرعاية الاجتماعية والمختص بتغطية نفقات العلاج والأدوية والعمليات الجراحية والمعينات الطبية للمرضى غير القادرين، فقد ساهم في مد الغطاء الطبي والتوعوي إلى 13,495 مستفيداً حتى الآن، منهم حوالي 9,000 مستفيد من الدعم الاجتماعي والصحي، و1,100 مستفيد من المساعدات العلاجية، و3,395 مستفيداً من إفطار المودة الذي أقيم خلال شهر رمضان المعظم لمرتادي المؤسسات الصحية والاستشفائية بالدولة. وأقام قسم التنمية المحلية سلسلة من الأنشطة والبرامج التنموية التي تخدم فئات معينة في المجتمع، مثل طلاب المدارس، والعمالة الوافدة، ونزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية. وتحت مظلة برنامج "الهلال الأحمر المدرسي" قدم مدربو الهلال محاضرات نظرية وتدريبات عملية لفائدة أكثر من 10 آلاف من طلاب المدارس والمعلمين والكوادر الإدارية بالمدارس حول مهارات الإسعافات الأولية، والعادات الصحية السليمة، وأسس الحد من المخاطر، والإخلاء في حالات الزلازل . وتم كذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية والنادي العلمي القطري تنظيم ورش تدريب مهني لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في موضوعات اللحام والمعادن والتمديدات الكهربائية وأعمال التبريد والتكييف، وذلك ضمن برنامج "إمداد"، الذي استفاد منه 116 نزيلاً، علاوة على 200 مستفيد من دورات الدعم الاجتماعي وتطوير الذات التي قدمت لأسر النزلاء وذويهم. ومن أبرز الإنجازات التي تحققت خلال عام 2019 إطلاق برنامج "يد واحدة"، الذي يهدف إلى نشر ثقافة السلم والتعايش والاندماج الاجتماعي بين أوساط العمال الوافدين، من خلال جلسات توعية مجتمعية . أما قسم المتطوعين، الذي يضم حتى الآن أكثر من 4,800 متطوع ومتطوعة من القطريين والمقيمين، فقد شارك في تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات والخدمات الخارجية والداخلية، بإجمالي 15,437 ساعة تطوعية. وعقد القسم 29 دورة تدريبية ومهنية لبناء قدرات المتطوعين حضرها 826 متدرباً، كما أنشأ موقعاً إلكترونياً باسم "بنك الوقت" لتبادل ساعات التطوع بين الأفراد . وفيما يعنى بالخدمات الطبية، فقد توسع قطاع الشؤون الطبية بالهلال في خدماته خلال العام المذكور، وشهد عمليات تطوير كبرى، من بينها استحداث أجهزة طبية مبتكرة، وزيادة عدد الأطقم الطبية المرخصة والمؤهلة على أعلى مستوى، وعقد المزيد من الدورات التدريبية لتحسين أداء العاملين، واعتماد بروتوكول تشغيلي أكثر شمولاً. وبحسب تقرير أصدره الهلال الأحمر القطري ، يمتلك قسم الخدمات الطبية الطارئة أسطولاً مكوناً من 49 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، سواء من الحجم الكبير أو سيارات الدفع الرباعي أو السيارات الصغيرة "باجي"، علما أن القسم يلتزم بتقديم خدمات طبية طارئة عالية الجودة، من بينها خدمات الإسعاف، والعيادات الطبية، ووحدات الإسعافات الأولية، وإجراء فحوصات السكر وقياس كتلة الجسم. وتم كذلك التعاقد مع العديد من الجهات والمؤسسات لتقديم خدمات التأمين الطبي داخل مقارها ، وعلى رأسها مؤسسة أسباير زون (مستشفى أسبيتار)، حيث تم تأمين 39 فعالية وبطولة رياضية محلية ودولية على مدار العام، بالإضافة إلى جميع أنشطة الاتحاد القطري لكرة القدم والأندية التابعة له، ودوري نجوم قطر. ولتأمين العاملين في شركات القطاع الخاص، يتم توفير سيارات وأطقم الإسعاف على مدار الساعة ، حيث ساهمت أطقم الإسعاف أيضاً في تأمين 289 فعالية مختلفة من مؤتمرات ومعارض وفعاليات رياضية واجتماعية ومدرسية، فيما تم على صعيد الفعاليات الجماهيرية، تأمين العديد من التجمعات والمهرجانات التي تجاوز إجمالي عدد الحضور فيها ألفي مشارك. ويدير الهلال الأحمر القطري على مدار الأسبوع ، مراكز إسعافات أولية في بعض المولات ، فضلا عن إجراء فحوصات السكر والقياسات الحيوية وتقديم التوعية الصحية لمرتادي المساجد خلال شهر رمضان المعظم منذ سنوات ، لتشمل التغطية هذا العام 743 حالة في العديد من المساجد على مستوى الدولة. ووفقا لإحصائيات عام 2019 ، يقدم الهلال الأحمر القطري رعاية صحية عالية الجودة من خلال أطقم طبية مؤهلة ومتنوعة، حيث استفاد من خدماته الطارئة في الميدان قرابة 6 آلاف مريض، فيما يتزايد الاهتمام بالتعليم الطبي المستمر، من حيث تطوير المعارف والمهارات لدى العاملين في القطاع الطبي، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومستشفى أسبيتار، بهدف تبادل الخبرات ومواكبة التطورات والتغيرات السريعة في مجال تقديم الخدمات الطبية.
مشاركة :