يواصل المتحف الوطني بالرياض احتفائه بإبداعات أربعة عشر فنان ومبدع في مجال الفن المعاصر يمثلون مختلف دول العالم، وذلك في الدورة الثانية من بينالي «بينالسور» المقامة حالياً في مدينة الرياض كأول مدينة شرق أوسطية يتوقف عندها البينالي في جولته العالمية التي تشمل 21 دولة و45 مدينة و112 محفل ثقافي تحت عنوان «استعادة القصص، واستعادة الخيال». ويشهد المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة مشاركة فنية متميزة لأربعة فنانين سعوديين،هم: الفنانة فاطمة البنوي التي تقدم عمل «طرفة عين» وتقوم فيه بدمج الجمهور مع قصص لأربعة كتّاب مجهولين وتحولها إلى أعمال مبدعة، والفنانة سارة أبو عبدالله التي تقدم عملاً يمثل نظرتها الشخصية للغة والصورة، والفنان فيصل سمرة الذي يجسد بعمله «قبضة أمل» ذكرى المكان المتروك في قبضة محكمة مصنوعة من الطين المجفف، فيما يسجل الفنان أيمن زيداني حضوره في المعرض من خلال عمله «أزل» الذي يقدم فيه دراسة تفاعلية للوقت. وعبّر الفنان فيصل سمرة عن اعتزازه بالشكل المميز الذي ظهر به «بينالي بينالسور الرياض» منذ انطلاقته في المملكة مطلع نوفمبر الماضي، مقدماً شكره لوزارة الثقافة على دعمها للفنانين السعوديين المشاركين «ولولا هذا الدعم لما ظهرت أعمالهم في معرض عالمي بهذا الحجم». وعن مشاركته في المعرض قال إنه منذ العام 2016 بدأ بإجراء بحث عن كيفية توثيق اللحظة بالمادة، واختار الطين كعنصر أساسي يخدم فكرة «قبضة الطين» التي توثق لحظة ما، ثم ربطها بفكرة الالتزام بقضية إنسانية هي حماية البيئة وخلق وعي بأهمية المحافظة عليها ووضع عريضة التزام للجمهور بالالتزام ببنود بيئية تحافظ على الطبيعة، وبعد التوقيع والموافقة يعمل الزائر قبضة الطين بيده ليُخلد التزامه بالقضية. وتمنى الفنان سمرة أن تواصل وزارة الثقافة دعمها للفنانين السعوديين وتكثيف تواجدهم في المنصات الفنية الإقليمية والعالمية، وأن يكون هناك معرض دائم للفنون المعاصرة في المملكة يحتوي إبداعات هؤلاء الفنانين ويقدمها بشكل مستمر للجمهور المحلي والدولي. ويشارك الفنان أيمن زيداني في بينالي «بينالسور الرياض» بالعمل التركيبي «أزل» المكون من خمس مجسمات تم تفعيلها في بداية المعرض كأدوات لتسجيل الوقت وتصييره إلى عنصر مرئي ملموس يعكس الوقت الراهن. ويعد زيداني أول فنان يفوز بجائزة إثراء للفنون 2018 وأعماله مقتناة من قبل متحف جرينبوكس أمستردام، وله مشاركات في معارض دولية مهمة. وأكد زيداني على أهمية دعم وزارة الثقافة للارتقاء بالثقافة السعودية بمختلف اتجاهاتها، مثمناً جهودها في تنظيم بينالي بينالسور الرياض الذي يمد جسور التواصل بين فناني العالم ويساهم في تعزيز الحوار الثقافي بين مبدعي العالم والمتذوقين السعوديين. يذكر أن بينالي بينالسور تم تصميمه من أجل إزاحة الحدود التي تفصل بين البشر، وتهدف من خلاله وزارة الثقافة إلى خلق فرص اللقاء بين الفنانين السعوديين ونظرائهم في العالم، وإثراء نمط حياة الفرد في المملكة عبر توفير منصات فنية راقية.
مشاركة :