تدخل الأسهم في «وول ستريت» هذا الأسبوع العام الجديد في وضع هو الأفضل في تاريخ البورصة من حيث حجم مكاسبها السنوية والأرقام القياسية التي سجلتها، وسط توقعات باستمرار مسارها الصعودي في عام الانتخابات الأمريكية، خاصة إذا كانت أسهم الرئيس ترامب في الفوز مرتفعة. ويعتقد المحللون الاستراتيجيون أن هناك احتمالاً ولو بسيطاً لتصحيح طارئ، بعد أن بلغ متوسط مكاسب مؤشر «إس أند بي 500» 29.2% خلال عام 2019، مدفوعة ببيئة إيجابية وعوامل تحفيز متعددة، لكن ذلك لا يمنع من أن تستمر موجة المكاسب خلال عام 2020. وقال سام ستوفال، المحلل لدى شركة «سي إف آر إيه»: «منذ الحرب العالمية الثانية بلغ متوسط مكاسب الأسهم 6.3% في العام الأخير من الفترة الانتخابية للرؤساء في 78% من الحالات، مع حصة أوفر لمؤشر «إس أند بي» عند 6.6%. إلا أن ستوفال حذر من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أحد مصادر الخطر على وول ستريت في حال أظهرت معدلات التضخم انتعاشاً زاد عن حدود التوقعات، وهو ما سوف يثير مخاف لدى المستثمرين الذين يخشون من أن يعكس المجلس موقفه، ويبدأ في رفع أسعار الفائدة. ويبدي بعض المحللين مخاوف أيضاً من عودة التوترات التجارية خلال العام الجديد بين واشنطن وبكين أو بين واشنطن ومنطقة اليورو، رغم أن البيت الأبيض سوف يبذل ما بوسعه لدعم المسار التصاعدي للأداء الاقتصادي خدمة لحملة ترامب الانتخابية. وقد بلغت مكاسب نفس المؤشر أكثر من 50% منذ انتخاب الرئيس ترامب قبل أربع سنوات. وبرغم تصويت مجلس النواب على قرار عزله، فإن محاكمته في مجلس الشيوخ لن تسفر عن شيء، ولعل هذا ما جعل الأسواق تتجاهل القضية كلياً. وتشير توقعات المحللين إلى أن الأسهم المدرجة على مؤشر «إس أند بي 500» مرشحة لتحقيق مكاسب تصل إلى 14% خلال عام 2020، وأن متوسط العائد على السندات قد يصل إلى 8%. ويتخلل الأسبوع عطلة رأس السنة الميلادية، لكن هذا لا يمنع من تحقيق مزيد من المكاسب في الأسهم وسط بيئة إيجابية تعززها التقارير الاقتصادية المشجعة. وسوف يستقبل السوق هذا الأسبوع تقرير مديري المشتريات في قطاع التصنيع، كما يصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي تقرير محضر اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة الأخير. وهناك أيضاً تقرير أسعار البيوت، وتقرير ثقة المستهلكين غداً الثلاثاء.