«بونيفيليوس» البندقية في اللوفر أبوظبي.. لقاء الشرق والغرب

  • 12/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر حوض «بونيفيليوس» خير دليل على الدور الذي لعبته مدينة البندقية الإيطالية في التلاقي بين الشرق والغرب على مستوى الأشكال والمواد في مطلع 13 ميلادي. والحوض الذي يعد واحداً من قطع المجموعة الدائمة، في متحف اللوفر أبوظبي، مصنوع من الرخام المستورد من القسطنطينية، وقد صنعه الفنان الإيطالي «بونيفيليوس»، ونقش اسمه على حافته، وهو ما يؤكد على شهرة الفنان وشعبيته. منحوتة ضخمة أجمع فريق البحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، على أن هذا العمل هو مثال غني وثمين للمنحوتات المعمارية الضخمة في إيطاليا في القرنين 12 و13 ميلادي. وتبين وظيفة هذه القطعة المعمارية وكذلك المادة والرموز والأيقونات المستخدمة فيها، جوانب قليلة مثل انتشار الأساليب والأشكال الزخرفية بين الشرق والغرب، وتجارة المواد في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتداولها، وكذلك تمكن هذه القطعة من اكتشاف فنان كان غير معروف سابقاً. وقد كانت إيطاليا في ذلك الزمن غنية بالمعمار والتماثيل الأثرية الضخمة التي كانت مصدراً أساسياً للإلهام في النحت الرومانسكي والنحت القوطي المبكر، في مناطق معينة مثل (فينيتو، كامبانيا، وأومبريا)، حيث تم نقل تراث هذه العصور القديمة دون انقطاع حتى القرنين 12 و13 ميلادي، مع تغير الحرفيين لتوظيف بعض الأشكال والموضوعات. قوة الرموز من الأيقونات المستخدمة في حوض «بونيفيليوس» الأسد، الذي غالباً ما ارتبط بالسلطة والقوة، وهو رمز قديم جداً تواجد كثيراً في حضارات بلاد ما بين النهرين ومصر، وكذلك في العالم اليوناني الروماني وفي العالم الإسلامي في العصر الخلافة الأموية. ويفسر الوجود المتكرر لهذا الحيوان في مواقع انتقالية ما بين الخارج والداخل، كما في مداخل الأماكن المقدسة على سبيل المثال، الفضائل التي يجسدها الأسد كتعويذة ضد الشرور، والذي كان بشكل متكرر جزءاً من الزخارف الحيوانية المرتبطة بالنوافير منذ العصور القديمة. وعلى غرار الحوض القديم المستخدم في صحن المعمودية عند مدخل «آيا صوفيا» بالقسطنطينية زُين هذا الحوض بصور التنانين التي تتعاقب هنا في أزواج مع الأسود، بجانب صورة نادرة للقنفذ، ويكتشف بداخل الحوض وكأنه في قاع المياه حيوان السلمندر رمز التطهير، فوجود السلمندر في الماء يعطي معنى إيجابياً، ولأنه لا يخشى النار بحكم طبيعته الباردة فقد تغلب على كل ألسنة اللهب، لذا فإن وجوده يعزز من القوة الرمزية المطهرة للمياه. وكان هذا الحوض يستخدم للوضوء ويرجح بأنه وضع عند مدخل ديني في شمال إيطاليا في القرن 13 ميلادي. إذ يمكن التعرف بوضوح على وظيفة هذا الحوض الكبير المنحوت من خلال الكلمة اللاتينية المنقوشة على الحافة العلوية والتي تعني «نافورة» أو الوعاء المستخدم في الشعائر الدينية، في ساحات مداخل الأديرة الأورثوذكسية. حوض رخامي وجود حوض «بونيفيليوس» في شمال إيطاليا نحو 1300 ميلادي، يبلغ قطر الحوض المنحوت من الرخام 137 سم، ويوجد في الجناح 2 قاعة العرض 6 باللوفر أبوظبي.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :