ما الفرق بين إيران وتركيا؟.. لا فرق البتَّة.. كلا البلدين يصدِّران «المرتزقة» إلى الدول الأخرى للعبث بالأمن والاستقرار، وزرع النفوذ السياسي والتوسع الجغرافي في الأراضي العربية.. إيران ليس لها حدودٌ جغرافية مع سوريا أو لبنان أو اليمن ولكن نفوذها المليشياوي المسلح موجودٌ في كل هذه الدول العربية.. وتركيا تفكر أيضًا بالمنطق نفسه، فهي ليس لها حدود مع ليبيا، ويفصلهما البحر المتوسط، ومع ذلك «أنقرة» أرسلت منذ يومين ألفَ مرتزقٍ جندتهم من سوريا براتب ألفي دولار في الشهر لكل مقاتل، وطبعا سوف تتكفل «قطر» بتسديد فاتورة رواتب هؤلاء المرتزقة، وتكاليف الحملة العسكرية التركية في ليبيا، مثلما تحمَّلت من قبل تسديد فاتورة الحملة العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ضد الأكراد. إيران جنَّدت المرتزقة من أفغانستان وباكستان والعراق للقتال إلى جانب النظام السوري ضد الآخرين.. وتركيا فتحت حدودها الجغرافية لتسلل «الدواعش» ودخولهم إلى سوريا، ولا تزال تحمي جبهة النصرة «القاعدة» في «إدلب».. كلاهما متورطٌ في دعم المنظمات الإرهابية المتقاتلة على الأراضي السورية.. والآن تنقل تركيا نفس المخطط المليشياوي المسلح عبر «المرتزقة» لدعم حكومة «السراج» في طرابلس بليبيا». وإذا كانت إيران تتمدَّد جغرافيَّا في الأراضي العربية ضمن طموحات توسعيَّة باستعادة مجد «الدولة الصفوية» القديمة، فإن تركيا تتمدد حاليا في الأراضي العربية، سواء في سوريا أو ليبيا ضمن طموحات عودة سيطرة «الدولة العثمانية» القديمة أيضًا.. وكانت تركيا تريد أن تتمدد جغرافيا أيضا في «العراق» لولا إدراكها أن العراق أجمع في دائرة النفوذ الإيراني، ولا تريد «أنقرة» إثارة حفيظة «طهران» في التنازع على العراق. لكن ما يثير الدهشة أن الدول العربية لا تزال حتى الآن صامتة أمام التحركات العسكرية التركية، وتدفق المرتزقة إلى «طرابلس» والتدخل التركي في الشؤون الداخلية الليبية.. وهذا الصمت العربي يشجع تركيا على التمادي أكثر وأكثر في ليبيا وغيرها من الدول العربية.. مثلما صمتَ «العرب» فشجع ذلك إيران على احتلال القرار السياسي في لبنان وسوريا والعراق واليمن وقطر.. للأسف إنه «صمت تشجيعي» للطامعين.
مشاركة :