يبدو ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻏﺎﺋﺐ ﺃﻭ ﻣﻐﻴﺐ لدى الساهرين على حل مشاكل كرتنا، بل أصبح اﻷمر يبدو وكأنه تخطيط لاحتراف المشاكل التي باتت تعج بها فوضى الكرة الوطنية، وﻷن الخلل الدائم المستعصي حله يكمن بالأساس في سياسة القائمين على الشأن الكروي، ﻣﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ الفعلي ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ عملية ﻭﺑﻴﻦ اﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﻫﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻪ ﺇﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﻫﻮﺍﺓ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﻦ اﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ، تبرز موسميا مشاكل عدة ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ مستوى البطولة من ولوج ﻋﺎﻟﻢ اﻹﺣﺘﺮﺍﻑ الفعلي، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺇﺩﺍﺭﻳﻮﻥ بفكر هاوي ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﻭﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ، ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﺑﻌﺪ يقارب عقد من الزمن ﻣﻦ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ احترافنا مجرد حبر على ورق، والعجز على ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ أﺭﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ بالتحكيم والبرمجة وآليات محاربة الشغب، والكثير من اﻷمور السلبية التي تعرقل مسيرة تطوير الكرة المغربية.رغم ما تحقق من إنجازات واكبت عصر ما يسمى باﻹحتراف، همت تأهل المنتخب إلى مونديال روسيا، ومشاركاته القارية، وتتويج المحليين بالشان، وما تحقق من مشاركة أنديتنا القارية، ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ الهواية الشاملة التي مازالت تعشش فيها ﻛﺮﺗﻨﺎ وﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻧﺰﺧﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺭﺻﻴﺪ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻭﺛﻘﺎﻓﻲ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻲ، وﺭﻏﻢ ﺗﻮﻓﺮ عديد اﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﻛﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ.كل ما هو مطلوب اليوم، هو اﻹجتهاد لتجسيد اﻹلتزام بالنظم واللوائح، والإيمان بأن كرة القدم الوطنية هي العربة اﻷساس من أجل تطوير مستوى الرياضة المغربية، ﻷن طرق ومناهج التفكير التي تعشش في رؤوس مسؤولي كرتنا، تبرز من خلال إخفاق الجامعة في تقويم وتقييم مستوى البطولة الوطنية وكل ما يدور في فلكها، هي على طول الطريق انعكاس لرؤى وتصورات فكرية، أفرزت لنا اليوم مسؤولين يشغلون مناصب الجامعة والعصبة وبقية اللجان يقومون على اﻹنتماءات والتحزبات السياسية، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ نعرج ﻋﻠﻰ المؤسسات ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺕ بعض اﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻻﺗﻬﻢ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺩﺍﺋﻬﻢ، ندﺭﻙ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﻌﻴدﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺓ، وحجم اﻹخفاق في بناء كرة متوازهة محترفة، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ.الإﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﺣﺘﺮﺍﻑ ﺭﺟﺎﻝﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺃﻧﺪﻳﺔ، إلى تأسيس ثقافة كروية جديدة ومؤسسات قوية، كرة مبنية على احتراف فعلي، ﺍﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ، ﺍﺣﺘﺮﺍم ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻬﻢ، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ، ﻭﻓﺮﺽ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺧﻠﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ.جامعة الكرة لا تمارس دورها في إصلاح الكرة، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺏ والتقزيم، وفي قتل طموحات الأمة المقهورة، هذا هو الحال ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﺑﺎﺭﺯ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ليتضح ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﻥ جامعة تصريف الكرة ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺼﻌﺐ الذي تمر منه الكرة المغربية، هي ﺃﻡ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ وﺃﻥ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ الجامعة في ﺧﻀﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ شنعاء بحق الكرة، ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﺃﻭ ﻓﺾ ﺇﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺿﻲ، لا ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﺘﺒﻊ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻧﻈﺮﺍ إﻟﻰ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃلحقته بالكرة وبالشارع الرياضي وبالمال العام ﺟﺮﺍﺀ ﺗﺠﺎﺫﺑﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﻤﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻃﻤﺎﻋﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﻦ ﺑﻬﻤﻮﻡ الشعب ﻭﺃﻭﺟﺎﻋﻬﻢ اتجاه الكرة، ﺣﻴﺚ أحجموا ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ طموحات المغاربة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍلتصلب ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ على الكراسي، ﻓﻌﻼ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ، وﺧﺬﻻﻥ ﻟﻠﺸﻌﺐ، ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻮن.ﻷن ما يحدﺙ من أخطاء ﻳﻜﻔﻲ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ لﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄن المسؤولين ﻣﺨﻄﺌﻴﻦ في تدبير مقاس بطولة الكرة المغربية على ثوب اﻹحتراف، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ.
مشاركة :