عقدت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة لمناقشة كتاب "حرب الشائعات على المصريين" للشاعر والكاتب الصحفى أحمد خالد، بمقر المكتبة بالزمالك، تحدث فيها العميد أركان حرب خالد فهمى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والباحث فى الشئون التاريخية والسياسية، الكاتب الصحفى خالد ناجح رئيس تحرير مجلة ورواية وكتاب الهلال، والشاعر عماد عبد المحسن مدير عام النشاط الثقافى والفنى بقطاع شئون الإنتاج الثقافى، وأدار الندوة ياسر عثمان مدير عام المكتبة.استهل ياسر عثمان الندوة بالترحيب بضيوفها والسادة الحضور، وقدم نبذة عن المتحدثين بالندوة، وقال إن مكتبة القاهرة الكبرى تتبنى إقامة سلسلة من الندوات لمناقشة العديد من الموضوعات الهامة مثل الفتن والشائعات، الإرهاب والحروب الفضائية، تأثير وسائل الإعلام على الرأى العام، وندوة اليوم هى الندوة العاشرة فى هذه السلسة التى تناقش مثل هذه الموضوعات ذات التأثير الكبير فى المجتمع . وقال الشاعر عماد عبد المحسن، إن حرب الشائعات أصبحت ذات تأثير كبير على المجتمع تقودها بعض العناصر التى استغلت وسائل التواصل الاجتماعى والوسائل الإعلامية التكنولوجية الحديثة للتأثير فى إيمان المصريين بدولتهم ومؤسساتها وهو أمر غاية فى الخطورة، وهو ما جعلنا نضع مناقشة الكتاب ضمن جدول أعمال ندوات القاهرة الكبرى، واعتبرنا الندوة أيضا لمحاربة الفساد، فحرب الشائعات هى جزء من الفساد الذى يسعى لخلخلة الإيمان بالهوية المصرية، والإيمان بالدولة المصرية، وهذا الكتاب هو الأول من نوعه الذي يجعل من موضوعه تحليل الشائعات في مصر توثيقا وتحليلا، وليس كتابا عاما عن الشائعات في إطارها العام، ووجب علينا أن نقدم كل التحية لناشر الكتاب الكاتب الصحفى خالد ناجح، الذى تصدى لهذه النوعية من الإصدارات، التى تناقش المشكلات تحيك بنا فى وضعنا المعاصر وهو بذلك يسهم للتصدى لهذه المحاولات التى تسعى إلى خلخلة الدولة المصرية.وعن الكتاب قال الشاعر والكاتب أحمد خالد، إننى فكرت فى إصدار هذا الكتاب بعد اجتيازى لدورة مفاهيم الأمن القومى فى مصر بأكاديمية ناصر العسكرية، وخاصة بعد أن استمعت لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وهو يكشف للمرة الأولى خلال حديثه فى يوليو 2018، أن مصر واجهت 21 ألف شائعة خلال ثلاثة أشهر فقط، وزاد إصرارى على إصدار هذا الكتاب عندما ظهرت شائعة علاج فيروس سى "سوفالدى" عبر وسائل التواصل الاجتماعى بأنه يسبب إصابة الكبد ببؤر سرطانية، ويقع الكتاب في اثنتى عشر فصلا، قصدت أن تكون بدايته هى الحديث عن الشائعات التى تتعرض للآثار المصرية، ويتناول الكتاب مجموعة من الشائعات، أريد أن أكشف من خلالها عما تحاول أن تهدمه الشائعة في عقول وتفكير المصريين ومشاعرهم، وفي الوحدة الجمعية للمصريين، وتشتيتهم بين ما هو حقيقة وبين ما هو شائعة .وعرف العميد أركان حرب خالد فهمى الشائعة بأنها مجموعة من المعلومات المغلوطة يتم نقلها بواسطة فرد غير مسئول وبدون سند قانونى، وتحمل الشائعة فى طياتها جزء بسيط من المعلومات الصحيحة، حتى تكون مقنعة للمتلقى فيصدقها، وتطلق الشائعة فى وقت يكون المتلقى شغوف للاستماع إليها، وتهدف الشائعة إلى نشر البلبلة والإحباط وفقد الثقة فى الدولة والقيادة السياسية، مما ينتج عنه خلل فى الدولة على المستوى الاقتصادى والأمنى والسياسى، فعلى المستوى السياسى مثلا يحدث عزوف عن العمل والمشاركة السياسية، وقال إن الكتاب شدد عبر صفحاته على أهمية الوعى المجتمعى، وهو يعنى ضرورة إعمال العقل والتفكير جيدا والتأكد من صحة المعلومة وصدق مصدرها قبل نقلها أونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وكلما كانت الشائعة غامضة كلما كانت قوية وأكثر جاذبية للمتلقى حتى تظل هى شغله الشاغل، وبحثه الدائم حول كل مايخصها فتكثر البلبلة، وتصل الشائعة إلى هدفها المرجو، واستعرض مجموعة من الشائعات التى تتضمنها الكتاب مثل شائعة "هروب التمساح" و"صناعة القلق" وغيرها .من جانبه أكد الكاتب الصحفى خالد ناجح، على أن مثل هذه العناوين من الكتب تجذب أى ناشر ليحرص على إصدارها، فتلك الموضوعات تتعلق بمشاكل حقيقية فى المجتمع، وتحدث ناجح عن عوامل انتشار الشائعة، وقال فى الفترة الماضية كان تأخر بعض البيانات الرسمية فى كثير من الأحيان، يكون أحد أهم أسباب انتشار الشائعة، لذا تنبهت الحكومة المصرية وانشأت مركز المعلومات بمجلس الوزراء لرصد الشائعات وتفنيدها وتحديد سبل مكافحتها، وبدأ يعالج هذا الموضوع والرد علي الشائعة سريعا، وصار فكرة التأكيد من صحة المعلومة ومصدرها أكثر أهمية لدى الإعلاميين والصحفيين من السبق الصحفى .
مشاركة :