تعتبر السياحة رافدا من روافد زيادة الدخل القومي للدول ومصدرا مهما من مصادر دعم الاقتصاد الوطني، ولذلك تولي العديد من بلدان العالم أهمية خاصة لقطاع السياحة؛ لما له من مردود إيجابي على الاقتصاد كما أسلفنا وخصوصا تلك الدول التي تتمتع بمواقع جغرافية مميزة من حيث الطبيعة أو السواحل والبحار وغيرها.وبالنسبة لنا في البحرين فقد عملت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية على تنشيط قطاع السياحة من خلال الأنشطة والبرامج والفعاليات والمهرجانات الموسمية وغير الموسمية والتسهيلات التي تمنح لجذب المزيد من الزوار والسياح إلى البحرين، حيث تم إعفاء أكثر من سبعين دولة من التأشيرة المسبقة وإمكانية الحصول على التأشيرة الإلكترونية وجعلها في بعض الأحيان مجانية.مناسبة هذا الكلام هو اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية لعام 2020 على هامش اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته الـ 22 والذي استضافته محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية حيث ترأس وفد مملكة البحرين إلى الاجتماع وزير الصناعة والتجارة والسياحة ورئيس مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض زايد بن راشد الزياني، وهو الاختيار الثاني للبحرين بعد عام 2013، وهو تأكيد إضافي على أن البحرين لديها المقومات السياحية والإمكانيات اللازمة لتكون وجهة سياحية جاذبة.إننا نعتقد أن هذا الاختيار سوف يسهم بصورة إيجابية في تطوير قطاع السياحة في البحرين لتعزيز هذا القطاع المهم، وكما قال وزير الصناعة والتجارة والسياحة إن الوزارة ستسعى بكل ما تستطيع لكي تكون هذه السنة مكرسة لخدمة السياحة وتنميتها وتطويرها وتعزيز العلاقات الثنائية والعربية في مجال السياحة، وهذا يتطلب التنسيق مع العديد من الجهات ذات الصلة بالسياحة في القطاعين العام والخاص في إطار الشراكة بين مختلف القطاعات.صحيح أن قطاع السياحة في البحرين قد بذل ويبذل جهودا كبيرة في سبيل تشجيع السياحة والتسويق للبحرين كوجهة سياحية على المستويات الإقليمية والعربية والدولية من خلال التسهيلات والامتيازات المقدمة لزوار البحرين، شاهدنا ذلك في رحلات الجارتر واستقبال البواخر والسفن الكبيرة التي تحمل الآلاف من السياح، إلا أن هذه الجهود لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة منها من دون تعاون القطاع الخاص وتحديدا قطاع الفنادق، فتطوير السياحة لا يقتصر فقط على التسهيلات وعلى جهود هيئة البحرين للسياحة والمعارض بل هي مسؤولية مشتركة يجب أن يتحملها الجميع إذا أردنا لهذا القطاع النجاح في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها العالم.نقولها بكل صراحة إن قطاع الفنادق لا يزال يتعامل مع هذه التوجهات دون المستوى المطلوب، فالأسعار لا تزال مرتفعة مقارنة بأسعار الفنادق في الدول الأخرى مما يؤثر سلبا على تطوير السياحة في بلادنا، وهذا يتطلب التنسيق مع هيئة البحرين للسياحة والمعارض لوضع آلية معينة تحقق التوازن بين ظروف الفنادق وخطط الهيئة لتنشيط السياحة في البحرين حتى وإن استدعى الأمر تخفيض بعض الرسوم والضرائب لتكون أسعار الفنادق في متناول الجميع.الجانب الثاني من أهم متطلبات تطوير السياحة هو وضع خطط وبرامج وأنشطة سياحية لزوار البحرين خصوصا الأجانب منهم، لتعريفهم بتاريخ البحرين العريق وبمعالمها القديمة والحديثة التي تحكي قصة نجاح بلادنا في مسيرتها التنموية، وهي نقطة مهمة يجب الانتباه إليها حيث إنه من الملاحظ، وهذا ما شاهدته في أكثر من مناسبة خلال لقائي مع سياح روس، أنهم أكدوا لي أنه لا توجد برامج سياحية لهم، يأتون إلى الفندق لمدة معينة ثم يغادرون إلى روسيا من دون التعرف على معالم البحرين ومن دون برامج مصاحبة، قد تكون هناك برامج ولكنها من الواضح أنها دون المستوى وتحتاج إلى تعزيز.هذه بعض الملاحظات التي لا نعتقد أنها غائبة عن القائمين على قطاع السياحة في البلاد وإنما أردنا التذكير بها للاستفادة القصوى من اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية وتوظيفها في خدمة السياحة في البحرين وزيادة الدخل القومي وتنشيط القطاعات الأخرى من فنادق ومطاعم ومجمعات وغيرها.
مشاركة :