انعزالية أمريكا تضع الشرق الأوسط على حافة الهاوية

  • 12/31/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية:  نشرت صحيفة الغارديان تقريراً لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، يناقش فيه الميول الانعزالية للولايات المتحدة، حيث توقع، مع بداية عقد جديد من القرن ال 21 ، أن تضع الشرق الأوسط على حافة الهاوية. وأشار التقرير إلى أن قانوناً ثابتاً ظل يحكم الشرق الأوسط في تاريخه الحديث، وهو أن الولايات المتحدة تملك أوراق النفوذ من أجل الدفاع عن مصالح حلفائها، لافتاً إلى أن هذا القانون ظل ثابتاً مع ظهور الأيديولوجيات ونهايتها، وثبات دول الخليج وإسرائيل والدول الوطنية القمعية. ويستدرك شولوف بأن القانون انتهى في عهد دونالد ترامب في عامه الثالث من الحكم، وفي وقت باتت فيه النزعة للعزلة واضحة من رئيس ينظر للمصالح الإقليمية عبر منظور ضيق، مشيراً إلى أن «الأُثر سيكون عميقاً، وفي عام 2020 سيظل حلفاء الولايات المتحدة التقليديون يُعيدون ترتيب مواقفهم دون حليف قوي يدعمهم ويفهمون أجندته». وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن حلفاء في المنطقة وحلفاء آخرين اشتروا السلاح والرعاية من الولايات المتحدة، التي عوّلوا عليها للدفاع عنهم عندما تحين ساعة الحاجة لها، وقد جاءت تلك الساعة عندما تعرّضت السعودية في سبتمبر لهجوم اتهمت إيران بالقيام به، إلا أن واشنطن لم ترد. ويفيد التقرير بأن دول حليفة اعتقدت أن أمريكا قد تستند على المعاهدة الدفاعية غير الرسمية وترد نيابة عنهم، لكن ترامب تردّد تاركاً تلك الدول في موقف حرج وعُرضة لهجمات جديدة. وتقول الصحيفة إن هناك شعوراً في منطقة الشرق الأوسط كلها بأن الحرس القديم قد تغيّر، مُشيرة إلى قول مسؤول عراقي: «لو أراد الأمريكيون تحويل الأمر إلى مسألة تعاقدية، فهذا جيد.. سنشتري دماهم ونبيع أفكارهم، لكننا لم نحبّهم أبداً». ويشير التقرير إلى أنه بعد أقل من شهر على الهجوم، قرّر ترامب التخلي عن الأكراد، الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية لمُحاربة تنظيم داعش، لافتاً إلى أن هذا التحرّك جاء في وقت كانت تركيا تخطط لإقامة منطقة آمنة لتحمي حدوده من الهجمات المُسلحة في شمال سوريا. ويفيد شولوف بأن تخلي أمريكا عن الأكراد صدمهم، وحتى إسرائيل، صديقة الأكراد والمُستفيد الأكبر من واشنطن في المنطقة، شعرت بالخوف، فإذا كان الرئيس قادراً على القيام بهذه الخطوات، فهل يستطيع التخلي عن معالم السياسة الخارجية التي نفذها كل رئيس أمريكي قبله؟». وتقول الصحيفة البريطانية إن الجواب هو لا؛ لإنه سيُغضب قاعدته الانتخابية، ويُهدّد فرصه بالفوز مرة ثانية، مُستدركة بأن قرار عدم الرد على الهجمات في منطقة الخليج، والتخلي عن الأكراد، هزّا حلفاء أمريكا أكثر مما كانوا يتوقعون في ظل رئيس تحدّث في سنته الأولى عن قوة العلاقات الثنائية. وتلفت الغارديان إلى أنه في الوقت الذي يُعيد فيه ترامب النظر في علاقة أمريكا في المنطقة ويبتعد عنها، بعدما اقتنع ألا منفعة على المدى البعيد منها، وبأن رؤية أسلافه من الرؤساء كانت غير صحيحة، فإن الأعلام الروسية اليوم ترتفع فوق القواعد الأمريكية التي تركها الجنود على عجل، مشيراً إلى أن الرياض استقبلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً. وينقل الكاتب عن رجل أعمال سوري، لديه علاقة قوية مع الكرملين، قوله عن التغيّر في المزاج في الشرق الأوسط: «يقول لي أصدقائي: (إن الخطط والاتصالات كلها، التي تخبروننا عنها منذ 16 عاماً، نفذوها الآن، فأنتم أيها الرجال (الروس) المُستقبل، غادر الأمريكيون)». وتبيّن الصحيفة أنه مع حالة الضعف التي أصابت الحلفاء والأصدقاء بسبب السياسة الأمريكية، فإن الدولة الوحيدة التي تريد الولايات إضعافها، وهي إيران، ظهرت قوية وجريئة، ف»أقصى ضغط» هو مصطلح استخدمه ترامب لوصف نظام العقوبات على إيران الذي أعاد ترامب فرضه وتشديده لشل اقتصادها وإجبارها على التفاوض حول اتفاقية جديدة.

مشاركة :