أجرى الحوار - محمد حسين: أكد الدكتور أحمد السليطي رئيس مجلس إدارة قطر فارما أن الشركة تستعد لتصدير مئات المنتجات الدوائية إلى أسواق أمريكية وأوروبية وعربية وإفريقية خلال عام 2020. وقال في حوار شامل مع الراية الاقتصادية أن سويسرا ستكون المحطة لإطلاق منتجات قطر فارما داخل الاتحاد الأوروبى بعد استكمال إجراءات التسجيل المطلوبة في وزارة الصحة المحلية، مشيرا إلى وجود مباحثات لتصدير منتجات إلى أذربيجان وتوقع استقبال مطلع العام المقبل لجنة من وزارة الصحة الأذرية لاستكمال تسجيل إجراءات منتجاتنا الدوائية. وأشار إلى أنه جار حاليا تسجيل أدوية قطر فارما بهيئة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن هذه الخطوة ستكون نقلة نوعية تؤهل مصنعنا إلى تصدير منتجاته إلى الأسواق العالمية دون حاجة لإجراءات تسجيل إضافية. وكشف د. السليطي عن تصدير منتجات قطر فارما للمرة الأولى إلى تونس والسودان والجزائر والمغرب وأربيل في العراق بجانب الأردن والكويت وعمان. ولفت إلى أنه يجري حاليا بحث تصدير منتجات دوائية إلى عدة دول إفريقية إذ نقوم حاليا باستكمال الإجراءات المطلوبة لتسجيل أدوية قطر فارما في كينيا وإثيوبيا اللتين ستؤهلان المنتجات والمصنّع القطري للدخول إلى أسواق 10 دول إفريقية أخرى. وأشار إلى مواصلة العمل على تلبية الاحتياجات المحلية الدوائية من خلال طرح منتجات إضافية لإنتاج الإبر الجاهزة والغرف المعقمة، مشيرا إلى توقيع وشيك لعقد توريد 200 منتج دوائي إلى مؤسسة حمد الطبية، لافتا إلى تطوير منتجات بيطرية جديدة مطلع الموسم الحالي. • تستعد قطر فارما لتصدير منتجات إلى أسواق جديدة ما هي؟ - في الواقع إننا نجحنا في تصدير منتج دوائي أطلقنا عليه «بيو هير» إلى سويسرا بعد انتهاء إجراءات التسجيل ونجاح الدراسات السريرية في جنيف. • وماذا بعد سويسرا؟ - نجاحنا في توزيع «بيوهير» في سويسرا يمهد لخطوة كبرى في دخول الأسواق الأوروبية إذ إن وكيل توزيع المنتج في سويسرا سيقوم كذلك بطرح بيوهير في العديد من دول الاتحاد الأوروبي بعد تسجيله. أسواق واعدة • وهل توجهتم لأسواق أخرى غير أوروبية؟ - بالفعل خلال العام الجاري استطعنا تصدير منتجات دوائية للمرة الأولى إلى تونس والسودان والجزائر والمغرب وأربيل في العراق إلى جانب الأردن والكويت وعمان التي كنا قد صدرنا إليها منتجاتنا منذ فترة. أيضا لدينا حاليا مباحثاث لتصدير منتجاتنا إلى أذريبجان ونتوقع أن نستقبل مطلع العام المقبل لجنة من وزارة الصحة الأذرية لاستكمال إجراءات المنتجات الدوائية لقطر فارما في السوق المحلي. وفي هذا السياق أستطيع أن أشير كذلك إلى أن لدينا مباحثات لتصدير منتجاتنا الدوائية إلى عدة دول إفريقية إذ نقوم حاليا باستكمال الإجراءات المطلوبة لتسجيل أدويتنا في كينيا وإثيوبيا وعند انتهاء الإجراءات في هاتين الدولتين نكون قادرين على تصدير الأدوية إلى 10 دول إفريقية تعتمد موافقتهما على استيراد منتجاتنا. إجراءات محددة • ومتى يتوقع بدء تصدير منتجات قطر فارما إلى كينيا وإثيوبيا؟ - بمجرد انتهاء إجراءات تسجيل الأدوية في وزارتي الصحة في البلدين التي تستغرق وقتا قد يصل إلى سنة فإننا سوف نشرع في تصدير منتجاتنا إلى هذه الأسواق التي أتوقع أن يكون في أواخر العام المقبل. 550 منتجاً دوائياً • وكم عدد المنتجات التي تصدرونها إلى الأسواق الخارجية؟ - حاليا في قطر فارما نقوم بتصنيع 550 منتجا دوائيا مسجلا في وزارة الصحة القطرية فضلا عن وجود 50 منتجا آخر قيد إجراءات التسجيل وهي جميعا قابلة للتصدير إلى الأسواق الخارجية إلى جانب أنها بالطبع تستخدم حاليا في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة. • وكيف ترى أهمية التصدير للأسواق الخارجية في تحفيز الصناعة الدوائية القطرية؟ - حاليا التصدير مكلف نسبيا إذ أن رسوم الشحن إلى الخارج عبر ميناء حمد مرتفعة ما يقلل من قدرتنا التنافسية في الأسواق الخارجية ما يدعونا إلى ضرورة المطالبة بتفعيل القوانين والتشريعات المحفزة للصناعات التصديرية حتى تصل المنتجات الدوائية إلى العديد من الأسواق العالمية وتستطيع التنافس بالأسعار بعدما تميزت بالجودة العالية بشهادة المؤسسات الدولية. واقترح تقديم من 15 إلى 20% حوافز مالية للصناعة الدوائية القطرية ما يمكنها من مضاعفة كمية صادراتها إلى الأسواق الدولية. تنافسية كبيرة • وهل ترى أن ارتفاع تكلفة التشغيل تؤثر على تنافسية المنتجات الدوائية القطرية؟ - بالفعل تتأثر تنافسية الصناعة الدوائية القطرية سلبا بارتفاع تكلفة التشغيل والشحن سواء داخل قطر أو خارجها لأن الشركات الأجنبية المنتجة للأدوية تتمتع بحوافز في بلدانها تمكنها في طرح منتجات تنافسية تحقق لها نسبة ربح مميزة وهو الذي نطالب نحن بتوفيره للصناعة الدوائية القطرية خاصة في خفض كلفة الشحن حتى نستطيع من الوصول إلى إنتاج كميات مضاعفة تلبي الاحتياجات المحلية وتحقق الأمن الدوائي ناهيك عن التصدير لأسواق خارجية جديدة ولدينا بالفعل القدرة على تحقيق ذلك. تكلفة الشحن • وهل هناك دول لم تصدروا إليها منتجاتكم الدوائية بسبب ارتفاع كلفة الشحن؟ - بالفعل هناك بعض الدول لم نستطع التصدير إليها بسبب عدم قدرتنا على التنافس السعري داخل أسواقها لأننا قمنا بدراسات جدوى لهذه الأسواق بينت لنا أنها تعتمد على أدوية بأسعار لا تحقق لنا نسبة ربح معقولة تغطي كلفة التشغيل والشحن. • في ضوء حديثنا عن استراتيجية الوصول إلى الأسواق الخارجية هل لديكم مشروعات لإطلاق استثمارات وإنشاء مصانع خارج قطر؟ - حاليا نقوم بدراسة الاستثمار في المغرب وأذربيجان من خلال تدشين خطوط إنتاج لأدوية الغسيل الكلوي التي عليها طلب هناك كما أن تكلفة شحنها مرتفعة لكبر حجمها. مشروع طموح • إلى أين وصلتم في إنجاز هذا المشروع الاستثماري في الدولتين؟ - نقوم حاليا بوضع اللمسات النهائية على دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع التي تتضمن كلفة الإنتاج وكمية الأدوية المطلوبة ومن ثم سنتخذ القرار المناسب بشأن الخطوة التالية والتي ستتوقف على مدى فعاليتها من حيث العوائد الاستثمارية والتكلفة والأسعار والأيدي العاملة وحاجة سوقي البلدين من منتجاتنا الدوائية. مشاركات متميزة • وكيف ترى أهمية مشاركتكم الخارجية للترويج لمنتجاتكم الدوائية؟ - بالتأكيد تكون هذه المشاركات ذات فعالية إيجابية إذ تساعدنا على الوصول إلى الأسواق الكبرى من خلال منتجاتنا الدوائية وهنا أود أن أشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الخارجية القطرية ممثلة بإدارة التعاون الدولي في تقديم دعم كبير لقطر فاراما حتى تستطيع تسجيل الأدوية في عدة دول. • وماذا عن المعارض الخارجية؟ - نحن في قطر فاراما حريصون على المشاركة في المعارض الخارجية التي تقام للشركات القطرية وتساعدها كثيرا في الترويج لمنتجاتنا ولابد أن نشيد هنا بالدور الكبير الذي يقوم به بنك قطر للتنمية في توفير الدعم اللازم لتيسير حضور الشركات والمصانع القطرية في هذه المعارض والذي كان له بالغ الأثر في نجاحنا في تسجيل منتجاتنا في أسواق جديدة. • وهل لديكم خطوات جديدة لمواصلة التوسع خارجيا؟ - حاليا بصدد استكمال إجراءات تسجيل منتجات قطر فارما في الولايات المتحدة الأمريكية ونتوقع خلال الربع الأول من العام المقبل أن نستقبل لجنة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لاستكمال إجراءات التسجيل في واشنطن. نقلة نوعية • وكيف ترى تأثير تسجيل منتجاتكم في السوق الأمريكى ؟ - بطبيعة الحال سوف تكون نقلة نوعية كبرى لقطر فارما إذ إن اسكتمال إجراءات تسجيل منتجاتنا في السوق الأمريكية وحصولنا على الاعتماد من هيئة الغذاء والدواء يعنى أننا رسميًا نتمتع بصفة العالمية في طرح منتجات دوائية بمواصفات دولية. وهذه الخطوة ستكون هي الهدف الأساسي لنا خلال العام المقبل لأننا سوف نتمكن بعدها من التصدير إلى أي سوق في العالم دون حاجة لإجراءات تسجيل إضافية ما يعني مضاعفة صادراتنا. • وإلى أين وصلتم في تسجيل أدوية قطر فارما في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية؟ - قمنا بإرسال عينات أدوية إلى الهيئة الأمريكية لفحصها وبانتظار استقبال استشاري من منسوبيها تميهدًا لتسديد الرسوم المقررة لبدء إجراءات التسجيل بالهيئة التي تقوم بدورها بإجراء دراسات لمعرفة مدى حاجة السوق الأمريكي للمنتجات الدوائية إلى طلبنا تسجيلها. ومن هذا المنطلق أقول إن كثيرًا من منتجاتنا تلبي احتياجات السوق الأمريكى من واقع ما تبينّاه من النشرة الإحصائية الدورية الأمريكية التي ترصد المنتجات الدوائية التي تحتاجها الولايات المتحدة. • ومتى يتوقع انتهاء إجراءات التسجيل في أمريكا؟ - أتوقع أن يكون خلال العام المقبل. • وماذا عن أبرز مشروعاتكم خلال 2020؟ - لدينا مشروع لإنتاج الإبر الجاهزة للاستعمال في قطر والدول المجاورة ولدينا مشروع آخر لعمل الغرف المعقمة بعدما حصلنا على موافقة وزارة الصحة القطرية. تلبية الاحتياجات • وماذا عن نسبة تغطيتكم للاحتياجات المحلية الدوائية؟ - وصلنا إلى مرحلة مميزة في تلبية الاحتياجات المحلية الدوائية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية التي أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بحرص مسؤوليها على الاعتماد على منتجات قطر فارما. كما أود أن أشيد بمسؤولي وزارة المالية في حرصهم كذلك على تحفيز قطر فارما من خلال دراسة الاعتماد على نحو 200 منتج دوائي لنا في مؤسسة حمد الطبية عبر توقيع عقد لتوريد هذه المنتجات وأتوقع أن يكون تنفيذ هذا العقد مطلع 2020. وأستطيع أن أقول إن هذه العقد المزمع توقيعه سوف يساعدنا كثيرًا على تأطير كميات الأدوية التي سنقوم بتوريدها لمؤسسة حمد من خلال وضع خطط إنتاج زمنية تراعى توريد الأدوية بالوقت والكمية المطلوبة ناهيك عن مساعدتنا على توفير مخزون استراتيجي لاحتياجات الدولة لاسيما أن لدينا مخازن معتمدة من وزارة الصحة. • وكيف ترى دوركم في تحقيق الأمن الدوائي؟ - نقوم من خلال قطر فارما منذ تدشين المصنع في العمل بجد من أجل الإسهام في تحقيق الأمن الدوائي ومنذ فرض الحصار على دولة قطر منتصف عام 2017 أطلقنا خطوطاجديدة لإنتاج 150 دواءً لتبية الاحتياجات المحلية ونواصل خلال الفترة الحالية تدشين خطوط إضافية. قطاع حيوي • إلى أي مدى ترى إقبال القطاع الخاص الطبي المحلي على منتجات قطر فارما؟ - في الحقيقة لدينا تعاون متميز مع القطاع الخاص الطبي داخل قطر لتوريد العديد من المنتجات الدوائية فلدينا عقود مع المستشفيات الأهلى والعمادي والأمريكي والتركي وغيرها. ونحن حريصون على تلبية الاحتياجات المحلية سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة انطلاقاً من دورنا الوطني الذي يلزمنا بالعمل بكل جد ومثابرة من أجل الإسهام في تحقيق الأمن الدوائي كرد جميل لقطر هذه الدولة التي تشهد نهضة شاملة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبدعم من الحكومة الرشيدة ممثلة بالجهات المعنية بتشجيع الصناعة القطرية. • وهل طوّرتم منتجات جديدة لتلبية الاحتياجات المحلية؟ - مؤخرًا قمنا بطرح منتجات بيطرية للهجن والخيول والطيور لتامين الاحتياجات المحلية هذه المنتجات الجديدة بدأنا طرحها مطلع الموسم الحالي وقد لاقت إقبالًا كبيرًا داخل السوق المحلي. وحاليا نقوم بدراسة تطوير منتجات جديدة سوف نطلقها خلال فترة وشيكة. • وإلى أي مدى شملتكم مظلة قانون حماية المنتجات الوطنية؟ - الحقيقة أن حوارنا مع الراية الاقتصادية قبل نحو عام كان له صدى إيجابي إذ بادرت العديد من الجهات المعنية لاسيما وزارة التجارة والصناعة في توفير محفزات لنا نود أن نشيد بها إذ تمكنّا من طرح منتجاتنا في العديد من الصيدليات كما عرضناها في مجمعات تجارية كبرى بدون تسديد رسوم لاسيما تلك التي لا تحتاج إلى وصفات طبية. • وكيف تستفيد الصناعة الوطنية من قانون حماية المنتجات الوطنية ؟ - هذا القانون جاء ليواكب التطلعات القطرية في بناء صناعة وطنية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الاستهلاكية والصناعية خاصة بعد أزمة الحصار الجائر التي ضاعفت أهمية قيام صناعة وطنية إذ كانت دولة قطر قبل الحصار سوقاً كبيرًا لمنتجات خليجية يأتي أغلبها من المحاصرين، ومن هذا المنطلق نود أن نقول وبكل صراحة إن الفترة الحالية هي مهد الصناعة القطرية والمنتجات الوطنية التي تحتاج إلى تضافر ودعم كافة الجهود من جميع الجهات بالدولة، لاسيما أن القطاع الخاص نجح في إنشاء العديد من المشاريع الصناعية الجديدة وتوسعة القائمة بهدف زيادة الإنتاج المحلي من السلع الحيوية وحقق تواجداً قوياً في السوق المحلي. ومن ثم أستطيع أن أقول إن قانون دعم تنافسية المنتجات الوطنية يواكب التطوّرات الحالية لأن استمرار جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الدوائية يتطلب حماية المنتج الوطني ضد أي ممارسات قد تعرقل مسيرة تطوره خلال الفترة المقبلة، كما أن القانون يعزز الاستثمارات بهدف إنشاء مشاريع صناعية جديدة لتلبية احتياجات السوق المحلي. أيضًا أستطيع القول إن القانون يوفر مناخاً محفزاً لزيادة الاستثمارات الصناعية في القطاعات الأكثر حاجة لتلبية الاستهلاك المحلي لا سيما في الصناعات الدوائية، خاصة أن القانون يحدّد في ذات الوقت شروط وضوابط وإجراءات حماية المنتجات الوطنية من الممارسات الضارّة والإجراءات الواجب اتباعها في حال وجود أية إجراءات لإغراق المنتجات الوطنيّة. • وكيف ترى محفزات الاستثمارات الصناعية الحالية؟ - أطلقت دولة قطر ممثلة بالجهات المعنيّة عدّة مبادرات لتيسير إطلاق المشروعات الصناعية بينها مبادرات «امتلك مصنعاً خلال 72 ساعة» وخفض الإيجارات بالمناطق اللوجستية وتأجيل أقساط بنك قطر للتنمية لأصحاب المشروعات المحليّة. وأسفرت هذه المبادرات عن نهضة صناعية قطرية حقيقيّة تواصل شقّ طريقها إلى النور، بالإعلان عن مشروعات صناعية هامة في العديد من القطاعات لا سيما الصناعات التي توليها دولة قطر أهمية استثنائيّة لتحقيق الاكتفاء الذاتي. ولاشك أن العديد من المشاريع والمصانع التي أنشئت وتم تدشينها ضاعفت إنتاجنا وساهمت بشكل كبير في توفير احتياجات الأسواق المحليّة ومدّها بمنتجات ذات جودة عالية وقدرة كبيرة على مُنافسة نظيرتها المستوردة.
مشاركة :