حصاد 2019.. العالم يد واحدة ضد الإرهاب

  • 12/31/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال الإرهاب الصداع الأكبر في رأس دول العالم أجمع، حيث شكلت القضية الاهتمام الأبرز لكافة الاجتماعات الدولية والتي أدت بجهود أميركية مشتركة مع عدة قوى، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية والجيش العراقي في مقتل رأس تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي بعد سنوات من القتل والعنف الذي أطلقه بعد موجة 2011 في المنطقة العربية، لتؤول الأمور في النهاية بإلقاء جثته في البحر بعد مقتله في شمال سوريا. وكشف اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولي، عن أن هذا العام شهد الانتقال من المنظمات الإرهابية إلى إرهاب دولة، موضحاً أن هناك دولاً تباشر العمليات الإرهابية سواء بتوفير ملاذات آمنة للجماعات والعناصر الإرهابية أو بتمويلها مادياً وبالأسلحة، مستشهداً على ذلك باختراق تركيا لشمال سوريا تحت اسم عملية السلام التي هي عملية إرهابية. وأشار إلى أنه في أي دولة يوجد ثلاث سلطات أساسية تنفيذية وتشريعية وقضائية، وفي الفترة الأخيرة أُضيف إلى هذه السلطات في عددٍ من الدول سلطة الإرهاب الإلكتروني، عبر الإنترنت والإلكترونيات ومواقع التواصل الاجتماعي. خبير مكافحة الإرهاب الدولي، رضا يعقوب، أوضح أن الجماعات الإرهابية أو الدول الراعية للإرهاب تستخدم هذه المواقع في استقطاب أشخاص وتجهيزهم لتنفيذ الأعمال الإرهابية، لافتا إلى أنه ليس معنى تراجع معدل العمليات الإرهابية في منطقة ما أن الوضع مستقر، فقد يكون إيجابياً وقد يكون سلبياً، كما أن الإرهاب ليس ذا طابع ديني فحسب، خاصة أن هناك إرهاباً ناتجاً عن اليمين المتطرف في أوروبا وأميركا الشمالية. وكشف مؤشر الإرهاب العالمي 2019 «يصدر سنوياً عن منظمة الاقتصاد والسلام»، أن الهجمات التي نفذتها حركة طالبان خلال 2018، كانت أكثر فتكاً من أي هجمات شنتها تنظيمات أخرى حول العالم، بما فيها تنظيم «داعش». وأظهر التقرير أن إرهاب «طالبان» في صعود مستمر. ويلفت النظر أنّ المؤشر العالمي لا يستخدم عبارات، مثل الجريمة في وصف أعمال العنف التي يقوم بها هذا اليمين، بل يلحقها بصف العمليات الإرهابية، وبحسب منظمة الاقتصاد والسلام، فإن هناك ارتفاعاً فيما يتعلق بالجرائم الإرهابية لليمين المتشدد خلال 2019، حيث ارتفعت بنسبة تصل إلى 320% خلال الأعوام الخمسة الماضية. ولم يتراجع الإرهاب والعنف المسلّح في العالم، فخلال العام الجاري، وحتى أكتوبر الماضي، خلّفت العمليات الإرهابية نحو 16 ألف قتيل، علاوة على آلاف الجرحى. فيما يتعلق بأوروبا، فقد تراجع ضحايا الإرهاب، حيث تم تسجيل 62 قتيلاً في خمسة بلدان أوروبية، ويرجع هذا أساساً إلى القضاء على تنظيم داعش، رغم المخاطر التي لا تزال تظلّل سماء أوروبا، بسبب ملفّ العائدين من ميادين القتال. وبحسب المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، فإن 2019 شهد أكثر من 3 آلاف فتوى من أكثر من 2500 إصدار للتنظيمات الإرهابية، كما أن الفتوى مثلت 92% من مضمون الخطاب الإرهابي، 51% منها فتاوى «جهادية». سوريا.. ملفات ساخنة مشاهد مزدحمة بالأحداث الشائكة، والقضايا المثيرة، والملفات الساخنة، مرت على الساحة السورية طوال 2019، ومعها ازدادت الأزمة السورية تعقيداً، غير أن هناك أحداثاً تعد الأبرز على الساحة السورية تأثيراتها سوف تلازم السوريين خلال العام الجديد. جاء الحدث الأبرز الأول في 2019 على الساحة السورية في 23 مارس الماضي، عندما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» القضاء على آخر جيب لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الباغوز شرق سوريا، وأنهت سيطرة داعش على الأراضي السورية الشاسعة التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في 2014 وقت إعلان ما يسمى بـ «الخلافة» المزعومة. أما الحدث الأبرز الثاني الذي جرى على الساحة السورية، فتمثل في الغزو التركي لمناطق في شمال وشرق سوريا، وهي العملية العسكرية التي أطلقت عليها أنقرة اسم «نبع السلام» بذريعة محاربة المتمردين الأكراد. وسعت أنقرة من خلال عمليتها العسكرية في شمال وشرق سوريا إلى إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي كان أكثر المستفيدين من الغزو التركي للأراضي السورية، حيث انشغلت قوات سوريا الديمقراطية التي أسرت أعداداً كبيرة من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم، بصد الهجوم التركي، وبالتالي فقدت السيطرة على المعتقلين الدواعش، حيث يوجد لديها أكثر من 10 آلاف سجين من أعضاء تنظيم داعش، وأكثر من 100 ألف من أفراد عائلات مقاتليه في عدة مخيمات في شمال شرق سوريا. طرابلس.. معركة التحرير حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة) شهد عام 2019 تحولات سياسية وعسكرية واجتماعية متسارعة في ليبيا، وكان الحدث المركز خلال العام إطلاق الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عملية عسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة. ونجحت قوات الجيش الليبي خلال 8 أشهر من المعارك في التقدم عبر 8 محاور بضواحي طرابلس لاستنزاف الميليشيات، وتدمير مخازن الأسلحة والذخيرة التابعة للمسلحين. وأطلق الجيش الوطني الليبي المرحلة الثانية من عملية تحرير طرابلس من قبضة المسلحين التابعين للوفاق في يوليو 2019، وبعد تمكن قوات الجيش الليبي من استنزاف الميليشيات المسلحة والقضاء على عدد كبير من المرتزقة الأفارقة، أعلن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر منتصف ديسمبر ساعة الصفر لاقتحام قلب طرابلس وتحريرها من قبضة المسلحين والقضاء على الميليشيات. وفي نهاية نوفمبر، وقع رئيس مجلس الوزراء الليبي فايز السراج على مذكرتي تفاهم مع الجانب التركي، وهو ما جدد المخاوف من تفجر الموقف واتساع رقعة الصراع وإثارة القلاقل في منطقة المتوسط وإقحام ليبيا في صراع إقليمي، بعد أن أكدت عدد من الدول رفضها للاتفاقات واعتبرتها معدومة الأثر القانوني، إذ لا يمكن الاعتراف بها على ضوء أن المادة الثامنة من اتفاق «الصخيرات» السياسي بشأن ليبيا، الذي ارتضاه الليبيون، تحدد الاختصاصات المخولة لمجلس رئاسة الوزراء، حيث تنص صراحةً على أن مجلس رئاسة الوزراء ككل وليس رئيس المجلس منفرداً يملك صلاحية عقد اتفاقيات دولية.

مشاركة :