تعتزم وزارة الداخلية الماليزية تنفيذ خطة لمكافحة المهاجرين غير الشرعيين في العام المقبل، لمعالجة مشكلة تدفقهم إلى البلاد، في وقت تخشى فيه السلطات حدوث عمليات إرهابية بعد ورود تقارير عن وجود خلايا إرهابية نائمة. وتأتي الخطة لضمان تحقيق هدف تقليص أعداد المهاجرين غير الشرعيين في ماليزيا بصورة كبيرة، من خلال تعزيز الإدارة وتحسين أنظمة الإنفاذ الموجودة. وقال وزير الداخلية، السيد محيي الدين إن الخطة التي رسمتها وزارة الداخلية تشمل التعاون الاستراتيجي بين مختلف الوزارات والوكالات الحكومية، وهي مبنية على أساس تطبيق القانون بشكل صارم واتخاذ إجراءات أكثر فعالية. وذكر محيي الدين أن مشكلة تدفق المهاجرين غير الشرعيين يجب حلّها من خلال تطبيق القوانين عليها، حتى لا تستمر المشكلة كواحدة من القضايا الرئيسية التي تؤثر سلبا على الجوانب الاجتماعية والقانونية للبلاد. الحكومة الماليزية تقول إن عمليات إلقاء القبض على المهاجرين غير الشرعيين ستكون بأسلوب إنساني وفي يونيو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها عن خطة كجزء من جهود الحكومة لحل مشكلة المهاجرين غير الشرعيين في هذا البلد، وقالت قبل أيام إنها تمكنت من إعادة 47 ألف مهاجر إلى أوطانهم طوعا، فيما لا يزال أكثر من 19 ألفا موجودين في البلاد. وعلى الرغم من أن الحكومة الماليزية تقول إن عمليات إلقاء القبض على المهاجرين غير الشرعيين ستكون بأسلوب إنساني، إلا أنّ المعارضين لتلك الخطوة يقولون إن السلطات ليست لديها الوسائل اللازمة. وقال مدير سلطة الهجرة خيرول زَيمي داود في وقت سابق إن المواطنين الإندونيسيين هم الأكثر عددا، حيث يبلغ عددهم خمسة آلاف و173 شخصا، يليهم مواطنو بنغلاديش بنحو ثلاثة آلاف و430 شخصا، والفلبين ألف و439 شخصا، وميانمار ألف و458 شخصا، والباقي من دول أخرى. وباتت دول شرق آسيا المسلمة أمام تحديات صعبة مع ظهور دلالات ترجّح أن تكون هي البقعة البديلة للإرهاب، سواء لداعش المنهزم في سوريا أو تنظيم القاعدة الذي يريد استعادة هيبته الغائبة أو الإخوان المشتتين بين بقاع متعددة بالعالم. ويرتبط ترحيل ماليزيا مؤخرا لإسلاميين متطرفين وتسليمهم إلى بلادهم بمتغيّرات الوضع السياسي بالبلد، بعد عودة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إلى السلطة في مايو الماضي، الذي يبدو حريصا على حماية تجربته النهضوية عبر إبدائه صرامة في تقويض حلم الجماعات المتطرفة بتحويل بلاده إلى مركز عمليات لبثّ التطرّف في منطقة شرق آسيا برمّتها، كما يتحرك لتضييق الخناق على تحركات أنصار جماعة الإخوان، حيث تتكاتف ماليزيا مع إندونيسيا والفلبين وغيرهما لسدّ المنافذ التي يمكن أن تتسلل منها التنظيمات المتشددة.
مشاركة :