أفادت دراسة أميركية حديثة بأن مزيجا من عقارين يستخدمان على نطاق واسع لعلاج ارتفاع ضغط الدم والغلوكوما يمكن أن يخفف الآلام الناتجة عن حصوات الكلى. الدراسة أجراها باحثون بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد كوخ لأبحاث السرطان المتكاملة بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية “نايتشر بايوميديكال اينجينيرينغ” العلمية. وأوضح الباحثون أن آلام حصوات الكلى الناجمة عن مرور الحصوات في المسار البولي، تصيب أكثر من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة سنويا، وحوالي واحد من كل 10 أميركيين ستكون لديه حصوات في الكلى في مرحلة ما من عمره. تتكون حصوات الكلى عادة عندما يحتوي البول على مواد تكون بلورات، مثل الكالسيوم وحمض اليوريك، بصورة أكبر مما تستطيع سوائل البول تخفيفها، في الوقت نفسه، قد يفتقر البول إلى المواد التي تمنع البلورات من الالتصاق ببعضها، مما يخلق بيئة مثالية لتكوين حصوات الكلى. ونظرا لأن هيئة الغذاء والدواء الأميركية لم توافق حتى الآن، على استخدام أي أدوية عن طريق الفم لتوسيع الحالب ومساعدة الحصوات على النزول في البول، لعدم جدواها الطبية، يلجأ الأطباء غالبا إلى وصف أدوية تخفيف الألم لمساعدة المرضى على تحمل آلام الحصوات التي يمكن أن تؤثر على أي جزء من المسار البولي من الكلى حتى المثانة. وأجرى الفريق دراسته لاختيار أدوية فعالة لتخفف آلام حصوات الكلى، ومن بين 18 عقارا تستخدم على نطاق واسع لعلاج أمراض على رأسها ارتفاع ضغط الدم، اختار الباحثون مزيجا من عقارين. وكان العقار الأول هو “نيفيديبين” أحد الأدوية الأكثر شيوعا المستعملة لعلاج أمراض القلب وفرط ضغط الدم، ويستعمل بشكل شائع لعلاج الذبحة الصدرية. أما الدواء الثاني فهو مثبطات “رو كيناس” وهي فئة من الأدوية الجديدة التي تستخدم لعلاج الغلوكوما أو المياه الزرقاء في العين. واختبر الباحثون فاعلية هذا المزيج على خلايا الحالب البشرية في المختبر، ووجدوا أنها فعالة في إحداث استرخاء لنسيج الحالب ما يسمح بمرور الحصوات دون إحداث ألم. واستكمل الفريق دراسته على مجموعة من الخنازير المصابة بحصوات الكلى، حيث قام بتقديم جرعات مختلفة من المزيج الذي يتكون من العقارين، عبر “منظار المثانة” لتوصيل الدواء إلى الحالب. ولقياس فعاليتها في تخفيف آلام الحصوات، قام الباحثون بتتبع وتيرة انقباضات الحالب وطولها، أو تقلصات الحالب المرتبطة بمرور الحصوات في الحالب. واكتشف الفريق أن هذا المزيج يمكن أن يقضي على هذه الانقباضات ما يخفف من الآلام التي تصيب مرضى حصوات الكلى. بالإضافة إلى ذلك، لم تعثر الاختبارات اللاحقة على أي آثار لهذا المزيج الدوائي في مجرى الدم، ومعنى ذلك أن هذا الدواء لا يزال في الحالب، ما يقلل من خطر الآثار الجانبية للدواء. وقال البروفيسور مايكل سيما، قائد فريق البحث، “نعتقد أن نتائج هذه الدراسة قد تؤثر بشكل كبير على مرض حصوات الكلى، الذي يصيب الملايين من الأشخاص حول العالم”. وأضاف أن الفريق سيواصل أبحاثه على هذه الأدوية، التي تقود في النهاية إلى إجراء تجارب على البشر، في محاولة للتخلص من آلام حصوات الكلى المزعجة. وقد لا تحتاج حصوات الكلى إلى أي شيء أكثر من أن يتناول المريض دواء لتخفيف الألم، وشرب الكثير من الماء لتسهيل مرور حصوات الكلى إلى البول. وفي حالات أخرى، إذا أصبحت الحصوات المتواجدة في المسار البولي مرتبطة بعدوى بولية أو سببت مضاعفات مثلا، فقد تكون الجراحة مطلوبة، وفقا لتقديرات الطبيب المعالج.
مشاركة :