قال أخصائي ألماني في اضطرابات النطق والسمع إنه بدءاً من الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، يمكن للجنين سماع الأصوات المحيطة به بكل وضوح نتيجة اكتمال تطور أذنه الداخلية، كما يستطيع سماع صوت الأم ونبضات قلبها . أوضح البروفيسور راينر شونفايلر رئيس الجمعية الألمانية للنطق والسمع، أن الجنين يمكنه أيضاً تمييز لحن الصندوق الموسيقي، الذي تضعه الحامل على بطنها، فور الولادة . وأشار البروفيسور الألماني من ناحية أخرى إلى أن الجنين لا يتضرر من الضوضاء المحيطة بها حتى الموعد سالف الذكر حيث يحول جدار البطن دون وصول أي صوت إليه . وأوضح شونفايلر أن جدار البطن يحجب حوالي 60 ديسيبل من تردد الأصوات العالية، ففي حال حضور الحامل إلى حفل موسيقي صاخب يصل تردده إلى 130 ديسيبل، سيصل فقط نحو 70 ديسيبل إلى الجنين، ما لا يمثل ضرراً عليه . وفي السياق نفسه، كشفت دراسة حديثة أن سماع الجنين لصوت الأم ودقات قلبها داخل الرحم يحفز نمو المخ لديه . وكشف الباحثون في الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية "وقائع الأكاديمية الأمريكية للعلوم"، أن مراكز الصوت في أدمغة الأطفال الرضع المولودين قبل الأوان نمت بسرعة أكثر عندما سمعوا تسجيلات لأمهاتهم بدلاً من الأصوات العادية الموجودة في وحدات العناية المركزة . وأشار الباحث المشارك في الدراسة أمير أهف، الأستاذ المساعد في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، أن هذه الدراسة تظهر أهمية تفاعل وتحدث الأمهات مع أطفالهن وهم أجنة داخل الرحم . وقال الباحثون: إن الأطفال الذين يولدون قبل الأوان في كثير من الأحيان يعانون مشاكل السمع واللغة . وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الأجنة تستجيب لصوت الأم، كما أنهم عند الولادة ينتبهون لصوت أمهاتهم . وأضافت جانيت وركر، أستاذة علم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، أن هناك أدلة قوية جداً تبين أن قضاء الأطفال مدة الحمل كاملة داخل الرحم يقوي السمع لديهم ولا يعانون مشاكل اللغة لاحقاً . إلى ذلك، كشفت دراسة جديدة أن التحدث إلى الجنين يحسن مهاراته اللغوية لاحقاً في حياته، لأن صوت الأم هو أول تجربة سمعية يختبرها وهو ينمو داخل الرحم . وقال الباحثون من جامعة هارفرد الذين أجروا الدراسة إنهم أثبتوا من خلالها أن صوت الأم يلعب دوراً مباشراً في تطوير سمع الجنين ولغته بعد الولادة . وقال فريق البحث إن صوت الأم قد يكون مرتبطاً بشكل مباشر في تطور جزء الدماغ المسؤول عن فهم اللغة، مشيراً إلى أن الأطفال يستطيعون فهم بعض عناصر اللغة منذ لحظة ولادتهم . ولفت المعدّ الرئيسي للدراسة الدكتور أمير لاهاف إلى أن التعرض لصوت الأم قد يطور اللياقة السمعية لدى المواليد الجدد بغية تقبل الدماغ للسمع وتطور اللغة .