أدباء ومثقفون: حادثة القديح فعل إجرامي استهدف وحدتنا الوطنية

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع المثقفون والأدباء على تجريم الفعل الآثم الذي اقترفه أحد الجناة واستهدف به المصلين بأحد مساجد قرية القديح التابعة لمنطقة القطيف يوم أمس الأول، معتبرين أن هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر، وتستوجب تضافر الجهود لاجتثاث كل عابث بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، داعين إلى مزيد من الالتفاف حول القيادة، وتفويت الفرصة على المتربصين الساعين إلى ضرب النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية المتماسكة التي يتمتع بها المجتمع السعودي... جريمة بشعة ففي هذا السياق يقول القاص محمد على قدس: حادثة مسجد القديح التي ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء من النفوس المؤمنة التي كانت تؤدي فريضة الجمعة، جريمة بشعة في حق الوطن ويخالف كل الشرائع السماوية، ولا يمكن أن يكون عملًا يتفق مع الإنسانية وفق أبسط مسمياتها. كان الغرض من هذه الجريمة هو إثارة الفتنة الطائفية، وإشعال الحرب بين أبناء هذا الشعب المتميز بنسيجه المتماسك، واليد التي عبثت وخططت هي تلك التي استعدت لهذه الفتنة. مارد الطائفية نام قرونًا عديدة، لعن الله من أيقظه من قمقمه. ويضيف قدس: الذي يغذي هذه الحرب ويزرع الشقاق والخلاف والنزاع بين معتنقي الطوائف والمذاهب هم الصهيونية، بدليل أن الجماعات الإرهابية ومنها القاعدة وما تفرع منها من تنظيمات مثل (داعش) و(النصرة) وغيرها لا تتغذى ولا تتكاثر إلا بدعم الصفويين والصهاينة الذين يثيرون الصراع ويشعلون نار الفتنة، إمعانًا في اتساع شقة الخلاف ويزيد في الانقسامات والتفتيت، خلال ليتحقق مشروع المد الصفوي الذي تتبناه إيران وتغذيه إسرائيل. ويختم قدس بقوله: كبر وحش الطائفية واستفحل مارد الإرهاب، وأخرجوه من قمقمه، لكن شعب هذا الكيان الذي توحدت فئاته وطوائفه، تأبى أن تخضع لمؤامراتهم وكسر وحدة هذا الشعب، الذي يتماسك ويتضامن مهما اشتدت به الأزمات وتكالبت عليه المحن. رهان خاسر ويؤكد الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري، رئيس نادي الأحساء الأدبي في مبتدر حديثه إلى أن من يراهنون على وحدة الوطن واستقراره هم واهمون وخاسرون، فلحمتنا الوطنية راسخة وسقف المواطنة عند أبناء المملكة لا يمكن أن تؤثر فيه هذه التصرفات الجبانة. مستنكرًا من ثم ما حدث بقوله: وما حدث في القديح من اعتداء آثم على العزل في بيت من بيوت الله لا يقبله عقل ولا دين ولا منطق، فهو إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا يثبت أن الإرهاب لا دين له وإنما هدفه القتل والتدمير وتمزيق الصف ووحدة الكلمة وخلخلة الأمن ونشر الفوضى والخوف بين الناس، وهذا ما يرفضه المجتمع السعودي بكل فئاته وطوائفه، وهذه الأعمال الإجرامية لن تزيد أبناء الشعب السعودي إلا تماسكًا ولحمة والتفافًا حول قيادتهم وحماية وطنهم. وهؤلاء المجرمون المأجورون الذين استباحوا دماء الناس هنا وهناك لم ولن يفهموا أن المواطن السعودي ليس هدفًا سهلًا لاصطياده والزج به في أتون الفوضى وبيع الوطن؛ لأن كل مواطن ومواطنة من أبناء هذا الوطن لديهم من الوعي والنضج الفكري ما يمكنهم من معرفة أهداف ومرامي الإرهاب والدافعين به من الخارج بقصد زعزعة الأمن والاستقرار الذي ننعم به في هذه البلاد الطاهرة. ويخلص الشهري إلى القول: نترحم على شهداء القديح ونعزي أنفسنا وقيادتنا وذوي المتوفين الأبرياء، ونسأل الله للمصابين الشفاء العاجل، وهو مصاب آلمنا جميعًا قيادة وشعبًا، ولكنه لن يزيد أبناء هذا الوطن إلا لحمة وتماسكًا وإيمانًا بحق المواطنة وحماية أمننا واستقرارنا بعيدًا عن مزايدات الأعداء ورهاناتهم الخاسرة. نبذ التعصب ويشارك الدكتور توفيق السيف بقوله: لا توجد كلمة تصف هول الفاجعة التي أصابت أبناء القديح. وأعزي أبناء القطيف جميعًا وأهل القديح خاصة في الأنفس الزكية التي أزهقت. فليكن ردنا جميعًا على هؤلاء الجهلة المتعصبين هو المزيد من الالتزام، التمسك بالدين وتعميق التعاون والإخلاص والإيمان. لن ننزلق إلى فتنهم، ولن ننزل إلى مستواهم. ويضيف السيف: المجتمع السعودي كله يعاني من دعاة الكراهية المذهبية والقبلية والمناطقية والعرقية وأمثالها، وأول الحل هو صدور قانون يجرم هذه الدعوات. وأحث جميع أهل البلاد على التكاتف والتعاون ونبذ الفرقة والتحوط من السلبيات، والدعوة إلى المدنية ونبذ التعصب وسد الطريق أمام الصغار ودعاة الفتنة. تطور خطير وعلى ذات النسق يقول الدكتور معجب الزهراني: إن الوطن كله يستنكر مثل هذا العمل الإجرامي الذي ليس من الدين في شيء، إننا أمام تطور جديد وخطير وصل إلى حد المسجد، وقتل الأبرياء والأطفال قبل الكبار بلا ذنب ولاخطيئة. نحن أمام حرب جديدة أو مرحلة جديدة تهدد الوطن والنسيج الاجتماعي كاملًا ولن يكون الرد بالسكوت على هذا أو الممطالة في الحلول بل علينا أن نقف صفًا واحدًا أمام هذا العدو المتخفي تارة والظاهر تارة أخرى، وأن نعلن للعالم أن أي قوة لا يمكن أن تستطيع النيل من وحدتنا أو أن تخلخل نسيجنا الاجتماعي أو أن تبث الطائفية والفرقة فيه. ويخلص الزهراني إلى القول: علينا أن نكون صفًا واحدًا ندافع عن وحدة هذا الوطن دون طبقية أو طائفية أو قبلية كلها تنادي بالفرقة والاختلاف، وأن يكون الخطاب فيه لأهل العقل والفكر والثقافة الذين يعرون مثل هذه التصرفات والخطابات الظلامية التي ما تزال تشدنا إلى الوراء أكثر فأكثر في ظل عالم يتقدم خطوات كل يوم للأمام. ناقوس الخطر  ويقول الدكتور عبدالله غريب، رئيس نادي الباحة الأدبي: كلنا القطيف وكلنا الرياض وجازان والباحة ومكة والمدينة كلنا داخل المملكة وعلى حدودها من جميع الجهات الأصلية والفرعية جنود هذا الوطن نفديه بأرواحنا ونذود عنه بدمائنا وأموالنا وأبنائنا وما نملك. نعم نقول ونفعل ونقف صفًا واحدًا ضد كل من يريد أن يفت من عضد هذا الشعب وهذه القيادة، ومن ظن غير هذا فليقرأ التاريخ قراءة منصفة وليست قراءة حاقدة، وحتمًا سيجد أن هذه البلاد تأبى الضيم وأن سكانها لا يهمهم الفقر ولا الجوع ولا الرفاهية ولا الملذات الدنيوية أمام دناءة الخصم الذي يريد النيل من لحمتنا وتماسكنا وبأسنا الذي لا نستخدمه إلا لنصرة الضعيف ونصح القوي حتى إذا ما رفض فإنه سيندم الندامة كلها. نقول هذا ونحن يعتصرنا الألم لما حدث في شرقنا الغالي وفي القطيف على وجه التحديد من هذا التفجير الآثم في القديح. ويضيف غريب: إن مثل هذه التفجيرات ستكون الناقوس الذي يدق الخطر علينا جميعا وإن كنا لن نخاف هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلادنا فإننا في الوقت نفسه نرغب في أن يكون ولاؤنا المطلق لهذه الأرض الطيبة وحكامها الأوفياء لشعبهم، فعلينا أمام هذه الحادثة الأليمة أن نكون أكثر وحدة وأكثر تماسكًا ونصرة للمستضعفين لا تأخذنا لومة لائم. ويختم غريب بقوله: إن على مثقفينا كل في ما يخصه الشاعر والكاتب والمحلل والرسام والقاص والروائي والصحفي وغيرهم الدور الأكبر في توعية الشباب وعموم المواطنين والمقيمين بأن يكونوا يدًا واحدة ضد الإرهاب وصفًا واحدًا خلف هذه الجرائم، كما أن على نشاط الأندية الأدبية أن يتجاوز الأمسيات الشعرية والقصصية إلى تثقيف المجتمع بالمحاضرات والندوات الفكرية التي تعيد للعقل توازنه الطبيعي تجاه ما يحدث على الساحة. نوايا مكشوفة مشاركة الدكتور عبدالله الحامد، أستاذ النقد بجامعة الملك خالد، صاغها بقوله: خيوط ومقاصد جريمة القطيف الأخيرة تعلن في غير مواربة أن الهدف هو وحدة المملكة وترابط مواطنيها، ومحاولة جرها لتصل إلى الفوضى التي تعانيها البلدان المجاورة.. وفات على مخططي الجريمة أن الدروس التي يراها المواطن السعودي عبر الشاشة كل يوم، والاحتراب والتنازع الطائفي والمواجهات التي تصنعها الخطابات المتطرفة، وتشيع الفوضى الدموية المحزنة قد وضعت المواطن السعودي واعيًا بهذه الأبعاد والمآلات الخطرة. وثقتي بأن هذه الأحداث والجرائم تزيد من قناعة المواطن السعودي بأن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد للحياة في ظل توجهات إقليمية وعالمية تريد الوصول إلى هدف لن يتمكنوا بحول الله من الوصول إليه. المزيد من الصور :

مشاركة :