عقب إصدار محكمة سودانية حكمًا بالإعدام شنقًا حتى الموت لـ29عنصرًا من أمن ومخابرات البشير المخلوع؛ لتعذيبهم وقتلهم المعلم المعارض الشهيد «أحمد الخير» في معتقلاتهم بمدينة خشم القربة «شرق السودان»، هتف المدانون عند سماعهم منطوق الحكم بالإعدام: «ما بنخاف من الموت نحن أسياده !» «وحوش.. أسود!»، وجاءت ردة الفعل مستغربة، وأصابت السودانيين بالدهشة، ومصدر الدهشة أنه في مثل هذه المواقف «ينكسر المدان وهو يواجه هوة الموت العميقة، ويطلب العفو والصفح من ذوي الضحية» وهو ما لم يحدث. وكتب د. محمد حسن فرج الله، استشاري الطب النفسي، في صفحته على الـ»فيس بوك» قائلًا: «كل مختص في علم النفس أو الطب النفسي يفهم أن ما جرى هو ردة الفعل الطبيعية لأغلب من يواجهون موتًا محققًا، لا سيما إن كان حكمًا بالموت، فقد بينت الدراسة التي قامت بها إليزابيث كوبر روس E.K.Ross على مئات المرضى الذين يواجهون الموت، أنهم يمرون بخمس مراحل قبل تسليم الروح ولبس الكفن، هي: 1- (الإنكار) وعدم الاعتراف بعمق الأزمة الوجودية، ثم 2- (الغضب والتحدي)، ثم 3- (المساومة) ومحاولة التملص من قبضة الموت، ثم 4- (الاعتراف مع الكآبة)، وأخيرًا 5- (الاستسلام). وأضاف: بناءً علي الدراسة والتي توضح أن المدانين الآن يمرون بالمراحل الأولى (الإنكار والغضب والتحدي)، فإن المدانين لن يلبثوا أن يبدأوا في اختبار المراحل التي تليها، وهي (المساومة)، والتي ستتمثل في طلب العفو من ذوي الشهيد، وفي التماس الرحمة عن طريق التقدم بالاستئناف، ثم سيمرون بعدها بمرحلة الاستسلام والكآبة التي سيُعرِضون فيها عن التواصل مع العالم، وأخيرًا سيصلون إلى المحطة الأخيرة وهي الاستسلام لرحلة المسير في وادي الموت المقفر، وما يفضي إليه من سوء المصير!.
مشاركة :