حركة الشباب الصومالية لا تزال تشكل خطرا كبيرا في نهاية عقد دموي

  • 1/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيروبي - (أ ف ب): واجهت حركة الشباب الإسلامية خلال العقد المنصرم خسارة أراض كانت تسيطر عليها، وفرار عدد من عناصرها وضربات جوية أمريكية، لكنها لا تزال رغم ذلك تشكل خطرا كبيرا في ظل ضعف السلطة المركزية الصومالية، برأي محللين. ورغم سنوات من الجهود المكلفة لمكافحة الحركة فإنها تمكنت مرة أخرى من تفجير مركبة محملة بالمتفجرات في مقديشو ما أدى إلى مقتل 81 شخصا يوم السبت، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في العقد. ويقول مات برايدن مدير مركز «ساهان» الذي مقره نيروبي: «السمة الحقيقية لحركة الشباب هي قدرتها على الاستمرار». وأضاف: «لقد قتل قادة في الحركة في ضربات بطائرات مسيرة، ومداهمات لقوات الكوماندوس، كما قتل العديد من صانعي القنابل، ومع ذلك تواصل الحركة شن حرب تقليدية وحرب عصابات ضد قوات العدو، وبناء القنابل، وتأسيس بنية تحتية مالية وإدارية سرية وفعالة». وقال برايدن إن قدرة الحركة التابعة لتنظيم القاعدة على إلحاق خسائر جسيمة في الصومال ومناطق أخرى في المنطقة، تبرز هشاشة الحكومة المركزية الغارقة في الخلافات والتي تركز على البقاء في السلطة أكثر من تركيزها على محاربة الإسلاميين. في بداية العقد الحالي، كانت حركة الشباب في ذروتها. فقد سيطرت على مراكز حضرية كبيرة من بينها أجزاء من مقديشو، بينما كانت الحكومة المدعومة دوليا لا تسيطر سوى على جزء صغير من أراضي العاصمة. ودخلت الصومال في فوضى بعد الإطاحة بنظام الرئيس سياد بري العسكري في 1991، ما أدى إلى مجاعة وعقود من حروب القبائل الفوضوية. انبثقت حركة الشباب من جناح الشباب في اتحاد المحاكم الإسلامية المنافس للحكومة المدعومة دوليا. وتأسس الاتحاد في 2004 وسيطر فترة قصيرة على أجزاء كبيرة من الصومال. ولكن في النصف الثاني من 2011 بدأت قوة الحركة تتضاءل بعد أن أخرجتها قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (أميسوم) من آخر معاقلها في مقديشو. ومنذ ذلك الحين اضطر مقاتلو الحركة إلى التخلي عن معظم معاقلهم، لكنهم مازالوا يسيطرون على المناطق الريفية الشاسعة وحافظوا على وجودهم في المراكز الحضرية من خلال شبكة استخبارات واسعة النطاق. وقال موريتي موتيجا خبير شؤون القرن الإفريقي بمجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس: «لقد كسبوا الدعم من خلال التخيير أو الإجبار. لديهم امدادات ثابتة من التمويل من خلال شبكة من الضرائب والابتزاز». وجاء في تقرير لفريق خبراء تابع للأمم المتحدة في نوفمبر أن نظام الضرائب على طريقة (المافيا) للمجموعة سمح للحركة بتوليد إيرادات حتى في المناطق التي لا تسيطر عليها، مثل ميناء مقديشو. وفي مؤشر على قدرة الحركة على التسلل إلى المؤسسات الحكومي، تبين أن انتحارية فجرت نفسها في المكاتب الحكومية في مقديشو في يوليو، ما أسفر عن مقتل رئيس بلدية المدينة، كانت موظفة تعمل تحت هوية مزورة. وتحول مقاتلو الحركة إلى تصنيع متفجرات محليا. وكانت بعض من أكثر هجمات الحركة دموية في السنوات الأخيرة، مثل تفجير شاحنة مقديشو عام 2017 الذي خلف 512 قتيلا. وتمكنت حركة الشباب أيضا من توسيع شبكتها في المنطقة، وخاصة في كينيا التي عانت من عدة هجمات مدمرة ردا على قيامها بإرسال قوات إلى الصومال في عام 2011. وفي يناير 2019 قُتل 21 شخصا في حصار لأحد فنادق نيروبي الراقية، كان معظم منفذيه من نشطاء حركة الشباب المولودين في كينيا.

مشاركة :