أهمية دافعية المعلم في تطوير العملية التعليمية

  • 1/1/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الدافعية هي مجموعة من الظروف الداخلية والخارجية التي تعمل على تحريك الفرد للوصول إلى الأهداف التي ترضي حاجاته ورغباته الداخلية. والمعلم الكفء يمتلك الدافعية العالية نحو التعليم والتفاعل الإيجابي مع تلاميذه لتعزيز إنجازهم من جهة، ولتحقيق رضاه الوظيفي من جهة أخرى. وتعد الدافعية جزءا من البيئة التعليمية وتتأثر ببيئة العمل.العوامل المؤثرة في دافعية المعلمين تجاه التدريس إن دافعية المعلم للتدريس تكمن جذورها أولا في الرغبة الحقيقية لأن يصبح معلما. هذه هي النقطة المهمة التي يجب أن توضع في الحسبان، فالرغبة في التدريس يمكن أن توصف بأنها العامل المحرك للدافعية. ثم تأتي بعد ذلك العوامل المساعدة والتي تتلخص في الجوانب المهنية أي التدريس الجيد الذي يرفع من مقدرة المعلم في أداء واجبه بصورة تعلي من احترام الذات عنده هو نفسه، وبالتالي تقدير الطلاب له لما تتسم به دروسه من جودة التدريس الذي يقدمه لهم. كذلك البيئة التعليمية الجيدة والآمنة والجاذبة والمعينة على الأداء الفعلي، لأن المعلم يحتاج إلى بيئة تعليمية يستطيع من خلالها تنفيذ الأشياء التي يريد تنفيذها وبالتالي فهذا جانب من الجوانب المهمة جدا في رفع دافعية المعلم. ثم نأتي إلى تقدير دور المعلم، فإن تقدير المعلم ومنحه المكانة التي يستحقها في المجتمع يرفع من دافعيته ويزيد من حماسه تجاه العملية التعليمية. فمثلا إذا كان المعلم غير مشبع الحاجة ويشعر بالإحباط وعدم التقدير فهذا يقلل من دافعيته. والتقدير يجب ألا يقتصر على الجانب المعنوي بل إن التقدير المادي أيضا مهم للغاية لرفع دافعية المعلم ما يسمح له أن يكون مشبعا لحاجاته. كل هذه العوامل مجتمعة تزيد من احترام الذات والذي يمثل الطاقة التي تشعل فتيل الدافعية عند المعلم بمعنى أن المعلم الذي لديه احترام لذاته بشكل مرتفع تكون دافعيته مرتفعة أيضا.تأثير دافعية المعلم في تعلم الطلاب تؤثر دافعية المعلم في تعلم الطلاب من خلال شقين كما جناحي الطائر، فالطائر لا يستطيع الطيران بجناح واحد، فالشق الأول يتعلق بخلق البيئة التعليمية الآمنة والجذابة التي يسودها الاحترام المتبادل وهذا قد يقلل أو يوقف سوء السلوك وعدم الانضباط من جانب الطلاب داخل حجرة الدراسة ما ينعكس تلقائيًا على الشق الآخر وهو جانب التدريس. المعلم ذو الدافعية العالية كحامل المسك إما أن تبتاع منه أو تشتم منه ريحا طيبا أو قل كالزهرة المعطارة يفوح شذاها فينتعش من حولها وكما قيل «الحال الطيب يعدي» ولذلك فإن دافعية المعلم لها تأثير مباشر على الطلاب. الجانب الثاني هو ما يتعلق بمسألة التدريس، فالمعلم ذو الدافعية العالية يمتلك قدرة عالية على التدريس والتحضير وخلق الأنشطة الجذابة وهذا كله يصب في اتجاه تحسين العملية التعليمية وبالتالي تترك أثرها الإيجابي على الطلاب.العلاقة بين دافعية المعلم وتعلم الطالبهي علاقة وثيقة ومباشرة وكما ذكرت سابقًا فالارتباط بينهما يمكن تمثيله بعلاقة خطية فكلما زادت دافعية المعلم كلما تحسن أداؤه ووفر البيئة التعليمية الجيدة الفعالة وبالتالي زاد مستوى التعلم عند الطلاب، هذا بالإضافة إلى العلاقة الإنسانية التي تجعل المعلم ذا الدافعية العالية لا يُصاب بالإحباط أو الضغوطات وبالتالي يكون التعامل مع الطلاب جيدا من قبله.نوع الدافعية الأكثر تأثيرًا في رغبة المعلمين تجاه التدريسإن الرغبة في التدريس هي الأساس في دافعية المعلم وهي تمثل الدافعية الداخلية وتنميتها شيء أساسي ما يكون لها انعكاس واضح على العملية التعليمية وعلى الطلاب. والدافعية الداخلية تكون ثابتة وليست متغيرة كالدافعية الخارجية. وحسب تجربتي في تدريب المعلمين أرى أنه لو تم تأطير عامل الرغبة بعوامل أخلاقية أو يمكن القول بعوامل روحية بأن يكون المعلم حسن الخلق وجيد الأداء وأن يعامل طلابه معاملة طيبة فإن ذلك يزيد من الدافعية الداخلية ويوثِّق عراها. ولكن هذا لا يعني عدم أهمية الدافعية الخارجية مثل الرواتب والمخصصات والحوافز المعنوية. فالاهتمام بالمعلم وتوفير العيش الكريم له عامل في غاية الأهمية. وعلى الرغم من أن الدافعية الداخلية هي الأكثر تأثيرًا بالنسبة إلى المعلم لأنها ثابتة ونابعة من الداخل ومن الممكن أن تكون مسألة إيمانية، إلا أننا إذا تركنا مهنة المعلم مهملة وغير مقدرة بمعنى عدم الاكتراث بالنواحي المادية والمعنوية والاجتماعية فسوف تنهدم الدافعية الداخلية نفسها بسبب حدوث الإحباط والانكسار والشعور بقلة القيمة وتكون النتيجة عكسية.‭{‬ أستاذ مساعد في جامعة البحرين – كلية البحرين للمعلمين

مشاركة :