أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن الهدف الرئيس لعملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، هو توفير العودة الآمنة والطوعية للسوريين إلى ديارهم.واعتبر أكار، في رسالة أمس (الثلاثاء) بمناسبة العام الجديد، أن عمليات «نبع السلام» و«درع الفرات» و«غصن الزيتون» التي قامت بها تركيا والفصائل الموالية لها في الشمال السوري على مدى العامين الماضيين، استهدفت «التنظيمات الإرهابية» المتمركزة في الشمال السوري، وساهمت في إنشاء «ممر سلام» في تلك المناطق.وأضاف أن العمليات العسكرية التي قامت بها القوات التركية في الشمال السوري، تستند إلى القوانين الدولية واتفاقية أضنة المبرمة بين تركيا وسوريا عام 1998.وجدد تأكيده أن تركيا «تحترم وحدة الأراضي السورية، وتحرص على عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين والأماكن التاريخية والأثرية خلال عملياتها العسكرية في الشمال السوري».وتابع الوزير التركي: «فيما يخص مكافحة الإرهاب، أقدمنا على خطوات استراتيجية في الداخل والخارج، والجهود التي نبذلها للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب السورية ما زالت مستمرة في إطار مسار آستانة واتفاقية سوتشي».كانت تركيا قد أطلقت مع فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لها، عملية «نبع السلام» التي استهدفت «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق الفرات، في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت تركيا إن الهدف منها هو إقامة منطقة آمنة لاستيعاب ما يقرب من مليوني لاجئ سوري على أراضيها.وتعد أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف «تنظيما إرهابياً» في تركيا.وتوقفت العملية التركية بعد تدخل من الولايات المتحدة بعد 8 أيام فقط من انطلاقها. كما وقّعت تركيا اتفاقاً مع روسيا في سوتشي في 22 من الشهر ذاته بهدف إبعاد الوحدات الكردية إلى عمق 30 كلم من حدودها الجنوبية، وسيّر الجانبان 14 دورية عسكرية مشتركة بموجب الاتفاق.وانتقدت تركيا كلاً من واشنطن وموسكو، واتهمتهما بعدم الالتزام بالتفاهمات المتعلقة بشمال شرقي سوريا والمنطقة الآمنة.في سياق متصل، توفي جندي تركي متأثراً بجروح أُصيب بها جراء تفجير وقع في مدينة تل أبيض التي تمت السيطرة عليها من جانب القوات التركية والفصائل الموالية لها خلال عملية «نبع السلام» شمال سوريا.وقالت مصادر عسكرية تركية، أمس، إن الجندي أُصيب بجروح إثر تفجير وقع في منطقة تل أبيض في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.وأضافت المصادر أن الجندي نُقل إلى مستشفى بولاية شانلي أورفا (جنوب تركيا)، حيث استُشهد متأثراً بجروحه. وبالنسبة إلى إدلب، حذرت تركيا من استمرار هجوم النظام على مناطق في جنوب وشرق المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا، بدعم من روسيا، وطالبت موسكو بالتدخل لوقف الهجوم، مؤكدةً أنها لن تقبل أي لاجئين جدد من سوريا، وأنها أبلغت أوروبا بذلك عقب نزوج الآلاف باتجاه حدودها الجنوبية.
مشاركة :