بين الموهبة والعمل الجاد

  • 1/1/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قرأت لكم مقالاً في مجلة رواد الأعمال بعنوان (الموهبة والعمل الجاد، أيهما أنسب لبيئة العمل؟)، يطرح المقال رؤيتين حول هذا الموضوع: الأولى ترى أن الشخص الذي يؤدي عمله بكفاءة عالية، ويحقق الإنجازات في أوقات قياسية هو شخص موهوب أو مبدع؛ هذه الرؤية ترى أن الأعمال الناجحة أساسها الموهبة. الرؤية الثانية تقدر أهمية المعرفة والتدريب والجدية كعوامل مهمة ومؤثرة في إنجاز المهام وتحقيق النجاح. الرؤية الثالثة هي التي لا تحصر الرأي في موقفين فقط، وتؤيد مبدأ التكامل الذي يعتبر الموهبة والعمل الجاد يكملان بعضهما البعض. حسب هذا الرأي حتى صاحب الموهبة سيكون بحاجة للتدريب في يوم ما، ولن ينجح إذا كان يفتقد للجدية والإرادة. التاريخ يتوفر على قصص كثيرة من قصص النجاح في مختلف المجالات، وهي قصص جمع أبطالها بين الموهبة والتدريب والجدية، التعليم والتدريب والجدية عوامل تصقل الموهبة وتفتح المجال لاكتساب خبرات ومهارات جديدة. في البيت تتعامل الأسرة مع الطفل الموهوب برعاية الموهبة بطرق مختلفة، إحداها الالتحاق بالمؤسسات المتخصصة برعاية الموهوبين من خلال برامج تتطلب الجدية في المشاركة. في بيئة العمل لا تكفي الموهبة لتحقيق النجاح، العمل يتطلب الموهبة ويتطلب الجدية والانضباط، وعدم التعالي على الآخرين، الانضباط لا يعني تقييد الموهبة، الموهوب يحتاج إلى مساحة للإبداع، وهذا يعني عدم تقييده بالروتين الذي يعيق عن التفكير خارج الصندوق. أما القيم الأخلاقية فهي لا تقيد الموهبة، الموهوب لا يطرق النجاح بابه إلا بوجود عنوان، هذا العنوان هو الرغبة بالنجاح والسعي إلى النجاح. الموهوب في أي مجال إذا سجن نفسه بسجن الغرور وترفع عن البدايات البسيطة والممارسة، وتعالى على الناس فمن المرجح أنه سوف يخطئ طريق النجاح أو ينجح نجاحاً مؤقتاً سرعان ما ينطفئ. في عالم الأعمال قصص نجاح لموهوبين أضافوا إلى الموهبة وضوح الرؤية والجدية في العمل، منهم على سبيل المثال الشيخ سليمان الراجحي - يرحمه الله - صاحب التجربة الفريدة، بدأ حياته العملية حمالاً وحارساً، وسار في طريق الجدية والإخلاص في العمل حتى وصل إلى قمة النجاح، ومنهم من ترك الدراسة في الجامعة كي يتجه نحو مشروع ريادي، كما فعل بيل غيتس عندما قرر ترك جامعة هارفرد يقوده شغفه إلى تأسيس شركة مايكروسوفت التي كان لها تأثير عظيم في حياة الناس وفي عالم الاتصالات، كان غيتس موهوباً، لكنه لم ينتظر النجاح على وسادة الموهبة بل سعى إليه. من يملك شروط النجاح والتميز هو الذي يجمع بين الموهبة والجدية، وأخلاقيات العمل، يستطيع الإنسان اكتساب المهارات بالممارسة والجدية، صاحب الموهبة قد يقتل موهبته إذا اكتفى بالتغزل بها أمام المرآة. *نقلا عن "الرياض".

مشاركة :