يعتبر الكسل من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الرجل، لأنه بذلك يحكم على مسيرة نجاحه وتقدمه وسعادته الأسرية بالفشل، نظرا إلى أنه يحافظ على شخصيته الكسولة ونمط حياته الذي يدور في حلقة مفرغة قدر المستطاع، لأنه يضع الكسل على رأس أولوياته في الحياة.. وكشفت دراسة أميركية أجرتها جامعة بول ستايت في ولاية إنديانا، أن الرجال أكثر كسلا من النساء خاصة في أيام العطلات الأسبوعية، ففي الوقت الذي يقضي فيه الرجل معظم وقته في الاسترخاء، نجد أن المرأة تقوم بإنجاز الكثير من الأعمال المنزلية في أيام العطلات الأسبوعية. وأشارت الدراسة التي شملت 300 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 19 و90 عاما، وتم ربط أجهزة خاصة بأجسادهم بهدف تعقب حركتهم خلال 24 ساعة، إلى أن أيام الإجازات تعد من أكثر الأيام نشاطا وتعبا بالنسبة للمرأة، على خلاف الرجل الذي يمضي نحو ثلثي وقته في الاسترخاء والتسلية. وأثبتت النتائج أن أكثر الأيام خمولا بالنسبة للرجل هو يوم الأحد، حيث يمضي الرجل ثلثي وقته في الاسترخاء أو التسلية بمعدل يفوق المرأة بنسبة 10 بالمئة. كما أظهرت أن الرجال يمضون 64 بالمئة من وقتهم في أيام السبت بالاسترخاء. وفي المقابل، وجدت الدراسة أن أيام عطلة الأسبوع تعد من أكثر الأيام التي تبذل فيها المرأة مجهودا، واستنتج العلماء أن النسبة الكبرى من الرجال يكرهون القيام بالأعمال المنزلية. ويعلق مجدي ناصر، المتخصص في العلاقات الأسرية على هذه النتائج، قائلا “إن من أكثر المشكلات التي تعاني منها الزوجة هي كسل الزوج وإلقاء كافة مسؤوليات الأسرة على كاهلها”، وأشار إلى أن هذه المشكلة من شأنها أن تقضي على أي أسرة بسبب شعور الزوجة بالقهر والضغط وإحساسها بعدم شعور زوجها بها، وتحمله المسؤولية وتعامله معها وكأنها خادمة. أفضل علاج لمثل هذه الحالات هو استخدام أسلوب المقارنة بين الزوج وشخص آخر من المحيطين بالأسرة لكي يحفزه الشعور بالغيرة ولفت إلى أنه لا بد من التعامل مع مشكلة كسل الزوج على أنها ظاهرة مرضية لن يتم التخلص منها إلا بالهدوء والتخطيط بشكل منظم دون التذمر والغضب السريع من رفضه للمساعدة. وأكد أن بداية العلاج تتمثل في الطلب من الزوج القيام ببعض الأعمال البسيطة ولكن مع اختيار الوقت المناسب، فلا تطلب منه القيام بذلك بعد عودته مباشرة من العمل أو أثناء وقت راحته، لأن ذلك سيدفعه إلى رفض الطلب دون التفكير فيه من الأساس، وهو ما يشعره بالإحباط من العلاج. كما نصح ناصر الزوجة باستخدام المصطلحات التشجيعية التي تدفع الزوج إلى التعاون والمشاركة معها في أعمال المنزل، كما يمكنها مكافأته على المساعدة التي يقدمها، مثل إعداد وجبة مفضلة، أو دعوته إلى حفل رومانسي، منبها إلى أن استخدام العبارات المحبطة من شأنها أن تؤدي إلى الخلاف والشجار بين الزوجين، مما يدفع الزوج إلى التمادي في الكسل. ومن جانبه أوضح محمد الشامي، استشاري الصحة النفسية، أن مشكلة كسل الرجل لا تقتصر على عدم مشاركة المرأة في المنزل وفي شؤون الحياة الزوجية، لكن قد يصل الأمر إلى رفض الذهاب إلى العمل، لأنه أصبح مكرسا حياته للنوم والراحة فقط. ونبه إلى أن هذا التطور في الكسل يمثل منحنى خطيرا على مستقبل الأسرة المادي الذي قد يتدهور ويدمرها نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى زيادة حدة الخلافات الزوجية. كما لفت الشامي إلى أن أفضل علاج لمثل هذه الحالات هو استخدام أسلوب المقارنة بين الزوج وشخص آخر من المحيطين بالأسرة لكي يحفزه الشعور بالغيرة، ويدرك أن رفضه الذهاب للعمل هو خطأ سيضره هو وعائلته، مع محاولة الوقوف على الأسباب التي تدفعه إلى الكسل ومعالجتها والقضاء عليها.
مشاركة :