أكدت استشاري مخ وأعصاب أطفال الطبيبة فاطمة نعمة مساهمة وزارة الصحة في السنوات الأخيرة في الحد من أعداد المواليد المصابين بالشلل الدماغي نتيجة التطورات التي طرأت على مجال تمريض حديثي الولادة. ومن ناحية أخرى، كشفت نعمة عن ازدياد أعداد المواليد ناقصي الوزن بشدة في حين يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي. وعرّفت نعمة الشلل الدماغي بأنه عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المستديمة في تطور حركة الجسم ووضعه ما يسبب عجزاً في النشاط بسبب تأثر دماغ الجنين قبل أن يخرج إلى الدنيا أو دماغ الطفل الصغير وهو في سنواته الأولى. مشيرة إلى أن الدراسات أوضحت أن معدل حدوث الإصابة بالمرض يتراوح بين 2-2.5 لكل ألف مولود ولا يوجد علاج معروف وغالباً ما يقتصر التدخل الطبي في تجنب حدوث المضاعفات التي تنتج من تأثيرات الإصابة به. جاء ذلك خلال مؤتمر وورش عمل تدريبية وتأهيلية نظمتها جمعية أصدقاء الشلل الدماغي بالتعاون مع شركة جرين ميدكل تحت شعار «قادر تغيرها» صباح أمس (السبت) بفندق الخليج؛ وتحت رعاية وكيل وزارة الصحة عائشة بوعنق، وبحضور الرئيس الفخري لجمعية أصدقاء الشلل الدماغي فيصل رضي الموسوي، ورئيس الجمعية أحمد محسن. وفي بداية الندوة، ألقت وكيل وزارة الصحة عائشة بوعنق كلمة ومن ثم افتتحت برنامج الندوة. ومن جهتها، قدمت استشاري مخ وأعصاب أطفال فاطمة نعمه خلال كلمتها نبذة تعريفية عن جمعية أصدقاء الشلل الدماغي التي تأسست في عام 2005 من قبل مجموعة استشاريين ومختصين وأولياء أمور ومتطوعين، موضحة أن الجمعية دأبت منذ ذلك الحين إلى مد يد العون والمساعدة لهؤلاء الأطفال بهدف خلق بيئة خاصة بهم ومن أجل تحسين أوضاعهم من خلال تقديم برامج وأنشطة لأجل النهوض بهم إلى الأحسن. وعن أهم أهداف الجمعية، أفادت نعمه: السعي إلى تطوير جميع مهارات هؤلاء الأطفال لمواكبتهم الحياة العملية ودمجهم في المجتمع وتوفير الخدمات التدريبية والتأهيلية من خلال إنشاء مراكز دائمة للعلاج الطبيعي والمهني وعلاج النطق على جميع المحافظات. موضحة أن «الجمعية استطاعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2012 بدعم ومساندة وزارة التنمية الاجتماعية التي تحمل على عاتقها الكثير من المسئوليات تجاه هذه الإعاقة والإعاقات الأخرى إنشاء مركز رعاية أطفال الشلل الدماغي الذي يقدم خدمات تأهيلية وجلسات علاجية من قبل أخصائيات العلاج الطبيعي؛ ونتطلع إلى المستقبل القريب إن شاء الله إلى إنشاء وحدة علاج النطق». لافتة إلى أن «استمرار العاملين بالمركز على تطويره من خلال خطة استراتيجية للعمل وفتح قنوات التواصل مع المراكز التأهيلية الأخرى في المملكة». هذا وناقشت الندوة كل ما يتعلق بالشلل الدماغي من أسباب حدوثه إلى أنواعه المختلفة والمضاعفات المصاحبة لهذا المرض وكيفية التعامل معه وطرق العلاج والتأهيل. واشتملت الندوة على ورش عمل تدريبية عملية تشرح لأسر الأطفال كيفية التعامل مع أطفالهم لتنمية مهاراتهم.
مشاركة :