مهما قال المناوئون للحق والمنطق والواقع عن «عاصفة الحزم» ومهما حاولوا التهوين من إنجازاتها السياسية قبل العسكرية، وحتى لو أخذ بعضهم في الصياح واشتدت به حالة النباح ومارس الكذب البواح وتبعه في هذا الأمر الغوغاء من المحللين السياسيين الذي أصبحوا في العالم العربي أكثر من الهم على القلب لأن كل من حفظ منهم كلمتين أو كتب سطرين ظهر في فضائية وادعى أنه محلل سياسي وأنه على علم تام ببواطن الأمور أكثر من علم المخابرات الدولية بها، مهما علت النبرات وتكالبت الكلمات وتدفقت العبارات المهونة للإنجازات المتحققة، فإن التفسير الواقعي لكل ذلك هو أن عاصفة الحزم كانت هي الفعل وأن ما عداها هو مجرد ردة فعل فأين الفعل من ردة الفعل.. فالثرى هو الثرى والثريا هي الثريا فالأول موطئ للأقدام والثانية فوق الغمام! لقد كان طبيعيا ومتوقعا سماع أصوات المهزومين نفسيا والموتورين عقليا لأن الواقع على الأرض خيب آمالهم ودحض توقعاتهم فكان صراخهم على قدر ما يحسون به من فجيعة وألم وهذا الصراخ لن يطول كأي ردة فعل فإما أن تبح أصواتهم فلا يعود يسمعها أحد أو يطق لديهم «عِرق» أو يصيبهم الله بقارعة من عنده جزاء ما مارسوه من كذب وافتراء، أما عاصفة الحزم.. الفعل القوي الصارم الذي أعاد كثيرا من الفئران إلى جحورها والبغال إلى حظائرها والضباع إلى جيفها، فإنها تظل هي الفعل المؤثر الذي تبنى على نتائجه بقية الحسابات، وأما المهاترات فلا يبنى عليها شيء لأنها مجرد شفا جرف هار، وها هي العاصفة التي قادت إلى «نسمة الأمل» سوف تملأ صدور أهلنا في اليمن بنسمة إن هبت فإنها لن تهب على ناحية من الأراضي اليمنية بل سوف تغطي الأجواء لأن النسيم كريم ولعل المحصلة تكون عودة اليمن سعيدا بعد أن حوله بعض الأشقياء من أبنائه إلى يمن تعيس!
مشاركة :