فيما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إيران بدفع ثمن باهظ بعد مهاجمة سفارة بلاده في بغداد، أعلن وزير الدفاع مارك إسبر أمس نشر 750 جنديا بشكل فوري. وقال في بيان «بتوجيه من القائد الأعلى الرئيس دونالد ترمب، سمحت بنشر كتيبة مشاة من قوة الرد الفوري التابعة للفرقة 82 المحمولة جوا في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية ردا على الأحداث الأخيرة في العراق». وأضاف «سيتم نشر نحو 750 في المنطقة فورا، وسيتم إعداد قوات إضافية للنشر على مدار الأيام القليلة المقبلة»، وأوضح أن هذا النشر يعد «إجراء مناسبا وقائيا تم اتخاذه استجابة لمستويات التهديد المتزايدة ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة، كما شهدنا في بغداد، ستحمي الولايات المتحدة شعبنا ومصالحنا أينما وجدت في جميع أنحاء العالم». سيدفعون الثمن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه سيتم تحميل إيران «المسؤولية كاملة» وستدفع «ثمنا باهظا للغاية» بعد أن هاجم متظاهرون السفارة الأمريكية في بغداد، وأضاف «سيتم تحميل إيران المسؤولية كاملة عن الأرواح التي فقدت أو الأضرار التي حدثت في أي من منشآتنا»، وتابع: «سيكون ثمنا كبيرا جدا، هذا ليس تحذيرا أو تهديدا»، وأشاد ترمب بتعامل الولايات المتحدة والحكومة العراقية مع الهجوم. مروحيات أمريكية وأفاد شهود عيان بأن مروحيات عسكرية أمريكية هبطت في مهبط الطائرات داخل مجمع السفارة الأمريكية المحاصر من الخارج في بغداد من قبل أتباع حزب الله العراقي. وأبلغ الشهود عبر الهاتف «أن مروحيات للقوات الأمريكية هبطت داخل مجمع السفارة المحاصر من الخارج دون معرفة الأسباب، وأن قوات عراقية تحيط بمجمع السفارة من الخارج، وأن المتظاهرين ما زالوا يتجمعون داخل سرادق خارجها». وتجمع محتجون تابعون للميليشيات العراقية التابعة لإيران أمام السفارة بعد مقتل 25 وإصابة أكثر من 50 من عناصر حزب الله العراقي أحد فصائل الحشد الشعبي في قصف جوي أمريكي الأحد الماضي. وقالت الولايات المتحدة إن القصف جاء ردا على هجمات متكررة من جانب الحزب على قواعد عسكرية عراقية ينتشر فيها جنود أمريكيون، تسبب أحدها في قتل متقاعد أمريكي يوم الجمعة الماضي. إصابات عدة وأفادت وكالة الأنباء العراقية (واع) بوقوع إصابات في صفوف المتظاهرين قرب السفارة الأمريكية نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع. وقال شهود عيان إن القوات المكلفة بحماية مبنى السفارة الأمريكية أطلقت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين من أتباع قوات الحشد الشعبي وكتائب حزب الله العراقي المعتصمين أمام مقر السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد. وقال الشهود إن الغازات المسيلة للدموع تسببت بحدوث حالات اختناق، كما أشعل عدد من المحتجين النيران في السياج الخارجي للسفارة، وذكروا أن أعدادا كبيرة من القوات الأمريكية شوهدت فوق أسطح السفارة الأمريكية مدججين بالسلاح. وأوضح الشهود أن أعدادا كبيرة من المحتجين وصلوا إلى ساحة الاحتجاج على شكل أفواج وأفراد بينهم، نساء ومعممون للانضمام إلى المعتصمين في ظل انتشار كبير لقوات الحشد الذين يرتدون الزي العسكري دون حمل السلاح. استمرار الاعتصام وأفاد الشهود باستمرار اعتصام المئات من أنصار كتائب حزب الله العراقي أمام مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، للمطالبة بإنهاء الاتفاقية الأمنية وخروج القوات الأمريكية من العراق. وقال الشهود إن «المئات من أنصار كتائب حزب الله قضوا الليلة الماضية داخل سرادق، ولا يزالون مرابطين، دون وقوع أية مصادمات مع القوات الأمنية العراقية التي تحيط بالسياج الخارجي للسفارة». ويقول متابعون إن «بقاء المعتصمين مرهون بقرار من قيادات كتائب حزب الله، والتي تطالب بإغلاق السفارة الأمريكية وخروج القوات الأمريكية من العراق باعتبارها أصبحت تشكل خطرا على أمن العراق». وذكر الشهود أن «مواكب جديدة تتوافد إلى ساحة الاعتصام رغم الانتشار الكبير للقوات العراقية لمنع الاقتراب من مقر السفارة»، وامتلأ السياج الخارجي للسفارة بالشعارات المنددة بالإدارة الأمريكية، فضلا عن رفع العشرات من أعلام كتائب حزب الله.
مشاركة :