في ظل ترقب الشارع الرياضي السعودي وجماهير الهلال على وجه الخصوص، لما سيقوم به الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشأن الأحداث التي واكبت مباراة الهلال ونظيره بيروزي الإيراني في ذهاب دور الـ16 الآسيوي، ما زال حديث محمد حنزاب، رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، لـ«الشرق الأوسط» حول القضية يأخذ صداه الواسع عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية. وكان حنزاب فجر مفاجأة من العيار الثقيل بعدما طالب بالتحقق من الصورة التي تم إشهارها في ملعب «آزادي» خلال مباراة بيروزي والهلال في ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال يوم الثلاثاء الماضي. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا كانت هذه الإساءة للرموز السعودية صحيحة، فعلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يلغي نتيجة المباراة وأن يتم حرمان إيران من استضافة أي مباريات تقام تحت مظلة الاتحاد القاري كون أنظمة (فيفا) والاتحاد الآسيوي ترفض تماما استغلال مباريات كرة القدم سياسيا وتقاضي كل من يسيء للرموز الوطنية في كل العالم». وقال حنزاب إنه على المسؤولين في الاتحاد الآسيوي وتحديدا اللجان القضائية أن يتحققوا من الصورة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي حملت إساءة بالغة للسعودية ورموزها. وأشار إلى أنه في حال التأكد من صحة الصورة المسيئة فإنه يجب على الاتحاد القاري أن يتخذ الإجراءات القانونية التي تكفل حق الفريق السعودي (الهلال) بإلغاء نتيجة المباراة وحرمان إيران من إقامة أي مباريات على أرضها مستقبلا. كما أوضح حنزاب، في تغريدة على «تويتر»، قائلا: «الرياضة قيم ومبادئ ووسيلة فعالة لتعارف الشعوب وتواصلهم. يجب أن نواجه دخول الشعارات السياسية المسيئة للملاعب بحزم وإلا فعلينا انتظار الأسوأ». وكانت أنظار كثير من الجماهير السعودية اتجهت صوب المركز الدولي للأمن الرياضي بعد الاتفاقية التي أبرمها مع الاتحاد الآسيوي مؤخرا، ولكن الاتفاقية اقتصرت على جزئية خاصة بإجراءات الأمن والسلامة في الملاعب ولم تشمل اختصاصات أخرى للمركز من بينها التصدي للتلاعب بنتائج المباريات والعنف في الملاعب. وكان نادي الهلال قدم مذكرة احتجاج إلى الاتحاد الآسيوي للعبة بشأن الاستفزازات الإيرانية وأخطاء التحكيم. وفي المقابل، بدأت جماهير الهلال الاستعداد للرد على جماهير بيروزي بعيدا عن التحركات الرسمية، حيث يلتقي الفريقان إيابا يوم الثلاثاء المقبل. وتداول مشجعو الهلال، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للافتة تحمل إساءة بالغة إلى السعودية ورموزها على هامش هذه المباراة الصعبة وكانت بعثة الهلال أعربت أيضا عن شكواها من تعمد السلطات الإيرانية تأخير إجراءات البعثة لدى وصولها إلى المطار. واكتملت الأزمة بالأخطاء التحكيمية التي حرمت الهلال على الأقل من تحقيق التعادل في هذه المباراة التي انتهت لصالح بيروزي بهدف نظيف. وإزاء شعور الجماهير السعودية بالتعرض للظلم على كل المستويات وتراكم أخطاء الحكام خاصة في مواجهة الهلال صاحب الشعبية الطاغية في المملكة، اتجهت الأنظار صوب جهتين الأولى هي الاتحاد الآسيوي للعبة والمركز الدولي للأمن الرياضي في ظل الاتفاقية التي أبرمت بين المركز والاتحاد الآسيوي على هامش انتخابات الأخير في نهاية أبريل (نيسان) الماضي. ولم يتردد الاتحاد السعودي للعبة في إصدار بيان رسمي إزاء هذه الأحداث، لا سيما وأنها تأتي بعد شهور من واقعة الأخطاء التحكيمية التي بددت آمال الهلال في الفوز بلقب دوري الأبطال الآسيوي لصالح ويسترن سيتي الأسترالي في نهائي البطولة بالموسم الماضي. وضاعف من حجم الأزمة هذه المرة أنها لم تقتصر على الأخطاء التحكيمية أن الصورة التي تداولتها جماهير الهلال على مواقع التواصل الاجتماعي تنم عن إقحام السياسة في الرياضة وهو ما ترفضه جميع عناصر اللعبة جملة وتفصيلا من ناحية كما أن اللافتة التي أشارت إليها الجماهير السعودية تضمنت إساءة بالغة لدولة عربية هي الأكبر في منطقة الخليج وغرب آسيا. وجاء في البيان: «تابع الاتحاد السعودي لكرة القدم بعض الأخطاء التحكيمية المؤثرة والتي باتت عنوانا للمعاملة التي تجدها أنديته من الحكام الذين يديرون مواجهاتها في دوري أبطال آسيا للمحترفين، والتي كانت سببا رئيسيا في فقدانها فرص المنافسة على البطولة، كما حدث لفريق نادي الهلال في نهائي النسخة الماضية ويتكرر في النسخة الحالية بشكل يثير الاستغراب والتساؤل حول حقيقة ما يضر بالأندية السعودية في هذا المحفل الآسيوي. كما يتحتم علينا أيضا الإشارة للأحداث التي ظلت تصاحب مشاركات الأندية السعودية أمام نظيرتها الإيرانية في منافسات دوري أبطال آسيا في المباريات التي تقام في مختلف المدن الإيرانية، سواء كان ذلك على صعيد المضايقات التي تتعرض لها البعثات السعودية الرياضية في صالات المطار بتعمد تأخير دخولها لساعات أو تجاهل استقبالها وفقا لأخلاقيات الضيافة وما تبديه المملكة ممثلة في اتحاد كرة القدم وأنديته تجاه كل الأندية المنافسة وأولها الأندية الإيرانية التي تجد الترحيب والاهتمام وكل ما يسهل لها أداء مبارياتها وفقا لمبادئ التنافس الرياضي الشريف، وهو ما لم يلتزم به الإيرانيون عندما حلت بعثات الأندية السعودية في أراضيهم، حيث تقابل أنديتنا بالهتافات المسيئة في المدرجات وبإقحام الأمور السياسية في المنافسة الرياضية ليصل الأمر إلى قذف اللاعبين بالحجارة والعلب الفارغة وهو تمادٍ يسأل عنه المنظمون لكرة القدم الذين ظلوا صامتين أمام تلك التجاوزات دون أن يصدر عنهم ما يوقف تلك التجاوزات المتكررة على الرغم من الملاحظات والشكاوى التي رفعت أكثر من مرة مرفقة بالأدلة ومشفوعة بكل التوضيحات المطلوبة». وأضاف: «لذلك يؤكد الاتحاد السعودي رفضه لتلك التجاوزات الإيرانية مطالبا في الوقت ذاته الاتحاد الآسيوي وقف تلك التجاوزات وضمان عدم تكرارها بشكل نهائي إلى جانب إعادة النظر في تكليف الحكام الذين يظهرون بمستوى ضعيف لا يكفل حقوق المنافسة الشريفة بين الفرق المتنافسة في دوري أبطال آسيا للمحترفين. كما يؤكد الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم على حرصه واهتمامه الكبير بحماية الأندية السعودية كافة وسلامتها في مختلف مشاركاتها الخارجية. وهو على يقين بأن المسؤولين في الاتحاد الآسيوي خير من يسعى للمواقف الإيجابية في الجانبين».
مشاركة :