... وكانت للفلسطينيين حياة ما قبل النكبة

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتنوّع الصور في المعرض الذي ينظّمه المتحف الفلسطيني عند «دوار المنارة» وسط مدينة رام الله، لمناسبة الذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية، ما بين صور عائلية وتاريخية وسياسية. وهو جزء من مشروع المتحف بعنوان «ألبوم العائلة»، ومعظم الصور فيه من ألبوم سعيد الحسيني، كصورة الحاج أمين الحسيني مع أبناء إخوته أثناء خدمته في الجيش العثماني ما بين 1914 و1920. وهناك صورة لمجموعة من الشخصيات الأكاديمية والسياسية كخليل الحسيني، بندلي الجوزي، عادل جبر، ومحمد رفيق الحسيني، التُقطت ما بين 1920 و1939. وصورة مثيرة للجدل للمفتي كامل طاهر الحسيني، يستقبل الجنرال اللنبي أثناء زيارة الأخير المسجد الأقصى. كما نجد صورة لدخول الجيش البريطاني إلى القدس من باب الخليل عام 1917، وأخرى لعبدالقادر الحسيني بزيّ الثوار، التُقطت ما بين 1930 و1936. ففي ما يشبه الخيمة التي لطالما ارتبطت في الوعي العالمي بقضية اللاجئين، وعند العرب والفلسطينيين باللاجئين الفلسطينيين، قبل أن تنتقل النكبات إلى دول عربية أخرى في السنوات الأخيرة، كانت ثمة اثنتا عشرة صورة من أصل 3500 جمعها المتحف حتى الآن في إطار مشروع «ألبوم العائلة». ومن بين الصور اللافتة والمؤثرة والتي توقّف زوار المعرض المؤقت أمامها طويلاً، صورة لأديل عزار تحمل صورة ابنها سليم عزار، الذي استشهد عام 1948 بعد إصابته في قصف مطبعة «دار اسليم» في يافا. التُقطت الصورة في غزة عام 1950، وهي من ألبوم سليم عزار. ومن ألبوم عبلة وألفرد طوباسي، يقدّم المعرض صورتين: الأولى تعود إلى عام 1928 في يافا، وهي الصورة السنوية لعائلة سبريدون صروف، والثانية لعائلة داود ميخائيل في عمّان بعيد النكبة (عام 1949). وكان ميخائيل أرسل عائلته الى هناك خلال النكبة، وبقي في طبريا الى حين سقوطها قبل التحاقه بالعائلة وانضمامه الى الجيش الأردني، ومشاركته في صفوفه في قتال العصابات الصهيونية في الخليل. ومن ألبوم وفا مرعي، تُعرض صورة جمعت عدداً من الشخصيات السياسية، منهم عبدالسلام البرقاوي الذي كان ناشطاً سياسياً واجتماعياً بارزاً، واغتيل عام 1937. ومن ألبوم عائلة أرشيد، تُطالعنا صورة لفتيات بلباس العسكر أثناء خدمتهن في قوة حرس حدود شرق الأردن، في منطقة جسر المجامع الحدودية الذي فجّرته عصابة البالماخ الصهيونية عام 1946، وصورة للضابط فايز خمّاش في حيفا عام 1920. وهناك صورة لوحدة مكافحة عصابة شتيرن الصهيونية التابعة للقوات البريطانية عام 1945، من ألبوم فطين جابر. من السياسة الى الرياضة، حيث يظهر فريق كرة القدم الفلسطيني الذي شارك في الدورة الرياضية العالمية عام 1928، من ألبوم رجب شاهين. ومن ألبوم نبيلة النابلسي، يتوسط الصور «بورتريه» ليوسف عبدالفتاح غزال من نابلس، وكان مجاهداً في «جيش الجهاد المقدس» مع عبدالقادر الحسيني، وحارب في معركة القسطل وأصيب، قبل أن يستقر في الكويت. وتعود الصورة الى عام 1939. وقالت المنسقة الإعلامية في المتحف الفلسطيني حنين صالح: «أحببنا المشاركة في إحياء ذكرى النكبة، بعرض مجموعة من صور مشروع «ألبوم العائلة»، الذي نعتمد فيه على الألبومات العائلية لبناء أرشيف رقمي للشعب الفلسطيني ما قبل النكبة وما بعدها، بعد تحويلها من صور فوتوغرافية إلى رقمية، بهدف حفظ الهوية والتاريخ الفلسطينيين من جهة، ودحض الرواية الصهيونية بـ «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وهو مشروع يوثّق للحياة الفلسطينية بمختلف أشكالها. وحتى الآن، جُمع ما يزيد عن 3500 صورة». ويعتبر المتحف الفلسطيني الصور العائلية طريقة لتوثيق لحظات ثمينة، وهي ذاكرة جمعية للفلسطينيين تصور أحداثاً وأماكن وأنماطاً اجتماعية، وتختزل أحداثاً سياسية ولحظات تاريخية مهمة، خصوصاً أن كثيراً من الصور يتلف مع مرور الوقت، وقد يتغير أصحابها، وقد تضيع إلى الأبد! ويكشف مشروع «ألبوم العائلة»، الكنوز الفوتوغرافية التي يحتفظ بها الفلسطينيون، من خلال إجراء مقابلات مع أصحاب هذه الصور، ومن ثم رقمنتها، وحفظ نسخ عنها ضمن أرشيف خاص، على أمل توثيق صورة بصرية جمعية لجزء من التاريخ والمجتمع الفلسطيني.

مشاركة :