أطلقت الجزائر اليوم الخميس سراح ناشط معارض بارز بعد أن أفرجت في الآونة الأخيرة عن عشرات الأشخاص الآخرين الذين احتجزتهم خلال الاحتجاجات الحاشدة المستمرة منذ عشرة أشهر. يأتي الإفراج عن لخضر بورقعة، بعد مرور ستة أشهر على اعتقاله، في وقت حرج للمواجهة بين الدولة وحركة الاحتجاج التي تفتقر للقيادة في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أُجريت الشهر الماضي ووفاة الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري الأسبوع الماضي. وعرض الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، فتح حوار مع المحتجين. وقال محللون سياسيون في الجزائر إن الإفراج عن المحتجزين ربما يستهدف كسب الدعم في صفوف المعارضين بخصوص إجراء محادثات. وقال المحلل السياسي فريد فراحي “الإفراج عن بورقعة اليوم إشارة طيبة لتهدئة التوتر”. وقال محامون وناشطون إنه تم الإفراج في الآونة الأخيرة عن نحو 35 شابا من المحتجين الذين اعتقلوا خلال الأشهر الماضية. وخرج مئات ألوف المحتجين إلى شوارع الجزائر في فبراير شباط بشكل يومي في البداية ثم أسبوعيا بعد ذلك. ونجحوا في أبريل نيسان في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي. وسعت السلطات، بما فيها الجيش القوي، لتهدئة الاحتجاجات بإلقاء القبض على كثير من حلفاء بوتفليقة بتهم الفساد بينما سمحت باستمرار المظاهرات. وانتُخب تبون في انتخابات وصفتها المعارضة بأنها غير شرعية وطالبت بإرجائها لحين إبعاد كل الطبقة الحاكمة عن السلطة. وفاز تبون بنسبة 58% من الأصوات في انتخابات تفيد النتائج الرسمية بأن نسبة الإقبال على المشاركة فيها بلغت 40%. وكان الجيش، ورئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح الذي توفي بنوبة قلبية الأسبوع الماضي، يدفع من أجل إجراء الانتخابات. وعين الرئيس عبد المجيد تبون اللواء سعيد شنقريحة رئيسا لأركان الجيش بالإنابة بعد وفاة قايد صالح. وكان بورقعة، وهو ناشط سياسي وعسكري جزائري سابق شارك في حرب التحرير الجزائرية في ستينيات القرن الماضي، قد اعتُقل في يونيو حزيران حين بدأت السلطات تلقي القبض على مزيد من المحتجين الذين تدفقوا على الشوارع منذ فبراير شباط.
مشاركة :