أجلت السلطات الإندونيسية عشرات الآلاف من العاصمة جاكرتا، أمس الخميس، بعدما تسببت سيول مدمرة لم تشهدها البلاد منذ عقدين، وانهيارات أرضية في مقتل حوالي 30 شخصاً، وفقدان آخرين، بعدما امتلئت الشوارع بالمياه، وحاصرت السكان، في ظل مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا، وسط توقعات بهطول مزيد من الأمطار. وأحدثت السيول فوضى في مناطق من أكبر مدينة في جنوب شرق آسيا، مع توقف عمل بعض خطوط السكك الحديدية، وانقطاع الكهرباء عن بعض المناطق. وأغرقت السيول أنحاء من جاكرتا وعدداً من البلدات القريبة، بعدما انهمر المطر يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي أول أيام العام الجديد. وأكدت تقارير، إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من جاكرتا وحدها، وهروب عشرات الآلاف من السكان إلى ملاجئ مؤقتة، بعد دمار كثير من المنازل، جراء أكثر الفيضانات دموية منذ عقدين. وأظهرت مقاطع مصورة، منازل وسيارات مغطاة بالمياه الموحلة، فيما لجأ بعض الأشخاص إلى استخدام قوارب مطاطية صغيرة، وإطارات للتنقل. وبعد تراجع المياه من الشوارع في بكاسي، على مشارف جاكرتا، تكشفت مشاهد الشوارع الممتلئة ببقايا جرفتها المياه، والسيارات المكدسة فوق بعضها بعضاً. وأظهرت الآثار على المباني، وصول ارتفاع المياه حتى الطبقة الثانية. واستخدمت فرق الإغاثة قوارب مطاطية لإجلاء السكان العالقين في بيوتهم، من بينهم أطفال وكبار في السن. وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام عملية إنقاذ مؤثرة لطفل من طرف عناصر الإغاثة الذين ساروا تحت المياه التي غمرتهم حتى أعناقهم، ثم نقلوا الطفل إلى بر الأمان عبر حوض صغير. (أ ف ب)
مشاركة :