تهدف الضربة الامريكية لردع خطط الهجوم الإيرانية المستقبلية، وفق بيان الوزارة الذي تعهد بان الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات لحماية مواطنيها ومصالحها حول العالم. وتصاعدت التوترات في أعقاب حملة "الضغط القصوى" التي بدأت في أيار/مايو 2019، وتعرض ست ناقلات نفط لهجمات في مضيق هرمز في الخليج العربي واسقاط القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني طائرة استطلاع أمريكية. وتضامنا مع الموقف الإيراني، أصدرت مجموعات شيعية مسلحة سواء ضمن تشكيلات هيئة الحشد الشعبي أو ضمن ما يعرف باسم فصائل المقاومة الإسلامية، العديد من التصريحات والبيانات التي تعلن وقوفها إلى جانب إيران واستعدادها لضرب المصالح الامريكية في العراق مع نشاط واسع داخل مجلس النواب لتمرير مشروع قرار يقضي بدعوة الحكومة المركزية القوات الأجنبية لمغادرة العراق. يُنظر إلى اللواء سليماني، قائد فيلق القدس، بانه القائد العسكري الإيراني الأكثر أهمية من بين قادة الحرس الثوري الذين لعبوا ادورا ساهمت في تعزيز نفوذ إيران في المنطقة من خلال تشكيل ودعم عشرات المجموعات الشيعية المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن. كما أسس سليماني مناطق نفوذ متقدمة لمجموعات شيعية مسلحة متعددة الجنسيات في سوريا التي يراد لها ان تكون منطلقا لهجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة على إسرائيل. ويسود اعتقاد على نطاق واسع في الأوساط العراقية، ان سليماني ساهم بشكل رئيسي بعد أحداث الموصل 2014 في تشكيل ودعم وتسليح فصائل الحشد الشعبي والدفع بقيادات أجنحتها السياسية إلى صدارة المشهد السياسي في الحكومة ومجلس النواب. ومنذ بدء الاحتجاجات في بغداد والمحافظات الجنوبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2019، ضد الأحزاب السياسية الحليفة لايران، واصلت طهران اتهام الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى بالوقوف خلف هذه الاحتجاجات التي رفعت شعارات مناهضة للوجود والتدخلات الإيرانية في العراق. وتعتقد الولايات المتحدة بوجود حملة استهداف منظمة لقواتها في العراق منذ بدء الاحتجاجات. **27 هجوما وتعرضت القوات الامريكية في العراق "لنحو 27 هجوما منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول"، حسب تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، كان اخرها الهجوم بأكثر من 30 صاروخا على قاعدة عسكرية عراقية تستضيف قوات أمريكية اسفر عن مقتل مقاول أمريكي واصابة اخرين ردت عليه الولايات المتحدة بضربات جوية استهدفت مواقع تابعة لفصائل الحشد الشعبي في سوريا والعراق. ونفذت الولايات المتحدة مساء الاحد، 29 ديسمبر/كانون الأول نفذت خمس ضربات جوية على مواقع لمخازن أسلحة وللقيادة والسيطرة التابعة لكتائب حزب الله بعد يومين من مقتل المقاول الأمريكي في احدى القواعد العسكرية قرب مدينة كركوك. وهددت كتائب حزب الله العراقي على لسان أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، بـ "رد قاس" على القوات الأمريكية في العراق. ويتمركز في العراق منذ انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد تنظيم داعش نهاية عام 2017، أكثر من خمسة الآف جندي يجري تعزيزهم بجنود إضافيين يقدرون بالمئات اتجهوا إلى العراق ودول المنطقة بعد محاولة اقتحام السفارة الامريكية في بغداد، في 31 ديسمبر كانون الأول. وخلال اليومين الماضيين، عززت الولايات المتحدة قواتها الموجودة في العراق بنحو 100 جندي، بالإضافة إلى نشر أكثر من 750 جنديا من القوات المحمولة جوا في الكويت لضمان الاستجابة السريعة للرد على اية هجمات جديدة محتملة. ومع مواصلة تدفق القوات الامريكية إلى المنطقة، لا تزال الولايات المتحدة تتخوف مما تعتقده بوجود استعدادات إيرانية لشن المزيد من الهجمات على المصالح الامريكية من خلال القوات الحليفة لها بعد يومين على محاولة اقتحام السفارة الامريكية في بغداد من قبل مقاتلي عدد من فصائل الحشد الشعبي بعد تعرض مواقع تابعة لكتائب حزب الله لضربات جوية. وفي مقابل حقيقة ان مقتل سليماني سيؤدي بشكل ما إلى اضعاف قوة ونفوذ الأحزاب السياسية والقوات الحليفة لإيران، فان الحقيقة الأخرى ان العراق والمنطقة، خاصة مياه الخليج العربي، ستشهد اعمالا عسكرية متبادلة بين الولايات المتحدة والحشد الشعبي. وجاءت الضربة الجوية التي اسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، والذي ينظر اليه بانه القائد الفعلي للحشد الشعبي، بعد ساعات فقط من تهديدات وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر بان قوات بلاده مستعدة لتكثيف نشاطاتها لطرد القوات الحليفة لإيران إلى خارج العراق، مع "اتخاذ إجراءات وقائية" قد تشمل العمل العسكري اذا اكتشفت الولايات المتحدة ان هناك هجوما وشيكا. واتهم اسبر بعد ساعات من الضربة الجوية، قاسم سليماني بانه ""يطور نشاطات خبيثة" لمهاجمة القوات والمصالح الامريكية في العراق والمنطقة. وفي إشارة إلى مقتل سليماني، كتب وزير الدفاع الأمريكي تغريدة أشار فيها إلى ان "قواعد اللعبة قد تغيرت"، وان بلاده على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري للدفاع عن موظفي ومصالح وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة. من شأن مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس وقادة آخرين حلفاء لإيران ان يزيد من حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى مستويات غير مسبوقة منذ اعلان الرئيس الأمريكي الغاء الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات الامريكية وتشديدها ضمن حملة "الضغط القصوى". ومن المؤكد ان مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس وقيادات أخرى سيشكل تصعيدا كبيرا في الصراع القائم أصلا بين الولايات المتحدة وإيران، وستتخذ أساليب جديدة من كلا الطرفين قد يكون عبر عنها وزير الدفاع الأمريكي بان "قواعد اللعبة قد تغيرت". وتزداد المخاوف في عموم المنطقة من تداعيات مقتل سليماني واحتمالات دخول الولايات المتحدة وإيران في مرحلة جديدة من الاعمال الانتقامية المتبادلة في العراق وفي المنطقة أيضا. من المتوقع ان ساحة المواجهات "المحتملة" ستمتد من العراق إلى جغرافيات أخرى تشمل جميع مناطق النفوذ التقليدي للحرس الثوري الإيراني في مضيقي هرمز وباب المندب وفي العراق وسوريا، وكذلك على الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان وقطاع غزة. ---------- الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن سياسة الأناضول التحريرية الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :