استجابة للدعوة الموجهة من قبل الأمم المتحدة، شاركت مملكة البحرين ممثلة بالرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية السيد محمد علي القائد في (منتدى أستانا العالمي للاقتصاد 2015) الذي أقيم في أستانا بجمهورية كازاخستان خلال الفترة 21-22 مايو الجاري تحت رعاية فخامة الرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان وبحضور عدد كبير من أصحاب السعادة والسمو والمعالي رؤساء الدول ورؤساء الوزراء، وممثلين عن منظمات عالمية وإقليمية وممثلين عن القطاع الخاص إلى جانب نخبة من الخبراء من مختلف المؤسسات الأكاديمية والعلمية وبحضور أكثر من ثلاثة آلاف مشارك من مختلف دول العالم. تنبع أهمية هذا المنتدى لكونه حدثاً عالمياً تجتمع تحت سقفه كوكبة من المعنيين في مجال التنمية المستدامة مما يتيح فرص النقاش وتبادل الأفكار وإثراء الجلسات باستعراض التجارب الناجحة للدول بغرض الاستفادة منها، كما يعد فرصة لتسليط الضوء على دور القطاع الخاص في هذا المجال كونه شريكاً فاعلاً إلى جانب القطاع الحكومي الأساسي، مع طرح لبعض المسائل الهامة كدور وسائل التواصل الاجتماعي والحكومات الإلكترونية في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في الدول. ضم المنتدى العالمي عدد 22 ورشة عمل متنوعة تصب في مجال التنمية المستدامة تناولت مواضيع اقتصادية وتنموية متنوعة، تواصلت بالتوازي على مدى يومين كاملين وكان للمشاركين دور كبير في إثراء محتوى المواضيع المطروحة للنقاش، وتضمن المنتدى في اليوم الأول ضمن الورشة التي يشرف عليها الأمم المتحدة على جلسة نقاشية دارت حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تمويل عملية التنمية المستدامة، أما الجلسة الثانية فقد كانت عن البيانات الحكومية المفتوحة ودورها كدعامة للتنمية المستدامة والجلسة النقاشية الأخيرة لليوم الأول تمحورت حول دور القطاع الخاص في دعم التنمية المستدامة، واشتمل برنامج اليوم الثاني على الافتتاح الرسمي للمنتدى جلسة عامة بحضور ومشاركة الرئيس الكازاخستاني وعدد من كبار القادة العالميين، وشهد اليوم الثاني بعد حفل الافتتاح الرسمي جلسة ختامية للورشة التي يشرف عليها الأمم المتحدة تم خلالها تلخيص النتائج الرئيسيةللمؤتمر ووضع التوصيات الختامية. وقد شارك السيد محمد علي القائد في الجلسة الثالثة من اليوم الأول للحديث عن دور القطاع الخاص في دعم عملية التنمية المستدامة، مستعرضاً تجربة البحرين الرائدة في هذا المجال وإمكانياتها التي وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، حيث استخدمت تقنية المعلومات والاتصالات كأداة رئيسية في دعم المجتمع لخلق وسيلة مستدامة للحياة، ولعب القطاع الخاص دورا هاما في تعزيز التكنولوجيا، متوقعاً أن تظل نسبة مساهمة القطاع الخاص منالناتج المحلي الإجمالي مرتفعة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020. وخلال مشاركته في الجلسة، استعرض القائد استراتيجية الحكومة الإلكترونية لمملكة البحرين 2016 مشيراً إلى ما تنص عليه من اقامة شراكة متكافئة وفعّالة ما بين القطاع العام والخاص لضمان حياة أفضل للمواطنين كما تسعى لزيادة الشراكات مع القطاع الخاص ورفع مستوى الجاهزية في مجال تقنية المعلومات، ومن خلال دعمها لريادة الأعمال والابتكار فقد قامت هيئة الحكومة الإلكترونية بالتنسيق مع بعض الجهات في القطاع الخاص مستدلاً بتجربتهم مع بنك البحرين للتنمية وتقديم الدعم اللازم من خلال توفير برنامج متكامل يقدم خدمات التدريب والاستشارة والاحتضان والتمويل وتحويلها إلى مشاريع تجارية، وذلك بكلفة تصل إلى 178,360 ألف دينار بحريني وبمعدّل 20 ألف دينار للمشروع الواحد. وقال أن نجاح استراتيجية الحكومة الإلكترونية الجديدة تتطلب وجود بيئة متقدمة لتقنيةالمعلومات والاتصالات، تسهيلاً لزيادة روح المبادرة والابتكار، وعليه انطلقت مبادرة"المعلومات المفتوحة" التي تسمح بعرض البيانات الحكومية للعامة من خلال التطبيقات الإلكترونية لزيادة الشفافية والمشاركة ما بين الطرفين، كما تمكن هذه المبادرة من إعداد التقارير والإحصائيات اللازمة التي تصب في نطاق التطوير، وكل ذلك يأتي استكمالا لما بنيناه خلال خطتنا الاستراتيجية الاولى. كما أبدى القائد خلال حديثه فخره واعتزازه بالمستوى المتقدم الذي وصلت له البحرين في مجال التبادل المعرفي وتطوير السوق إذ أن هيئة الحكومة الإلكترونية عملت خلال السنوات القليلة الماضية على جعل اسم البحرين رائداً بين الدول وقد ترجم هذا الامر إلى واقع ملموس من خلال ما أقامته من مؤتمرات ومعارض مختلفة منها منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية ومعرض البحرين لتقنية المعلومات وغيرها، مما جعل المملكة مثالاً يحتذى به بين الدول وتجربة رائدة يسعى الآخرون لانتهاج نهجها. وأشار القائد خلال حديثه إلى إن حكومة البحرين تؤمن بالدور الكبير الذي يلعبه القطاع الخاص في توفير حياة أفضل للمواطنين، مؤكداً على الاستمرارية في استقطاب استثمارات جديدة في القطاع الخاص من أجل الاستفادة من الأموال في تطوير شبكات الحكومة الإلكترونية والعمل على جذب خبرة القطاع الخاص بما فيها التكنولوجيا والابتكار في تصميم الشبكات الإلكترونية والقنوات والخدمات، والاستفادة من خبرات القطاع الخاص في مجال التسويق وخدمة العملاء، وخفض التكاليف في تقديم الخدمات العامة أو تنفيذ الإجراءات الإدارية وغيرها. هذا وقد تم عقد جلسة نقاشية قبل يوم من بدء المنتدى اقيمت تحت رعاية سعادة وزير الاستثمار والتنمية الكازاخستاني حول استراتيجية الحكومة الإلكترونية الكازاخستانية للاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال. ويذكر أن تجربة البحرين في مجال الحكومة الإلكترونية قد لاقت إعجاباً كبيراً من المشاركين، ما جعلها مركزاً لاستقطاب الوفود العالمية للاستفادة والاستزادة بهذه التجربة كما حظيت مملكة البحرين بالإشادة في عدد من الكلمات والمحاضرات التي ألقيت خلال المؤتمر، والتي أظهرت خلالها الإعجاب بالإنجازات الكبيرة المتحققة في مملكة البحرين خلال وقت قياسي، حيث تم طلب إرسال وفد عالمي لزيارة مملكة البحرين لدراسة هذه التجربة عن قرب. وعلى هامش الزيارة، قام السيد محمد علي القائد بجولة في عدد من المراكز الحكومية في الجمهورية مثل مركز الخدمات الشامل ومركز المرور الشامل ومركز الاتصال الوطني للاطلاع على تجربة الحكومة الكازاخستانية في مجال الحكومة الإلكترونية وتبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال.