تحوّل سليماني؛ خلال السنوات الماضية، إلى "رأس حربة إيران"، حيث امتدت أصابعه إلى جبهات عدة بهدف العمل على تعزيز نفوذ طهران في دول عربية عدة، تشمل: العراق وسوريا واليمن ولبنان. و ظل اسم سليماني لصيقاً بدوائر ميليشيات الإرهاب في عددٍ من دول العالم، على حد قول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. ففي عام 1979، انضم الجنرال سليماني؛ الذي كان آنذاك شاباً يتحدر من عائلة فقيرة في جنوب شرقي ايران، إلى الحرس الثوري، قبل أن يقاتل في الحرب العراقية - الإيرانية خلال الثمانينيات، وفي 1998 برز اسمه بشكلٍ أكبر، حين جرى تعيينه قائداً لـ "فيلق القدس". ولم تقتصر أدوار سليماني؛ على الجبهات والمعارك فقط، وإنما أُسندت إليه كذلك أدوار سياسية أخرى، مثل سحق عددٍ من التظاهرات السلمية في إيران، وتنفيذ اغتيالات ضدّ معارضين إيرانيين في الخارج. السفاح الإيراني "قاسم سليماني"؛ الذي عاث فساداً في العواصم العربية، يُعتقد على نطاق واسع أنه أبرز القادة العسكريين الإيرانيين المفضلين لدى المرشد علي خامنئي؛ وهو أحد الجنرالات الثلاثة عشر الكبار في المؤسسة العسكرية بإيران، وهي أعلى رتبة عسكرية في الجيش الإيراني. ويملك قاسم سليماني؛ الميزة المضافة التي تتمثل في قيادة قواته العسكرية الخاصة، والمعروفة إعلامياً باسم "فيلق القدس" الذي لا يتلقى أوامره إلا من خامنئي شخصياً.. إضافة إلى ذلك، عندما يتعلق الأمر بميزانية "فيلق القدس"، يحصل قاسم سليماني؛ على ما يشبه الـ "شيك على بياض". ووفقاً للرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي؛ يدير قاسم سليماني؛ وزارة خاصة للخارجية، حيث يجري تعيين المبعوثين الخاصّين للجمهورية الإسلامية في العراق، وسوريا، ولبنان، والأردن، واليمن، وأفغانستان. حتى وقت قريب، كان قاسم سليماني؛ يصف الاستثمارات في مشروع بناء الإمبراطورية الإيرانية الخاصة بأنها مكللة بكل نجاح. وقال آية الله علي يونس؛ واصفاً الأمر: «اليوم، وبفضل الجنرال سليماني؛ صارت لنا السيطرة الخالصة على أربع عواصم عربية: بيروت، ودمشق، وبغداد، وصنعاء». وسيطر قاسم سليماني؛ على عدد من الميليشيات الشيعية العراقية، ومن أبرزها «عصائب أهل الحق»، و«الحشد الشعبي»، وما تبقى من «لواء بدر». وتقول "واشنطن بوست" إن سليماني؛ كان مسؤولاً عن "عمليات إيران السرية في الخارج"؛ ما جعله يتمتع بنفوذ دبلوماسي أكثر من وزير الخارجية جواد ظريف. وتابعت: "نفوذ سليماني في الشرق الأوسط واضح للغاية، كما أن طموحاته كانت كبيرة، إذ كان يستهدف كذلك دولاً في آسيا وأمريكا اللاتينية". وفي أعقاب حادث الاغتيال، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن سليماني كان يعمل بنشاط ودأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة. وأشار بيان "البنتاجون" إلى أن سليماني وعناصر فيلق القدس "مسؤولون عن مقتل المئات من أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف"، موضحاً أن "تلك الميليشيات الإيرانية كانت قد شنّت هجمات على قواعد التحالف في العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية". كما قال "البنتاجون" إن "سليماني كان قد أعطى الضوء الأخضر للهجمات التي قام أنصار (الحشد الشعبي) بتنفيذها على السفارة الأمريكية في بغداد". هذا ويرجّح محللون أن النظام الإيراني لن "يجد بديلاً" لسليماني؛ الذي كان "شخصية فريدة"، حسب وصفهم.
مشاركة :