خاتم ذات فص أحمر من الأحجار الكريمة كان الدليل الدامغ للتعرف على جثة القائد الإيراني قاسم سليماني الذي اغتيل في الساعات المبكرة من صباح اليوم الجمعة ، بعد أن نسفت سيارته التي كانت تقله من مطار بغداد عبر 4 صواريخ أطلقت من طائرة امريكية بدون طيار في حدث اصبح حديث العالم بأسره.يزين الخاتم الذي ارتداه القائد الإيراني المغتال، بفص من الأحجار الكريمة التي يطلق عليها حجر العقيق السليماني وينتمي هذا الحجر إلى عائلة الكوارتز، تقدر صلابته 7 درجات على مقياس موس للصلابة ويتم تمييزه من خلال وجود علامات عليه شبيهه “بالعين.وبحسب المعلومات المتداولة يعد حجر العقيق الأحمر أكثر أنواع العقيق إستخدامًا في صناعة المجوهرات والحلي في الشرق الأوسط على الإطلاق، يعد من الأحجار شبه الكريمة شبه الشفافة ويميل بين اللون الداكن والفاتح بناء على ظروف التكوين، يتخلله أحيانًا أنماط من اللون الأسود والشوائب المعدنية. يستخدم العقيق الأحمر اليماني نسبة إلى مكان استخراجه في اليمن والعقيق الأحمر الكبدي داكن اللون والعقيق الأحمر البرقوقي فاتح اللون في صناعة الخواتم بالمقام الأول مقارنة بأنواع المجوهرات الأخرى. ويروج معتقد وخرافات حول تسمية هذا النوع من الخواتم المزينة بالأحجار الكريمة بالسليماني نسبة إلى النبي سليمان وما عرف عنه حول قدرته في إخضاع الجان له وتنفيذ أوامره وما إلى ذلك من قدرات خارقة مثل التحدث إلى الحيوانات كما ذكر في القرآن الكريم. ومثال على ذلك عندما أتى الهدهد إلى النبي سليمان ليخبره بأنه رأى ملكة لها عرش عظيم على اليمن وأن قومها يعبدون الشمس دون الله، مما أغضب النبي عندما سمع هذا القول حتى أرسل رسالة إلى تلك الملكة يطالبها بالإيمان بالله والإسلام.أبت الملكة في ردها وأرسلت إلى النبي سليمان هدايا وأحجارا كريمة لتتجنب حدوث حرب معه من ناحية ولكي تختبر صدق ما يدعو من ناحية أخرى. رفض النبي سليمان إستلام ما أرسلت له، فأمنت الملكة سبأ بما يدعو إليه النبي، حتى طلب بعد ذلك النبي سليمان من الجن أن يأتي إليه بعرش بلقيس حتى يبهرها بمدى قدرة الله عز وجل، وقد قام الجن بإحضار العرش بالفعل وبسرعة قبل أن تطرف عين النبي سليمان. وقد أمر سليمان من الجان أيضًا أن يقوموا بتشييد قصر عظيم من الزجاج وعلى الماء لإستقبال تلك الملكة وقد قاموا بطاعة أوامره وتنفيذه كما طلب.لتشكل المعتقدات السائدة في البقاع العربية في هذا العصر على أساس تلك القصة وما أضيف عليها عبر التاريخ من قبل مقتني تلك الأحجار يستخرج أغلب أحجار العقيق السليماني من اليمن كما يفضل مقتنيه حيث طبقًا للمعتقدات هذا هو المصدر الأساسي لها لأنها المكان الذي حدثت فيه قصة النبي سليمان وملكة سبأ. وعلى الرغم من ذلك يمكن العثور على تلك الأحجار بعدد من الدول الأخرى التي يتم منها إستخراج أحجار العقيق عامة مثل العراق والهند والولايات المتحدة الأمريكية. وتوجد تلك الأحجار تحديدًا في الجبال والصحاري في صورتها الطبيعية، ليتم بعد إستخراجها والعثور عليها القيام بعمليات تهيئتها وصقلها وتلميعها.يتكون العقيق الأحمر في الطبيعة في فراغات الصخور الرسوبية (الماجما) ليتشكل أثناء مرور الزمن ثم يتم جرفه بالمياه أثناء هطول الأمطار والسيول. وجد أن هذا النوع من العقيق تم إستخدامه منذ 3000 عام قبل الميلاد في الحضارات السحيقة بمصر القديمة والعراق في صناعة التماثيل والإكسسوارات والحلي. يعتقد الكثيرون بالعصر الحالي في قدرات الحجر على علاج الأمراض وجلب الحظ والرزق طبقًا للأساطير القديمة.تم إستخدام أحجار العقيق الأحمر منذ ألاف السنين في صناعة الخرز في بلغاريا، تحديدا منذ الأسرة النيوثولوكية المبكرة. عادة كان يتم قطع العقيق الأحمر على هيئة أوجه منتظمه 16 + 16 بإجمالي 32 وجه على كل جانب من الخرزة. تم العثور على دلائل تؤكد إستخدام الأحجار في تزيين المقابر وغرف الدفن التي بنيت في الأزمنة السحيقة في أوروبا، كما تم العثور على الكارنيليان (أحجار العقيق الحمراء) في الإكتشافات الأثرية التي أوضحت أنه كان يستخدم في الديكور منذ العصر البرونزي 1800 قبل الميلاد.كما أستخدم أثناء العصر الروماني في صناعة الجواهر والأختام التي تستعمل في توثيق الأوراق ذات الأهمية، حيث كان الشمع الساخن لا يلتصق بالعقيق الأحمر. كذلك استخدم الفراعنة في مصر القديمة الأحجار في صناعة الأختام والمنحوتات وبالاخص الجعران.
مشاركة :