حالة من الاحتفاء الخاص حققها فيلم «ستموت في العشرين» لمخرجه السوداني أمجد أبوالعلا، الذي يطرح تجربته الأولى في مجال الأفلام الروائية الطويلة، بعد سلسلة من التجارب الفنية الناجحة سواء في المسرح أو الأفلام الوثائقية وغياب استمر لما يزيد على 20 عاماً للفيلم السوداني، ما يفتح باب التساؤلات عن مستقبل المواهب والطاقات الشابة التي يمكن أن تجد طريقها إلى النجاح، بعد أن استطاع أمجد أبوالعلا أن يحقق المعادلة الصعبة في الحصول على التمويل الخاص بالإنتاج المشترك، ويقدم عملاً سينمائياً من صميم الواقع السوداني. عبر الهاتف ومن الخرطوم، توفّرت لنا فرصة الحديث مع المخرج السوداني أمجد أبوالعلا، الذي يتحضر مع بداية العام الجديد، للعودة إلى دبي، ليقدم عمله الروائي الأول لجمهور الإمارات، كاشفاً عن حزمة من التفاصيل والأحداث التي رافقت ولادة فيلمه السينمائي الناجح. شجاعة في البداية، عبّر أبوالعلا عن فرحته الغامرة بنيل فيلمه الروائي الأول هذا العدد من الجوائز العالمية، بداية من جائزة أسد المستقبل التي حصدها في مهرجان البندقية السينمائي لأفضل عمل سينمائي أول، وجائزة نجمة الجونة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة عن العمل الأول، وصولاً إلى جائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الأخيرة، وغيرها من الجوائز السينمائية في فرنسا والهند، ولفت مخرج العمل إلى أن «التحدي الأول ارتبط بإيجاد آليات تدفع الجهات الإنتاجية لدعم السودان بتجربته الأولى في مجال السينما، في ظل غياب بنية تحتية فنية واضحة في بلد محاصر بالعقوبات الأجنبية، ما دفعنا إلى تعمد اختيار عدد من المنتجين الذين يجيدون التعامل مع مثل هذه الظروف ممن يمتلكون تجارب سينمائية ناجحة كالمنتج حسام علوان الذي له عملان ناجحان هما (علي معزة وإبراهيم)، و(زهرة الصبار)، إلى جانب منتج فرنسي ومنتجة نرويجية لديها تجربة سابقة في مجال إنتاج الأفلام العربية»، ويضيف أبوالعلا «كان من حق الجميع الشعور بعدم الاطمئنان، خصوصاً في مسألة التمويل وتفاصيل إرسال الأموال قبل بداية التصوير، الأمر الذي دفعني لأقوم قبل ثمانية أشهر بعقد جلسات تصوير فوتوغرافي للممثلين المشاركين وبملابس الفيلم وبيئته الحقيقية، كنوع من طمأنة المنتجين الذين يغامرون بإنتاج فيلم وسط نظام كان يحكم السودان بطريقة لا تخفى على أحد». تحديات بالجملة حول ظروف التصوير في منطقة الجزيرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، والصعوبات التي واجهت اختيار نجوم الفيلم، لفت أبوالعلا إلى عدم وجود ممثلين سينمائيين في السودان، لغياب هذه الصناعة لسنوات عديدة، الأمر الذي اضطره إلى اعتماد تجارب الأداء كأسلوب أساسي لاختيار الوجوه الجديدة، قائلاً «بعد اختيار الوجوه الجديدة والمخضرمة، عملنا لمدة عام كامل على مسألة التدريبات الأسبوعية، التي اختتمتها في الشهر الأخير بجلسات حوارية استعنت فيها بخبرة الصديق النجم محمود حميدة إلى جانب مدربة التمثيل الأستاذة سلوى محمد علي، للتعرف بشكل أوسع على تكنيك العلاقة بين الممثل والسينما»، ويكمل أبوالعلا قائلاً إنه «بعد الانتهاء من هذه المهمة كان علينا مواجهة مسألة عدم توفر أدوات تصوير في السودان، الأمر الذي اضطرني إلى الاستعانة بخدمات إحدى الشركات الفرنسية العريقة في المجال، وشحن ما يصل إلى أربعة أطنان من معدات الإضاءة والتصوير، التي علقت بدورها ولأسباب أمنية لمدة 10 أيام في مطار الخرطوم، الأمر الذي اضطرني إلى تصوير المشاهد الخارجية للفيلم أولاً، هذا عدا مشكلات تأشيرات الدخول الخاصة بالفريق المصري والفرنسي واللبناني، التي أخرت التصوير لمدة أربعة أشهر، إلى جانب مشكلة تحويل أموال تمويل الفيلم ومسألة تغير سعر صرف الدولار وصعوبة تحويله في ظل العقوبات الأميركية على السودان في تلك الفترة». صداقة إماراتية وعما أثير حول تعديل سيناريو الفيلم والمدة التي تطلَّبها ذلك بمشاركة السيناريست الإماراتي يوسف إبراهيم، توقف المخرج السوداني عند علاقة الصداقة القديمة التي تجمعه بصاحب «حلم»، أول فيلم إماراتي يعرض في صالات السينما في عام 2005، شارحاً «نحن أصدقاء منذ أكثر من 10 أعوام لذا كان من السهل عليّ أن أعرض عليه فكرة كتابة سيناريو مستوحى من مجموعة قصصية، وعملنا لمدة عامين على كتابة 11 نسخة من السيناريو، وذلك بعد أن قدمنا هذه النسخ أمام عدد من ورش تطوير السيناريو في الأردن وفرنسا وجنوب إفريقيا، كما قمنا بعرضها على عشرات الأصدقاء من النقاد والعاملين في المجال ومنتجين من فرنسا وألمانيا وعدد من الدول». «وداعاً جوليا» خص المخرج السوداني «الإمارات اليوم» بالحديث عن مشروعه السينمائي المقبل، الذي يتصدى فيه لإنتاج فيلم سوداني جديد يحمل عنوان «وداعاً جوليا» للمخرج محمد كردفاني في مفاجأة غير متوقعة يشرح أسبابها، قائلاً «قد ينزعج البعض من خطوتي القادمة في إطار الإنتاج، إلا أنني على قناعة بأنني مطالب بالإسهام في دفع عجلة الإنتاج السينمائي في بلدي من خلال ما أملكه من تجربة ناجحة في مجال تطوير المشروعات، وأعتقد أنني أريد تقديم مخرج سوداني أثق بقدرته على تقديم مشروع سينمائي قيم يسلط الضوء على معاناة امرأتين من موضوع (انفصال السودان)»، كاشفاً أيضاً عن مشروع فيلم جديد آخر هو «كلاب الخرطوم» الذي ولدت فكرته أثناء معايشة المخرج ليوميات الثورة في بلده، واضطراره إلى قطع عملية مونتاج فيلمه الأخير للمشاركة في التظاهرات مع شباب بلده في الشوارع والساحات، وسيتناول فيه اشتعال الثورة وتفاصيل نجاح الشباب السوداني في الاستمرار في ظل القمع. 4 أطنان من معدات الإضاءة والتصوير علقت لأسباب أمنية لمدة 10 أيام في مطار الخرطوم. تعاونت مع السيناريست الإماراتي يوسف إبراهيم، وعملنا لمدة عامين على كتابة العمل.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :