النفط يقفز 4 % بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف الإمدادات

  • 1/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت أسعار النفط مكاسبها القوية أمس لتقفز بأكثر من 4 في المائة، وسط مخاوف من تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتعطل إمدادات الخام، وبيانات المخزونات الأمريكية. وبحسب "رويترز"، صعد خام برنت إلى 69.5 دولار للبرميل، في أعلى مستوياته منذ منتصف أيلول (سبتمبر)، وفي وقت سابق من الجلسة ارتفع الخام 4.2 في المائة بما يعادل 2.83 دولار للبرميل إلى 69.08 دولار. وزاد خام غرب تكساس الوسيط 2.53 دولار أو 4.1 في المائة إلى 63.71 دولار للبرميل، بعد أن قفز في وقت سابق إلى 64.09 دولار للبرميل، أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2019. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وهبطت مخزونات الخام 11.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ27 من كانون الأول (ديسمبر) إلى 429.9 مليون برميل، بينما كانت توقعات محللين تشير إلى انخفاض قدره 3.3 مليون برميل. وهذا هو أكبر هبوط أسبوعي في مخزونات الخام الأمريكية منذ حزيران (يونيو) 2019، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار 1.4 مليون برميل الأسبوع الماضي. وارتفع استهلاك مصافي التكرير من الخام بواقع 303 آلاف برميل الأسبوع الماضي مع زيادة معدلات تشغيل 1.2 نقطة مئوية. وزادت مخزونات البنزين الأمريكية 3.2 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 242.5 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع قدره 1.8 مليون برميل. وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 8.8 مليون برميل إلى 133.7 مليون برميل مقابل توقعات بزيادة قدرها 1.1 مليون برميل، فيما هبط صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.52 مليون برميل. وارتفعت صادرات الولايات المتحدة من النفط الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى مسجل، فقد زادت إلى 4.46 مليون برميل يوميا، وهبط صافي واردات الولايات المتحدة إلى 1.89 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى مسجل. في المقابل، انخفضت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأقل من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي. وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، عن انخفاض مخزونات الغاز الطبيعي بمقدار 58 مليار قدم مكعبة في عام ليصل إلى 3192 مليار قدم مكعبة. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى انخفاض مخزونات الغاز الطبيعي بنحو 60 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي. وعلى أساس سنوي، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 484 مليار قدم مكعبة في الأسبوع الماضي مقابل ذات الأسبوع من عام 2018. وارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم شباط (فبراير) بنحو 0.2 في المائة ليصل إلى 2.13 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وحول تصاعد التوترات الجيوسياسية المؤثرة في سوق النفط، توقع هنري روم محلل شؤون إيران لدى أوراسيا: "صدامات متوسطة إلى منخفضة المستوى تستمر لما لا يقل عن شهر ومن المرجح أن تقتصر على العراق". وأفادت وزارة النفط العراقية أن العشرات من المواطنين الأمريكيين العاملين لدى شركات النفط الأجنبية في مدينة البصرة النفطية في الجنوب غادروا البلاد أمس. وقال مسؤولون عراقيون إن الإجلاء لن يؤثر في العمليات ولا الإنتاج أو الصادرات، ويبلغ إنتاج نفط العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول، نحو 4.62 مليون برميل يوميا، بحسب مسح أجرته "رويترز" لإنتاج "أوبك". وامتنع متحدث باسم "بي.بي"، التي تدير حقل نفط الرميلة العملاق في البصرة، عن التعقيب، وبلغ إنتاج الرميلة نحو 1.5 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل). وأشارت مجموعة الطاقة الإيطالية "إيني" إلى أن العمل "يمضي كالمعتاد" في حقل نفط الزبير العراقي، الذي حقق لإيني إنتاجا صافيا بلغ نحو 34 ألف برميل يوميا العام الماضي، وهو جزء من إجمالي إنتاج الحقل، وتؤكد "إيني" أنها تراقب الوضع في العراق عن كثب. وذكرت "جينل"، وهي منتج للنفط في إقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق، أن عملياتها مستمرة بصورة طبيعية، فيما أوضحت "جلف كيستون بتروليوم"، التي تعمل أيضا في كردستان أنه "في ظل هذه الأحداث في جنوب العراق، تتابع جلف كيستون الوضع عن كثب والعمليات في حقل شيخان تجري كالمعتاد". وتلقت أسعار النفط كذلك الدعم من قرار بنك الشعب الصيني في وقت مبكر من الأسبوع الماضي بشأن خفض الاحتياطي الإلزامي للمصارف، الأمر الذي من شأنه توفير نحو 800 مليار يوان (115 مليار دولار) من السيولة لدعم الاقتصاد المتباطئ. وذكر مسح حديث أن إنتاج الدول المصدرة للنفط "أوبك" تراجع خلال الشهر الماضي، بقيادة السعودية والإمارات. وبحسب مسح أجرته وكالة "بلومبيرج"، فإن متوسط إنتاج الدول الأعضاء في أوبك والبالغ عددهم 14 دولة بلغ 29.55 مليون برميل يوميا خلال الشهر الماضي، بانخفاض 90 ألف برميل عن الشهر السابق له. وكانت "أوبك" وحلفاؤها قد اتفقوا على تعميق خفض إنتاج النفط بداية من الشهر الجاري حتى نهاية الربع الأول بمقدار 500 ألف برميل يوميا إلى 1.7 مليون برميل يوميا. وعمقت "أوبك" وحلفاؤها خفض الإمدادات العالمية، ما دفع سعر "برنت" إلى الارتفاع 23 في المائة على الرغم من ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي وتباطؤ الطلب. وأظهر المسح أن السعودية، أكبر منتجي "أوبك"، خفضت إنتاجها إلى 9.83 مليون برميل يوميا، كما قلصت الإمارات إنتاجها النفطي بمقدار 60 ألف برميل يوميا إلى 3.04 مليون برميل يوميا. وأبدت العراق لفتة نحو الامتثال باتفاقية خفض الإنتاج من خلال كبح 60 ألف برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر) ليتراجع إنتاجها إلى 4.65 مليون برميل يوميا.

مشاركة :