أكد محمد القاضي مدير عام صندوق الوطن، أن الصندوق جمع 830 مليون درهم في أقل من 3 سنوات منذ تدشينه، بمساهمة 115 جهة وفردا، مما يجعله أكبر صندوق عالمي من حيث عدد المساهمين فيه. وأوضح في حوار مع «الاتحاد»، أن الصندوق أصبح على الصعيد العالمي مثالا للشراكة في العمل الخيري، حيث لا توجد مؤسسة في العالم جمعت ما جمعه صندوق الوطن من مؤسسات وجهات كبيرة على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الجهات المانحة ما زالت تقدم الدعم بزيادة أكثر عما كانت عليه في الأعوام الماضية، حيث كان الهدف الأول الوصول إلى نسبة نصف مليار درهم، ولقد اجتزنا ذلك في وقت قياسي جدا ونهدف للوصول إلى مبلغ مليار درهم في بداية العام المقبل. وأضاف القاضي: «في صندوق الوطن لا نصرف الأموال بل نهتم باستدامتها، وذلك من خلال وضعها كوقف يتم استثماره بشكل سنوي، والعائد من الاستثمار يستخدم في تمويل المشاريع». وتابع: إن الوقف يزداد نموه والعائد إيجابي جدا، ومن الصعب ذكر الإحصاءات والأرقام في الوقت الراهن، ولكنه يقترب من 10% على المحفظة العالمية التي لدينا، ما يضمن وجود ميزانية خلال الأعوام القادمة لتقديم المبادرات التي ستنجز أهداف الصندوق. وأضاف: نقوم حاليا بتعليم الأطفال البرمجة كونها لغة المستقبل والحاضر معا، وكأي لغة لا يمكن تعلمها في الكبر بل يجب غرسها في الأطفال، إذ نستهدف الأطفال وغرس حب البرمجة مع مهاراتها لديهم، حيث تم إطلاق مبادرة «المبرمج الإماراتي» في 15 مدينة على مستوى الدولة مؤخرا حيث إن الهدف مع نهاية عام 2020 هو تعليم 3 آلاف طفل أساسيات البرمجة. وبين أن 95% من الطلبة الذين التحقوا بالمبادرة، زاد اهتمامهم بالبرمجة بشكل ملحوظ بعد عملية الاستبيان التي قام بها صندوق الوطن من خلال التواصل مع أولياء أمورهم، حيث إن البرنامج يعد من أفضل البرامج عالميا، كما أن نحو 75% من الطلبة استطاعوا أن يتعلموا من أهداف التعلم، حيث وصلت نسبة المتعلمين لأساسيات البرمجة إلى 80%، 20% منهم أخذوا امتيازا في التعلم، والطلبة الذين نالوا التميز تم إدراجهم ضمن المرحلة الثانية. وأوضح القاضي أن المرحلة الثانية تعد مرحلة إثراء في التعلم وتستهدف المتميزين في البرمجة فقط، كما تم استهداف 500 طفل حتى الآن على مستوى الدولة، وهم الآن في المرحلة الثانية والتي تركز على الذكاء الاصطناعي ومهارات البرمجة، كما سيتم إطلاق المرحلة الثالثة من المبرمج الإماراتي خلال الأيام المقبلة والتي تستهدف في دورتها الأولى 220 من الطلبة المتميزين الذين أنهو المرحلة الثانية في إمارة عجمان ومدينة العين لينهوا بذلك المرحلة الثالثة والأخيرة للمبرمج الإماراتي، والتي تعني أن هؤلاء الطلبة تعلموا البرمجة على الصعيد الجامعي. وتابع: إن تعلم الطالب البرمجة من عمر 7 إلى 14 سنة على صعيد جامعي، يعد إنجازا، حيث إن عملنا هو التعليم وإثراء تعلم البرمجة لمراحل متقدمة من عمر الطالب، إضافة إلى زرع حب البرمجة في الطالب، وثالثا قمنا بإعطائه التكنولوجيا، كما يتم حاليا التفكير في إطلاق مراحل متقدمة من «المبرمج الإماراتي». وقال مدير عام صندوق الوطن: «معروف للجميع أن العالم يبنى على الأشخاص الموهوبين، واليوم الحديث عن الثورة الصناعية الرابعة، وكما هو معلوم فإن الثورة الصناعية الأولى والثانية والثالثة والرابعة، قام بها أشخاص موهوبون، فهؤلاء هم من يغيرون العالم. وتابع: في السابق لم يكن لدينا آلية لاكتشاف الموهوبين، لذلك عمدنا إلى إطلاق مبادرة «موهبتنا» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة وجائزة حمدان بن محمد للابتكار، وهي ساعدتنا على اكتشاف أكثر من 300 موهوب إماراتي، تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 سنة، والأهم من ذلك تم إدراج 220 منهم في برامج إثرائية.
مشاركة :