دعوات إلى ضبط النفس إثر مقتل سليماني في ضربة أميركية

  • 1/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثار مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الشخصية المحورية في نفوذ الجمهورية الاسلامية في الشرق الأوسط، بضربة أميركية فجر الجمعة في بغداد، قلقا في مختلف أنحاء العالم حيث دعت غالبية العواصم الى الهدوء لتجنب "تصعيد" فيما توعدت ايران برد قاس. فقد رحب السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"العمل الشجاع" الذي قام به الرئيس "ضد العدوان الإيراني"، وقال السناتور الجمهوري توم كوتون ان الجنرال سليماني "نال ما يستحقه". لكن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي قالت ان الضربة ضد سليماني تشكل "تصعيدا خطيرا للعنف". وقال جو بايدن النائب السابق للرئيس والمرشح للانتخابات التمهيدية للديمقراطيين إن "ترامب ألقى للتو اصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي"، مؤكدا أنه "تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساسا". من جهتها حذرت روسيا من أن مقتل سليماني بضربة أميركية في العراق من شأنه تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. ونقلت وكالتا ريا نوفوستي وتاس عن وزارة الخارجية أن مقتل سليماني "خطوة مغامرة ستفاقم التوتر في أنحاء المنطقة". كما دعت الصين إلى ضبط النفس من جميع الأطراف "وخصوصا الولايات المتحدة" بعد مقتل سليماني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين "نحض الأطراف ذات الصلة، وخصوصا الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر". وأشار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى معالجة سياسية للموقف بعيدا عن التصعيد، في أعقاب مقتل قاسم سليماني. وغرد قرقاش على "تويتر": "في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان، وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد". وأضاف: "القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة، وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال". ودعت بريطانيا إلى "خفض التصعيد"، فيما علقت فرنسا على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، على لسان وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومتها أميلي دو مونشالان بأن "التصعيد العسكري خطير دائما". وقالت الوزير الفرنسية لإذاعة "ار تي ال" الجمعة "نستيقظ في عالم أكثر خطورة. التصعيد العسكري خطير دائما"، داعية إلى ضرورة "إحلال الاستقرار" في الشرق الأوسط. وحثت السفارة الفرنسية في طهران مواطنيها هناك الجمعة على الابتعاد عن التجمعات العامة بعد اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. وذكرت السفارة في بيان على تويتر "أُعلن الحداد ثلاثة أيام بعد مقتل الجنرال سليماني. في هذا السياق نناشد المواطنين الفرنسيين بالابتعاد عن أي تجمعات والتصرف بحكمة وحذر والامتناع عن التقاط صور في الأماكن العامة". فيما قطع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو زيارته الرسمية لليونان ليعود إلى اسرائيل بعد مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد، كما أفاد مكتبه وكالة فرانس برس. وغالبا ما تتهم اسرائيل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المكلف بالعمليات الخارجية للجمهورية الإسلامية، بالتخطيط لشن هجمات ضدها . وفي أعقاب مقتله أغلق الجيش الاسرائيلي الجمعة منتجعا للتزلج في الجولان تخوفا من هجوم لمجموعات موالية لإيران في سوريا ولبنان بعد اغتيال سليماني. وأبدت برلين استعدادها لنزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران حيث قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن الضربة الأميركية في العراق التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كانت رد فعل على الاستفزازات العسكرية الإيرانية. وأضافت أولريك ديمر خلال مؤتمر صحفي حكومي اعتيادي "كان التحرك الأميركي رد فعل على سلسلة من الاستفزازات العسكرية التي تتحمل مسؤوليتها إيران". وقالت "نتابع أيضا بقلق بالغ أنشطة إيران في المنطقة. نقف أمام تصعيد خطير". ويمثل مقتل سليماني والمهندس تصعيداً كبيراً بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام السفارة الأميركية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجاً على قصف الولايات الأميركية لكتائب حزب الله العراقي المقرب من إيران، الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحا وإصابة 48 اخرين بجروح في محافظة الانبار غربي العراق. وقالت واشنطن إن قصف الكتائب جاء رداً على على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين قتل خلال أحدها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمالي العراق. ويتهم مسؤولون أميركيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.

مشاركة :