ترامب يسعى إلى الحفاظ على أصوات الإنجيليين في الانتخابات الرئاسية

  • 1/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استفاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دعم المسيحيين الإنجيليين القوي له في انتخابات 2016 التي أوصلته إلى السلطة، ويبدو أنه لا يمكنه أن يتحمل خسارة أصوات هؤلاء إذا أراد أن يفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض إثر انتخابات نوفمبر. ولهذه الأسباب سيكرس الرئيس الجمهوري مع بداية عامه الانتخابي جهوده للحصول على دعم اليمين المتدين. وبدأت حملة ترامب الجمعة بإطلاق ائتلاف “الإنجيليين من أجل ترامب” بكنيسة ضخمة في ميامي بفلوريدا، وهي ولايته التي يسميها “وطنه” الجديد، والتي كان قد أمضى فيها إجازة لأسبوعين بمنتجع مار إيه لاغو. وفي الوقت الحاضر، ليس لدى قطب العقارات الذي تحول إلى رئيس للولايات المتحدة ما يخشاه، فوفقا لاستطلاع حديث أجراه معهد “أبحاث الديانة العام”، أبدى 77 بالمئة من الجمهوريين الإنجيليين البيض رضاهم عن أداء ترامب. وتعارض غالبية ساحقة منهم بلغت نسبتها 98 بالمئة محاكمته وعزله من منصبه. وقال روبرت ب. جونز، الرئيس التنفيذي للمعهد “لم نر بالفعل خلال فترة رئاسة ترامب أي تصدعات واضحة”. وقال جونز، مؤلف كتاب “نهاية أميركا المسيحية البيضاء” إن “استطلاعاتنا تظهر أنهم لم يتأثروا إلى حد كبير بإجراءات الإقالة”. ويهدف حدث الجمعة في كنيسة “كنغ جيسوس أنترناشونال”، المعروف أيضا باسم “إل ري جيسوس”، إلى ضمان عدم تآكل الدعم لترامب بين هذه الشريحة المهمة من السكان. ويمكن لأي استنزاف ولاسيما في ولايات تعتبر ساحة معركة مثل فلوريدا، أن يقضي على فرص إعادة انتخابه. وفي عام 2016، ساعد الفوز بالعديد من الولايات المتأرجحة الحاسمة، ترامب على الفوز بأصوات الهيئة الانتخابية، على الرغم من أن هيلاري كلينتون تخطت ما يقرب من ثلاثة ملايين صوت في الاقتراع الشعبي. وشعر فريق ترامب ببعض القلق عندما نشرت مجلة “كريستيانيتي توداي” مقالا انتقد ترامب بشدة قبل عيد الميلاد، ودعا إلى عزله عن منصبه. وقالت المجلة بعد يوم من إحالة مجلس النواب ترامب إلى مجلس الشيوخ لمحاكمته بهدف عزله إنه “من الضروري من حين لآخر أن نوضح آراءنا بشأن القضايا السياسية”. وأضافت أن “الحقائق في هذه الحالة لا لبس فيها” في إشارة إلى محاولة ترامب الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد منافسه المحتمل في انتخابات 2020 الديمقراطي جو بايدن. وقالت المجلة إن “رئيس الولايات المتحدة حاول استخدام سلطته السياسية لإكراه زعيم أجنبي على مضايقة أحد خصوم الرئيس السياسيين وتشويه سمعته”، معتبرة أن “هذا ليس انتهاكا للدستور فحسب، بل أنه، والأهم من ذلك، أمر غير أخلاقي بشكل كبير”. وبالطبع فقد سارع ترامب إلى الرد بسلسلة من التغريدات. وكتب يقول “الحقيقة أنه لم يفعل أي رئيس مطلقا ما فعلته للإنجيليين أو للدين نفسه”. وسارع العديد من الشخصيات الكبرى في الحركة الدينية إلى دعم ترامب. ومؤسس المجلة هو بيلي غراهام المبشر المسيحي البارز الذي توفي خلال العام الماضي، ولكن عائلة غراهام لم تعد مرتبطة بالمجلة. ونجله فرانكلين غراهام هو أيضا زعيم إنجيلي مسيحي مؤثر ومؤيد قوي لترامب وقد ندد بالمجلة. وقال غراهام على صفحته في فيسبوك “نعم، أسس والدي بيلي غراهام المجلة، ولكنه لم يكن ليوافق على هذا المقال، بل كان سيشعر بخيبة أمل كبيرة”. وأضاف “كان أبي يعرف دونالد ترامب، وكان يؤمن به، وصوّت لصالحه.. كان يؤمن بأن دونالد ترامب هو رجل الساعة في هذا الوقت من تاريخ أمتنا”. وتابع غراهام أنه “بالنسبة إلى كريستيانيتي توداي، فالوقوف إلى جانب الحزب الديمقراطي في هجوم حزبي محض على رئيس الولايات المتحدة أمر غير مفهوم، من الواضح أن المجلة انتقلت إلى اليسار وتمثل الجناح الليبرالي النخبوي للإنجيلية”. وقال توني بيركنز، رئيس مجلس أبحاث الأسرة “فاميلي ريسرتش كاونسل” المحافظ المتشدد، إن المقال هو “صوت منفرد” وإنه غير قلق مطلقا من أن يقوض دعم الإنجيليين لترامب. وصرح في مقابلة “أرى التأييد لترامب الآن بقوة تأييده في 2016، وربما أقوى”. ويقول واحد من بين كل أربعة أميركيين إنه إنجيلي، بحسب استطلاع مركز بيو الأميركي. والإنجيلية هي الشكل الأولي للبروتستانتية، والجماعة الدينية الأكبر في البلاد، بينما تحل الكاثوليكية ثانية وكذلك البروتستانتية التقليدية. وبالنسبة إلى جونز فإن مقال مجلة “كريستانيتي توداي” يعكس الانقسامات بين قادة الإنجيليين التي كانت موجودة سابقا، ولكنها لا تعكس الاستياء بين أتباع الإنجيلية. وأوضح أنه “في العام 2016 لم يعتمد ترامب كثيرا على قادة الإنجيليين، بل اعتمد على الدعوات المباشرة للإنجيليين الذين دعموه في بداية حملته الانتخابية”. ويتعين على ترامب، الذي لم يعمل بجد لجذب ناخبين جدد، ضمان الحصول على الدعم من جميع الذين صوتوا لصالحه في عام 2016 إذا كان يريد البقاء في المكتب البيضاوي لأربع سنوات أخرى. وبالنظر إلى أن 81 في المئة من المسيحيين الإنجيليين البيض صوتوا لصالحه قبل أربع سنوات، فإن حملته ترى بوضوح ما يجب أن تفعله. والملياردير الجمهوري، الذي تزوج ثلاث مرات ولا يُعرف بتدينه، عرف مع ذلك كيفية توصيل رسالته في عام 2016 إلى اليمين المتدين. فقد اختار مايك بنس الذي وصف نفسه بأنه “مسيحي ومحافظ وجمهوري، بهذا الترتيب” نائبا له. ومن ثمة وعد بترشيح قضاة المحكمة العليا والقضاة الفيدراليين فقط ممن يعارضون الإجهاض والمؤيدين لتليين قوانين امتلاك الأسلحة. ولكن جونز يقول إن جاذبية ترامب بين الناخبين الإنجيليين لا يمكن حصرها في بضع نقاط سياسية رئيسية، بل إنها تكمن في قدرته على طمأنة مجموعة تشعر بضعف متزايد في الولايات المتحدة، والتي يقل فيها عدد البيض بشكل متزايد. وقال جونز إن ترامب “يقضي كل وقته في الحديث عن المهاجرين والطريقة التي تتغير بها البلاد”، وهو الشخص “الذي سيبني الجدار” على الحدود مع المكسيك. ووفقا لبيانات “فاميلي ريسرتش كاونسل”، ففي حين أن أغلب الأميركيين كانوا من البيض والمسيحيين قبل عقد، أصبحت نسبة البيض والمسيحيين لا تتجاوز الآن 42 بالمئة. وأكد جونز أن تأييد الإنجيليين لترامب كان مرده بشكل رئيسي إلى “عدم القيام بتغييرات كبيرة في البلاد تقلق الإنجيليين البيض”.

مشاركة :