اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني "تصعيدا خطيرا". وكتب ظريف على موقع "تويتر" إن اغتيال سليماني "تصعيد خطير للغاية ويتسم بالحماقة". وأضاف في منشور ثان "الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن كل تبعات مغامرتها المارقة". وكانت الولايات المتحدة أعلنت، فجر الجمعة، أنها اغتالت بأوامر من الرئيس دونالد ترامب شخصيا، سليماني أثناء خروجه من مطار بغداد الدولي. وقتل في القصف الذي استهدف موكب سليماني، نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس. وتوعد مسؤولون في نظام الملالي الولايات المتحدة بـ"انتقام قاس"، وقدمت طهران احتجاجا الجمعة للقائم بأعمال السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية لديها على اغتيال قاسم سليماني. وذكر التلفزيون الإيراني أن وزارة الخارجية استدعت الدبلوماسي السويسري في طهران لتقديم الاحتجاج. كما نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قوله إن المجلس سيجتمع الجمعة لبحث الهجوم الأميركي الذي أودى بحياة الجنرال قاسم سليماني. وقال المتحدث كيفان خوسرافي "يعقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعا طارئا خلال الساعات القليلة المقبلة لبحث الهجوم الإجرامي الذي استهدف سيارة القيادي سليماني في بغداد". ودعا القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي العراقية قيس الخزعلي الجمعة "كل المجاهدين"، في إشارة الى عناصر الحشد، إلى "الجهوزية" للرد على الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس. وقال الخزعلي وهو قائد فصيل عصائب أهل الحق، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي، في بيان كتب بخط يده، "على كل المجاهدين المقاومين الجهوزية، فإن القادم علينا فتح قريب ونصر كبير". ويرى مراقبون أنه من شأن مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس وقادة آخرين حلفاء لإيران أن يزيد من حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى مستويات غير مسبوقة منذ إعلان الرئيس الأميركي الغاء الاتفاق النووي في مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات الأمريكية وتشديدها ضمن حملة "الضغط القصوى". ومن المؤكد ان مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس وقيادات أخرى سيشكل تصعيدا كبيرا في الصراع القائم أصلا بين الولايات المتحدة وإيران، وستتخذ أساليب جديدة من كلا الطرفين. وتزداد المخاوف في عموم المنطقة من تداعيات مقتل سليماني واحتمالات دخول الولايات المتحدة وإيران في مرحلة جديدة من الاعمال الانتقامية المتبادلة في العراق وفي المنطقة أيضا