واشنطن: مقتل قاسم سليماني يهدف إلى ردع مخططات إيران

  • 1/4/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكّدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر الأمر بـ"قتل" الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل في ضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة. وحسب مسؤول عسكري أميركي قامت طائرة مسيرة بتنفيذ "ضربة دقيقة" أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس. وقال المسؤول إن العملية نفذت بـ"ضربة دقيقة لطائرة مسيرة استهدفت عجلتين قرب مطار بغداد". وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إنّه "بناء على أمر الرئيس اتّخذ الجيش الأميركي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الطواقم الأميركية في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني". وأضافت الوزارة في بيان "هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل". وأوضح البيان أن سليماني وفيلق القدس، مسؤولان عن مقتل مئات الجنود الأميركيين، مضيفًا "وكان سليماني يخطط بشكل فعال لتنفيذ هجمات ضد الدبلوماسيين والجنود الأميركيين بالعراق، ودول المنطقة". وأشار إلى أن الجيش الأميركي اتخذ إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني، قائد قوة الحرس الثوري الإيراني. وأضاف البنتاغون في بيانه: "الجنرال قاسم سليماني وافق على الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في العراق هذا الأسبوع.. الضربة كانت تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران.. الولايات المتحدة الأميركية ستستمر باتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها أينما كانت حول العالم." واكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد انتشار نبأ مقتل سليماني، بنشر صورة للعلم الأميركي على حسابه في موقع تويتر دون أي تعليق. فيما نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة على تويتر تسجيل فيديو قال إنه لعراقيين "يرقصون في الشارع" احتفالا بمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس في غارة أميركية في العراق. وكتب بومبيو في تغريدة مرفقة بالتسجيل الذي يظهر فيه حشد يجري في شارع وهو يرفع أعلاما ولافتات "عراقيون - عراقيون - يرقصون في الشارع من أجل الحرية، معبرين عن امتنانهم لأن الجنرال سليماني لم يعد موجودا". وفور شيوع نبأ مقتل سليماني قفز سعر النفط بأكثر من 4% بسبب مخاوف الأسواق على موارد الذهب الأسود. وفي وقت سابق الجمعة، أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، خبر مقتل سليماني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (قوات شيعية)، في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي الذي طاله نصيب من الغارات. وفيما بعد أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني تأكيده لمقتل سليماني، في غارة جوية استهدفت سيارة كان يستقلها من المهندس، وآخرين، ما أسفر عن مقتلهما، وآخرين. وأكّد الحرس الثوري الإيراني من طرفه مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، متهماً الولايات المتحدة بالوقوف وراءها. والمهندس هو رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي لكنّه يعتبر على نطاق واسع قائد الحشد الفعلي وقد أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمتها السوداء. أما سليماني، الجنرال الإيراني الذائع الصيت، فهو قائد فيلق القدس، الجهاز المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وهو أيضاً رجل إيران الأول في العراق. وينظر الخصوم والمعارضون إلى سليماني على أنّه الشخصية المحورية التي تجسّد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، حيث عزز ثقلها الدبلوماسي، خاصة في العراق وسوريا البلدين اللذين تنخرط فيهما الولايات المتحدة عسكريا. وبالنسبة إلى فيليب سميث، الخبير الأميركي في الجماعات المسلحة الشيعية، فإن اغتيال سليماني هو "أكبر عملية تصفية على الإطلاق تنفّذها الولايات المتحدة، هي أكبر من تلك التي قتلت فيها أبو بكر البغدادي أو أسامة بن لادن" ، زعيمي تنظيمي داعش والقاعدة. وتبذل بغداد منذ سنوات قصارى جهدها للحفاظ على توازن في علاقاتها مع حليفيها الأميركي والإيراني، في ظل التوتر المتصاعد بينهما وصولاً إلى مرحلة العداء الشديد حالياً. وتنعكس هذه الخصومة بين طهران وواشنطن على المؤسسة الأمنية العراقية، إذ قامت الولايات المتحدة بتدريب وتسليح وحدات النخبة ولاسيما وحدات مكافحة الإرهاب، فيما قامت إيران بتمويل وتسليح وتدريب معظم قوات الحشد الشعبي التي تم دمجها في قوات الأمن العراقية بعد هزيمة تنظيم داعش. وتعتبر الولايات المتحدة أنّ وحدات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية والتي قاتل الكثير منها القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003، تخدم مصالح إيران أكثر مما تخدم مصالح العراق، وتكرس نفوذ الجمهورية الإسلامية في البلد. وتتّهم واشنطن تحديداً كتائب حزب الله العراقي التي يتزعمها المهندس وهي فصيل منضوي في الحشد الشعبي، بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف قاعدة في كركوك شمالي العراق وأدّى إلى مقتل متعاقد أميركي. وأثارت هذه الغارات استياءً في العراق بلغ ذروته الثلاثاء بمهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد. وانسحب المتظاهرون من محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الأربعاء لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلّله رشق السفارة بالحجارة وكتابة عبارات على جدرانها وإضرام النيران حولها، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.

مشاركة :