سعدت كثيرًا عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء اجتماعه بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، بإعادة تأهيل قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لتمكينها من تحقيق الأهداف المرجوة منها من ناحية نشر التوعية وتعليم الفنون للنشء والتكامل مع العملية التعليمية القائمة وتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة.لا أخفيكم سرًا أني كنت قبل هذا اللقاء كنت استعد لكتابة مقال بعنوان "حاسبوا مسئولي القصور عن القصور"، والقصور الأولى في عنوان المقال هي قصور الثقافة أما القصور الثانية فهي معنى الإهمال والغياب عن الواقع وإهمال الشارع لفترات طويلة، لكن توجيه الرئيس أظهر لي أن الدولة تسير في اتجاهها السليم.بدأت التفت إلى قصور الثقافة، المبان المهملة التي بنيت بداخلها أوهن البيوت، فقد وصلت إلى درجة من الضعف جعلت أوهن البيوت تبنى بداخلها وهي بيوت العنكبوت، التي لا تبنى إلا داخل بيت من بيتين إما بيت مهجور أو مهمَل.رائع أن تستمر الدولة فى مواجهة التطرف الفكري، من خلال مؤسساتها التى تسعى لمواجهته الفكرية داخليًا وخارجيًا من خلال قوته الناعمة المتمثلة في الأزهر الشريف، ولا أدل على ذلك مما يقوم به فضيلة الإمام الأكبر من خلال لقاءاته، ومن خلال وثيقة الأخوة الإنسانية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال نشر الوسطية في مناهجه.وقد ظهر ذلك جليًا في عدد "صوت الأزهر" الأخير الذي صدر كاملًا الأسبوع الماضي احتفالًا واحتفاءً بميلاد المسيح عليه السلام، بقيادة الزميل العزيز أحمد الصاوي، رئيس التحرير والصديق وليد عبد الرحمن مدير التحرير، حيث استكتبت ما يزيد عن 20 كاتبًا مسيحيًا.الجانب الآخر المضئ هو منظمة خريجي الأزهر، هذا الكيان الذي يرأس مجلس إدارته فضيلة الإمام الأكبر، وتسعى المنظمة على مواجهة الفكر الظلامي المتطرف ومحاربة الأفكار الهدامة من خلال عقد الدورات التدريبية للأئمة والوعاظ من كل دول العالم، وكذلك من خلال فروعها في عشرين دولة.حيث تقوم المنظمة بتدريب هؤلاء الأئمة في فرعها الرئيس بالقاهرة على كيفية تفكيك الفكر المتطرف، والرد على الفتاوى التكفيرية ردودًا شرعيًا، حيث يقوم بهذه المهمة مجموعة من علماء الأزهر من أعضاء هيئة كبار العلماء، والأساتذة بجامعة الأزهر، حيث تعد هذه التجربة الرائدة للمنظمة مثالًا يحتذى به، وقد قامت بتدريب عدد كبير من أئمة ليبيا لمواجهة فكر داعش وكذلك مجموعة من نيجيريا، وبريطانيا، وغيرها من الدول.فكما تمت الاستعانة بخبرات مصر لمكافحة الإرهاب من خلال الأمم المتحدة لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بها، فإن العالم يلجأ إلى المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بفكرها الواعي المستنير، وأنشطتها البارزة في مختلف بلدان العالم، لمواجهة الفكر المتطرف، لتكون مصر مواجهة للارهاب على طول الخط، ولم يقف أمر مصر عند مكافحة الإرهاب فكريًا وعسكريًا بل إنها تسعى للسلام من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية لتصبح مصر ناشرة للسلم العالمي أيضًا.وإذا كان هذا هو حال المنظمة خارجيًا فإنها بالطبع لم تنس دورها الداخلي حيث تقوم من خلال فروعها المنتشرة في معظم محافظات مصر بنشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف أيضًا، وتنظم ندوات تثقيفية وتوعوية كبيرة يحضرها عدد كبير من المواطنين، فتحية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وتحية لقيادتها.وإن كنت أرجوا في نهاية هذه السطور أن تقوم وزارة الثقافة بالتعاون مع المنظم لمواجهة التطرف من خلال فعاليات مشتركة داخليًا لما لها من باع طويل في هذا المجال، وهي بالطبع غنية بالعديد من مؤلفات العلماء التي ترد على كل الأفكار المتطرفة.
مشاركة :