هام – الرياض :واصل الفلكيون الكشف عن توقعاتهم لما سيشهده العام 2020 للعديد من الأحداث الفلكية المميزة، فبعد أن كان الباحث الفلكي ملهم بن محمد هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء قد أكد سابقاً أن الأرص ستشهد ظهور أربعة خسوفات للقمر من النوع “خسوف شبه الظل”، وكسوفين للشمس أحدهما حلقي والآخر كسوف كلي، زاد على ذلك المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي، مؤكداً أن أهم تلك الأحداث الفلكية هي ظهور ثلاثة خسوفات للقمر وكسوفين للشمس إضافة إلى عدة زخات للشهب، واقتران مميز في آخر السنة بين كوكبي المشتري وزحل.وقال “عودة” لـ”سبق”: بالنسبة لكسوفي الشمس، فسيكون الأول يوم 21 يونيو، وهو كسوف حلقي، وسيشاهد الكسوف الحلقي من كل من سلطنة عمان واليمن وأجزاء بسيطة من السعودية. في حين سيشاهد الكسوف ككسوف جزئي من باقي الدول العربية. وبالنسبة للمناطق التي ستشاهد الكسوف ككسوف حلقي فهي عبارة عن شريط ضيق يبدأ من غرب اليمن مروراً بجنوب صنعاء، ثم يدخل الربع الخالي في السعودية في منطقة نائية يصعب الوصول إليها، ثم يدخل سلطنة عمان ويشاهد من مناطق واسعة ومأهولة هناك.وأضاف: من النادر جداً أن تشهد نفس المنطقة كسوفين حلقيين خلال فترة وجيزة، فقد شهدت أجزاء من سلطنة عمان والسعودية كسوفاً حلقياً يوم 26 ديسمبر 2019، علماً بأن تكرار حدوث الكسوف الحلقي فوق نفس المنطقة قد يحتاج أحياناً إلى أكثر من مائة أو مائتي عام! أما الكسوف الثاني فهو كسوف كلي سيحدث يوم 14 ديسمبر، ولن يكون مشاهداً من المنطقة العربية بأي شكل من الأشكال.وأردف “عودة”: بالنسبة لخسوفات القمر، فالخسوف الأول هو خسوف شبه ظل جزئي سيحدث يوم 10 يناير، وسيخسف من القمر ما نسبته 90% من قرصه، وحيث إنه خسوف شبه ظل، فهذا يعني أنه لن يكون واضحاً بشكل جلي، فقد لا يلاحظه الكثير من الناس، وسيكون الخسوف مشاهداً من جميع المنطقة العربية مع كون المنطقة الشرقية والوسطى أفضل.وتابع: الخسوف الثاني هو خسوف شبه ظل جزئي أيضاً، وسيحدث يوم 5 يونيو، وسيخسف من القمر ما نسبته 58% من قرصه، وهذه نسبة ليست كبيرة مما يجعل ملاحظته أصعب، لدرجة أن الكثير من الناس قد لا يلاحظون أي تغير على لمعان القمر بسهولة. وسيكون الخسوف مشاهداً من المنطقة العربية مع كون المنطقة الشرقية أفضل.وقال “عودة”: الخسوف الثالث هو أيضاً خسوف شبه ظل جزئي سيحدث يوم 5 يوليو، وسيخسف من القمر ما نسبته 37% من قرصه، وسيكون مشاهداً من غرب أفريقيا فقط، ولن يكون الخسوف ملاحظاً بشكل ملموس بالعين المجردة؛ نظراً لقلة ما سيُخسف من قرص القمر.وعن زخات الشهب، أضاف: بالنسبة لزخات الشهب الرئيسية خلال العام 2020، فستكون الزخة الأولى هي زخة شهب “الرباعيات” نسبة إلى المجموعة النجمية القديمة “رباعيات موراليس”، وهذه المجموعة لم تعد موجودة في زماننا الحالي، حيث تقع نقطة الإشعاع لهذا الزخة في جهة الشمال الشرقي بالقرب من مجموعة العواء، وكانت ذروة الزخة صباح اليوم السبت 4 يناير في الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش.وأردف: من المتوقع رؤية 120 شهاباً في الساعة وقت الذروة عند الرصد من مكان مثالي ومظلم تماماً، والمناطق الأفضل هذه السنة لرؤية شهب “الرباعيات” هي غرب أوروبا وأمريكا، أما في منطقتنا العربية فعلى المهتمين بمشاهدة الشهب مراقبة السماء بعد منتصف ليلة الجمعة على السبت وحتى الفجر، وعدد شهب الرباعيات التي يمكن رؤيتها هذه السنة من مكان مظلم ومعتدل في منطقتنا العربية وقت الفجر يقدر بنحو 15 -20 شهاباً في الساعة فقط.وتابع: أما زخة الشهب الثانية المهمة هذا العام فهي زخة شهب “إيتا الدلويات” نسبة إلى برج الدلو، حيث تقع نقطة الإشعاع في برج الدلو. وستكون ذروة الزخة يوم الثلاثاء 05 مايو في الساعة التاسعة مساء بتوقيت غرينتش، ومن المتوقع رؤية 50 شهاباً في الساعة وقت الذروة عند الرصد من مكان مثالي ومظلم تماماً، والمناطق الأفضل هذه السنة لرؤية الزخة هي المناطق الوسطى والجنوبية من وسط وغرب آسيا، وهذا يشمل أقصى المناطق الشرقية من العالم العربي.وقال “عودة”: مصدر شهب هذه الزخة هو مذنب هالي الشهير. فالشهب التي نراها من هذه الزخة عبارة عن حبيبات ترابية انفلتت في يوم من الأيام من مذنب هالي وهي تصطدم الآن بالأرض .وذكر مدير مركز الفلك الدولي أن زخة الشهب الثالثة هي أكثر زخات الشهب شعبيةً وهي زخة شهب “البرشاويات” نسبةً إلى مجموعة برشاوس التي تقع نقطة الإشعاع فيها.وأضاف: ستكون ذروة الزخة يوم الأربعاء 12 أغسطس من الساعة الواحدة إلى الساعة الرابعة نهاراً بتوقيت غرينتش. ومن المتوقع رؤية 110 شهب في الساعة وقت الذروة عند الرصد من مكان مثالي ومظلم تماماً، وتعتبر المنطقة العربية مناسبة لرصد هذه الزخة ليلة الأربعاء على الخميس.وأردف بالقول: الزخة الرئيسة الأخيرة لهذا العام هي زخة شهب “التوأميات” نسبةً إلى برج التوأمين (الجوزاء) الذي تقع فيه نقطة الإشعاع. وستكون ذروة الزخة يوم الإثنين 14 ديسمبر في الساعة 00:50 بتوقيت غرينتش. ومن المتوقع رؤية 150 شهاباً في الساعة وقت الذروة عند الرصد من مكان مثالي ومظلم تماماً، وتعتبر المنطقة العربية مناسبة لرصد هذه الزخة ليلة الأحد على الاثنين، وزخة الشهب هذه هي أفضل زخة شهابية خلال العام.وتابع: عدد الشهب المتوقع رؤيتها وقت الذروة والمذكور أعلاه لكل زخة شهابية، هو عدد الشهب التي يمكن رؤيتها في الساعة وقت الذروة فقط ومن قبل راصد محترف يرصد من مكان مظلم تماماً، وفي موقع تكون نقطة الإشعاع فوق الرأس. أما في حالة الرصد من مكان مضيء داخل المدن أو الرصد في وقت بعيد عن موعد ذروة الزخة أو الرصد من مكان تكون فيه نقطة الإشعاع قريبة من الأفق فقد لا يرى الراصد نصف أو حتى ربع عدد الشهب المتوقع.وقال “عودة”: بشكل عام، يزداد عدد الشهب بالاقتراب من موعد الفجر، لذلك يلاحظ الراصد عادةً ازدياد عدد الشهب ابتداءً من منتصف الليل إلى أن تصل الذروة وقت الفجر، مع ملاحظة أن موعد الذروة قد يلعب دوراً ويغير هذه القاعدة العامة. ونقطة الإشعاع هي نقطة وهمية تبدو جميع الشهب منطلقة منها، وعلى الرغم من أن الشهب تبدو منطلقة من هذه النقطة، إلا أن الشهب يمكن رؤيتها في أي مكان في السماء، ويفضل عادةً النظر بعيداً نحو 45 درجة عن نقطة الإشعاع، و45 درجة بعيداً عن الأفق.وكشف أن من ضمن الأحداث الفلكية المميزة عام 2020 اقتران كوكب المشتري مع كوكب زحل يوم الاثنين 21 ديسمبر في الساعة01:22 ظهراً بتوقيت غرينتش، والاقتران بشكل مبسط هو وقوع جرمين بالقرب من بعضهما كما يُرى ظاهرياً من الأرض.واختتم بالقول: يحدث اقتران المشتري مع زحل كل عشرين سنة تقريًبا، ويومها انظر إلى جهة الغرب بعد غروب الشمس بنحو نصف ساعة، وسترى جرمين لامعين شبه متلاصقين، الألمع هو كوكب المشتري والآخر هو كوكب زحل.
مشاركة :