كشف محللون هنود، أنه لا شك في أن القضاء على قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، من قبل الولايات المتحدة ينطوي على إمكانية تورط الشرق الأوسط بأكمله، كما أن له تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد الهندي.وقال المحللون الهنود، إن التأثير يتراوح بين انخفاض قيمة الروبية وانحسار احتياطيات الدولة من النقد الأجنبي والتحويلات الأجنبية، إضافة إلى ارتفاع التضخم، حسبما أوردت وكالة "سبوتنيك".وأشار المحللين إلى أن أي تصاعد في التوتر قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط الخام، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، مما قد يؤثر بشكل مباشر على عجز الحساب الجاري الهندي ويخترق احتياطيات سوق صرف العملات.ووفقًا لبيانات الحكومة الفيدرالية في الهند، واحتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، وصل بنك الاحتياطي الهندي إلى مستوى قياسي بلغ 454 مليار دولار في شهر ديسمبر 2019.اعتبارا من الآن، فإن عجز الحساب الجاري في الهند هو مؤشر الاقتصاد الكلي الوحيد المستقر. تقلص عجز الحساب الجاري الهندي إلى 0.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عند 6.3 مليار دولار في الربع من يوليو إلى سبتمبر مقارنة مع 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 14.2 مليار دولار في الربع من أبريل إلى يونيو من السنة المالية الحالية 2019-2020.وقال خبير الطاقة، ناريندرا تانيجا، لوكالة "سبوتنيك": "إذا تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، سيكون هناك تأثير على أسعار النفط الخام. نظرًا لأننا نستورد 83 في المائة من النفط الخام لدينا، فإنه يمثل أخبارًا سيئة للاقتصاد. ارتفاع أسعار الخام سيئة للهند. التدفق الخارجي للدولار سيضعف العملة الهندية". وفقًا لـ "تانيجا"، فإن واردات النفط الهندية من إيران تكاد تكون معدومة في أعقاب العقوبات الأمريكية. ومع ذلك، لم يكن الأمر يتعلق "بالواردات المادية" من أي دولة معينة. "الزيادة الإجمالية في أسعار النفط الخام ستؤثر بشدة على الهند".العراق والكويت والمملكة العربية السعودية هي دول الشرق الأوسط الرئيسية التي تستورد منها الهند النفط الخام. في الفترة 2018-1919، يصدّر العراق قائمة موردي الهند للخام من الشرق الأوسط، وهو ما يمثل أكثر من المملكة العربية السعودية. إذا وقع العراق في الصراع الأمريكي الإيراني، فقد يؤدي ذلك إلى تضخم في الهند.من جانبه، قال مدان سابنافيس، كبير الاقتصاديين في شركة Care Ratings تضاعف معدل تضخم التجزئة الهندي بالفعل ثلاث مرات تقريبًا، من 1.97 بالمائة في يناير 2019 إلى 5.4 بالمائة في نوفمبر 2019. يشير إلى أن الارتفاع في سعر النفط الخام سيكون "مدعاة للقلق" للهند.وقال "سابنافيس"، في تقرير بعنوان: "تصاعد أسعار النفط الخام"، والذي كُتب في سياق اغتيال القائد الأعلى الإيراني: "الزيادة في سعر النفط الخام لها تأثير كبير على التضخم".وقالت سنيها بوددار، المحللة في موتيلال أوزوال للخدمات المالية، وهي شركة كبرى متخصصة في أبحاث الأسهم والاستشارات: "يشعر مراقبو سوق الأسهم، أنه إذا تصاعد التوتر، فقد يظل السوق متقلبًا. لقد أدى ظهور الموقف الجغرافي السياسي إلى حجز بعض الأرباح. قد تكون الأسواق متقلبة بسبب خطر الانتقام المحتمل من إيران".وفي حديثه لصحيفة إيكونوميك تايمز الهندية اليومية حول تأثير القضاء على "سليماني"، قال فاندانا هاري، الرئيس التنفيذي لشركة فاندا إنسايتس ومقرها سنغافورة: "التوتر بين الولايات المتحدة وإيران هو صفقة كبيرة للغاية بالنسبة للجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط ككل مما يؤدي إلى تصعيد كبير من هنا فصاعدًا. لا ننسى، نحن نتحدث عن منطقة توفر ما يقرب من ثلث احتياجات العالم من النفط. ليس العراق فقط بالطبع".وأضاف "هاري": "من المحتمل أن يتعارض أي صراع من هذا النوع في جميع الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط لأنها جميعًا متحالفة بشكل أو بآخر، مع أو ضد، سواء على الجانب الأمريكي أو الجانب الإيراني".