كنت وما زلت أطالب بتكريم الكثير من المبدعين في الكويت، لأنني على قناعة بأنهم كنز وطني، وفي مقدمهم الشاعر الدكتور خليفة عبدالله الفارس الوقيان، الذي يعد من أبرز الذين ساهموا في الحركة الثقافية الكويتية بإبداعات عدة، منها الشعر (العمودي والحر)، عبر «المبحرون مع الرياح» و«تحولات الأزمنة»، ولديه نتاج في النثر عبر العديد من المؤلفات ذات الطابع الفكري، مثل القضية العربية في الشعر الكويتي وشعر البحتري دراسة فنية، وإنتاجه الابداعي من خلال كتابه «الثقافة في الكويت - بواكير واتجاهات»، الذي اعتبره من أكثر الكتب إلماما بتاريخ الثقافة الكويتية، وكل من قرأ هذا الكتاب حتماً سيثمن الجهد الذي قام به الوقيان ليصبح مرجعاً للقراء وللباحثين.والدكتور الوقيان عضو في مجلس إدارة مركز الدراسات والبحوث الكويتية وعضو هيئة تحرير المجلة العربية للعلوم الانسانية وعضو هيئة تحرير مجلة الثقافة العالمية وعضو مجلس الجوائز بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي ولجان كثيرة تعنى بالثقافة، وله دور كبير في رابطة الادباء الكويتية منذ تأسيسها.وقد شغل الوقيان منصب الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بل انه كان وراء الاسابيع الثقافية والكثير من المشاريع الثقافية الكويتية داخل وخارج الكويت حيث إنه كان يحظى بثقة الشاعر أحمد العدواني الذي كان يشغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وفي منتصف السبعينات والثمانينات حققت الكويت قفزات ثقافية وفنية خليجياً وعربياً، وكل من عاصر تلك الفترة فإنه يحن إلى تلك الأيام المليئة بالإنجازات الثقافية، رغم الأوضاع السياسية الصعبة التي كانت وما زالت تمر بها المنطقة.وهناك إسهامات فكرية مهمة، ومنها الرد عبر نشر المقالات في الصحف الكويتية على الكثير من القضايا الفكرية ضد حاملي توجهات أيديولوجية، يريدون السوء لهذا البلد سواء كان بقصد أو من دون قصد، فكان يفحمهم بالحجة والدليل من دون إساءة أو تجريح، بل إنه رد على بعض مدعي الثقافة وبعضهم يحمل شهادات أكاديمية عليا، وهم ينشرون بعض الأمور التاريخية أو الفكرية الخاطئة، فكان يقوم الوقيان بالرد عليهم موضحاً الحقيقة أو أنه يقوم بتصويب المعلومات التي قد تكون غير متكاملة الصحة، ولا ننسى أنه كلما سنحت لي الفرصة في الاستماع اليه إنما أجده يقول بهدوئه المعهود كلاماً عميقاً، في جمل مفيدة سلسلة لا تصعب على الفهم من قبل غير الأكاديميين، بل إنه يعتبر من رموز الحركة الثقافية الكويتية المعاصرة، ويحظى بمكانة مرموقة استحقها خليجياً وعربياً، لذا فإنه ليس غريباً حصوله على جائزة القدس الأدبية - قبل بضع سنوات - خصوصاً أنه من أكثر المفكرين العرب اهتماماً بالقضية الفلسطينية، الأمر الذي يتناسب مع ميوله القومية النقية.وانطلاقاً مما سبق فإنني أدعو إلى تكريمه بإطلاق اسمه على قاعة محاضرات كبرى وأحد الشوارع، وأقترح إطلاق اسمه على شارع دمشق حالياً، حيث إن ديوانية عائلة الوقيان الكرام تطل على هذا الشارع في منطقة الفيحاء، أو إطلاق اسمه على الشارع المتفرع من شارع دمشق المؤدي إلى رابطة الأدباء ونادي كاظمة الرياضي واتحاد كرة القدم.وأتمنى إصدار كتاب عن مسيرة الدكتور خليفة الوقيان، مع وضعه ضمن مناهج كلية الآداب في قسم اللغة العربية، وتوزيع هذا الكتاب على السفارات الكويتية في الخارج، والمهتمين والجامعات المحلية والخليجية والعربية، مع ترجمته إلى لغات حية، مثل اللغات الانكليزية والفرنسية والصينية، والعمل على توزيعه في العديد من دول العالم. مع تمنياتي إنتاج فيلم وثائقي عن مسيرته وحياته، وبثه في تلفزيون الكويت وبقية التلفزيونات المحلية، مع إهدائه إلى الكثير من القنوات الفضائية خليجياً وعربياً، حيث إن مسألة تكريمه مهمة، وكم هو جميل أن يشعر المبدع بمكانته في مجتمعه وأمته.* كاتب وفنان تشكيلي
مشاركة :