برعاية الشيخ خالد بن عبد الله نائب رئيس مجلس الوزراءبرعاية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء تقيم هيئة البحرين للثقافة والآثار احتفالية بمناسبة فوز مشروع «إحياء مدينة المحرّق» بجائزة الآغا خان للعمارة 2019م، وذلك يوم السبت القادم 11 يناير الجاري في مركز زوّار طريق اللؤلؤ بالمحرّق.وكان مشروع (إحياء مدينة المحرق) قد فاز بالجائزة إلى جانب خمسة مشاريع من دول أخرى، لأنه يسلّط الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ في موقع التراث العالمي، وقد بُدء به ضمن سلسلة من مشاريع الترميم وإعادة الاستخدام، وتطور المشروع لاحقا ليصبح برنامجًا شاملا يستهدف إعادة توازن التركيبة السكّانية للمدينة، وذلك من خلال إنشاء مساحات عامة، وتوفير أماكن مجتمعية وثقافية، وتحسين البيئة العامة.وبحسب بيان «الآغا خان»، بدأ المشروع كسلسلة من أعمال الترميم وإعادة الاستخدام التكيفي لعدد من الصروح التابعة لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وتطور المشروع ليصبح برنامجًا شاملا تحتضنه هيئة البحرين للثقافة والآثار بعنوان (مسار صيد اللؤلؤ، شاهد على اقتصاد جزيرة)، الذي أدرج على لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 2012م. ويسلط المشروع الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ في المدينة ويهدف إلى إعادة التوازن بين التركيبة الديموغرافية، وإغراء العائلات المحلية عبر إدخال تحسينات على البيئة وتوفير الأماكن المجتمعية والثقافية. وتسهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تسهيل الحفاظ على عدد من المواقع والأبنية، بدءا من منازل الغواصين المتواضعة إلى مساكن الفناء الرائعة وصولا إلى المستودعات التجارية، إضافة إلى ترقية واجهات أخرى، وبناء أربعة مبانٍ جديدة. يتم ربط كل هذه الأشياء عبر مسار الزائر، مع مجموعة من الأراضي الخالية التي تُركت كأماكن عامة نظرا إلى عمليات الهدم التي طالت الأماكن الطبيعية.وتتضمن عملية الحفاظ وترميم المباني التقليدية إعادة أبراج الرياح المفقودة للتحكم في المناخ الطبيعي، إضافةً إلى ضرورة تطابق المواد المستخدمة مع النسخ الأصلية، ولا سيّما حجر المرجان المعاد استخدامه من الهياكل المهدمة، والخشب. وأصبحت مادة «تيرازو» (المؤلفة من قطع من الرخام أو الجرانيت أو الزجاج والتي تُخلط مع الاسمنت) مشهورةً في المنطقة في الأربعينيات من القرن الماضي للأرضيات، وهي تُستخدم على نطاق واسع في تأثيث الشوارع، وتحتوي على بقايا قواقع المحار. وتضفي مصابيح الشوارع البيضاء الكروية الموجودة فوق أعمدة «تيرازو» المزيد من الرمزية المتعلقة باللؤلؤ وتساعد في تتبع الطريق.وتحترم المباني الجديدة نطاق البيئة التاريخية والخطوط الفاصلة بين الشوارع مع إصدار بيانات معمارية جريئة معاصرة يتبنى مركز زوار طريق اللؤلؤ، من خلال توظيفه الخبرات التي تم تطبيقها في مسار صيد اللؤلؤ ومقر التراث المعماري، عكس الجمال البريّ للمنطقة، في حين تحاكي الأشكال السابقة أبراج الرياح والكتل المرجانية للمباني المجاورة التقليدية؛ ويتميّز جناح «آثار خضراء» وهو جناح مملكة البحرين الفائز بالجائزة الفضية للعمارة في إكسبو ميلانو وأعيد بناؤه في المحرق، بسلسلة من الحدائق المترابطة التي تحتوي على نباتات محلية؛ ومركز دار المحرق (قرب دار جناع) للموسيقى التقليدية حُمِي بطريقة مبتكرة بواسطة ستائر معدنية مثقبة، تقي وهج الشمس وتسمح بالتمتع بنسيم ثابت. وتركز الفعاليات الموسيقية التي يتم إقامتها عبر البرنامج على تقديم عروض للأغاني الخاصة بصيادي اللؤلؤ. اليوم، وبعد تصنيفه كموقع للتراث العالمي لليونسكو، تتم مراجعة جميع طلبات التخطيط الجديدة من قبل فريق المشروع للتأكد من أن التطورات الأخرى تتماشى مع الأهداف العامة للمخطط.وخلال تسلم رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الجائزة من قبل سمو الأمير كريم آغا خان في مسرح موسى جليل تتار الأكاديمي للأوبرا والباليه، تم تكريم فريق عمل المشروع ومثله المهندسان نورة السايح وغسان الشمالي. وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «فوز مدينة المحرّق بجائزة الآغا خان للعمارة هو ثمرة جهود مستمرة منذ سنوات لإعادة إحياء مدن البحرين القديمة، وبالأخص المحرّق، التي تكتسب عاما بعد عام أهمية عالمية». وأضافت: «الاستثمار في الثقافة هو طريقتنا لكي نحقق الاستدامة، وهي طريقتنا لكي نؤكد من جديد أن الثقافة فعل مقاومة».وأكدت أن المنجز الثقافي والحضاري البحريني يستمر تحقيقه بفضل الدعم الكريم والسامي من القيادة الرشيدة لمملكة البحرين، على رأسها الداعم الأول للثقافة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مشيرة إلى أن هذا الدعم يسهم في الترويج لما تحظى به المملكة من أهمية إقليمية وعالمية كمركز إنتاج ثقافي.وأردفت أن الهدف الأساسي من مشاريع إحياء المدن القديمة هو استعادة روحها الأصيلة، مضيفة أن مشروع إعادة إحياء المحرّق حقق بنية تحتية أساسية للمواطنين القاطنين في المدينة وشجّع الجيل الجديد على العودة للسكن والاستثمار فيها.يذكر أن مدينة المحرّق اكتسبت أهمية عالمية خلال العقد الأخير، إذ فازت باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2018، وتم تسجيل موقع طريق اللؤلؤ على قائمة التراث العالمي عام 2012، وفاز جناح البحرين الذي تم تقديمه في بينالي فينيس بجائزة الأسد الذهبي عام 2010، حيث اعتمد الجناح في تكوينه على عناصر عمرانية من مدينة المحرّق عكست علاقة الإنسان البحريني بالبحر. كذلك فإن مدينة المحرّق تضم العديد من المعالم الحضارية الأصيلة والمشاريع التي تم إنجازها على مدى السنوات السابقة، فإضافة إلى البيوت والمشاريع الحفاظية التي تأتي ضمن عمل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث، تدير هيئة الثقافة عددا من المواقع الثقافية المهمة في المدينة، كمدرسة الهداية الخليفية، والمكتبة الخليفية، وجناح البحرين الوطني المشارك في إكسبو ميلانو 2015م «آثار خضراء»، ودار المحرّق وغيرها.
مشاركة :