السياسة والدبلوماسية البحرينية، الحكيمة والسديدة، لطالما أكدت -مرارا وتكرارا- أهمية الحكمة وضبط النفس والتهدئة، وعدم التصعيد، ووقف كافة أشكال توتير الأوضاع في كل مناطق العالم، وخصوصا المنطقة التي نعيشها، وما تشهده من مستجدات متسارعة. لذلك جاء بيان وزارة الخارجية البحرينية أمس ليؤكد الموقف البحريني الثابت والراسخ، في: «أهمية تجاوز تحديات المرحلة، والتصدي لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، مع الدعوة إلى التحرك العاجل للمجتمع الدولي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، لما لها من أهمية حيوية واستراتيجية للعالم بأسره». هذا في الشأن السياسي، الإقليمي والدولي العام.. أما في الشأن المحلي الداخلي فقد بادرت وزارة الداخلية مشكورة، انطلاقا من واجبها ومسؤوليتها إلى إعلان «اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة تجاه كل من يستخدم حسابات التواصل الاجتماعي في مخالفة النظام العام، ويتعاطى مع هذه الحسابات، ويقوم بتزويدها بالمعلومات المغلوطة، من داخل البلاد أو الترويج لرسائلها المشبوهة.. كما تم الإعلان عن استدعاء عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، إثر قيامهم بنشر رسائل، قد تشكل مساساً بحفظ النظام العام». هذه الخطوة القانونية السريعة والتحرك الأمني المسؤول يؤكدان حرص الدولة على توعية المواطنين بحساسية الظروف التي تشهدها المنطقة، والتي تستوجب الحكمة والانضباط المجتمعي، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد يتهور البعض من خلالها في الترويج لمعلومات مغلوطة، وبث شائعات وأخبار غير صحيحة، قد تمس الأمن القومي، وتثير الفتنة، وتهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، فلا مجال لأي أمر هنا يهدد الوطن والمواطنين، ولا دخل لـ«حرية التعبير» وغيرها في هذا الشأن، لأن الموقف عصيب في المنطقة، ومن يتابع الأخبار والمستجدات من مصادرها الموثوقة يدرك جيدا خطورة الوضع وتعقيداته. نداء مخلص وأمين نوجهه إلى أنفسنا، وإلى إخواننا وأخواتنا، وإلى أولياء أمور الشباب والمراهقين، ومن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، بالالتزام بدعوة وزارة الداخلية، وأخذ الحيطة والحذر بشأن كافة الأخبار والمعلومات المتداولة غير الرسمية، وعدم تناقلها وبثها وإرسالها إلى الآخرين، بل يجب مسحها فورا، وعدم السماح لترويجها، لأنها تضرّ ولا تنفع، وتتسبب في الوقوع تحت طائلة القانون. ندرك جيدا أن هناك حسابات ومواقع تدار في الخارج، وتعمل على بث المعلومات المغلوطة، واستغلال حماس الشباب، من خلال منطلقات دينية وغيرها، ومن الواجب رفض تداولها من كل مواطن أو شاب تصل إليه، كما يجب عدم متابعتها، لأنها تهدف إلى الإضرار بالمجتمع وأفراده، في ظل ظروف شديدة الحساسية.. لذا كان من الواجب أخذ الحيطة والحذر منها، والالتزام بالحكمة والانضباط، ولا مجال للتهور والانسياق وراءها.
مشاركة :